Saturday 11th May 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

بادي مكي يكتب: الجبال الشامخات الشاهقات نحن ثرنا فحياةُ أو مَمَات ..

منذ سنة واحدة في 19/نوفمبر/2022

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

كتب الأستاذ بادي مكي وهو حفيد الشهيد بادي مكي من مدينة زريبة الوادي بولاية بسكرة الجزائرية:

 

كان لي الشرف العظيم أن قُمتُ أنا بادي مكي برفقة أخي وصديقي عبد القادر خليل المدير العام لشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية، بزيارة المجاهد الرمز ضابط جيش التحرير الوطني الجزائري، الرائد محمد صغير هلايلي، والذي تواصلتُ معه مُسبقا لتحديد موعد للقائه، مغتنما فرصة تواجدي بمدينة وهران مع صديقي خليل للمشاركة في الصالون الوطني للطوابع والبطاقات البريدية والعملات النقدية.

تحققت أمنيتي بعد موافقة المجاهد هلايلي، الذي استضافنا في بيته بمدينة وهران وأكرمنا بحسن الاستقبال وجميل اللقاء وسعة الصدر وثراء الحوار. إنه رجل من رجالات الجزائر العظماء، عندما تكون بحضرتهم تشم منهم عبق التاريخ الخالد وأريج الثورة المباركة. رجال ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن يستنشق بلدنا وأجيالنا هواء الحرية النقي، إنه من القلة القليلة الباقية التي تعتقد أن دورها مازال لم ينتهى بعد. فشكرا جزيلا لك سيدي المحترم ورزقك الله الصحة والعافية.

طبعا أردت من خلال هذا اللقاء والزيارة تقديم التحية والتبجيل وكذلك إهداء نسخة من كتابي “زريبة الوادي تاريخ وشخصيات” والذي كان المجاهد الرائد محمد الصغير هلايلي أهم مراجعي الكتابية والشفهية من خلال كتابه “مذكرات الرائد هلايلي محمد الصغير / شاهد على الثورة في الأوراس” الصادر عن دار القدس العربي، و لِمَا له من علاقة ومعرفة بشخصية جدي الشهيد بادي مكي ضابط وقاضي جيش التحرير الوطني، فقد كان رفيق دربه في النضال والكفاح بمنطقة جبال الأوراس.

 هناك رجال صنعوا ويصنعون التاريخ، وكثيرون ممن يأتي بهم التاريخ ويذهبون دون أن يبقى لهم أثر في تاريخ أمتهم، أما الذين صنعوا التاريخ فيسجلون أسماءهم بأحرف من ذهب على صفحات تاريخ بلدانهم، فيعيشون في ذاكرة الأجيال على مر الأزمنة، ويبقون خالدين في ذاكرة أوطانهم وأبناء شعبهم. وأكيد من يصادف إسم المجاهد الرمز ضابط جيش التحرير الوطني، الرائد محمد صغير هلايلي، سيتأكد من أنه لم يلتقي برجل عادي بل بقلعة من قلاع الجزائر النوفمبرية ، فما بالك بزيارته شخصيا والجلوس معه.

 إنه فعلا شعور رائع تحس من خلاله أنك أمام رجل شامخ شموخ جبال الأوراس التي ولد فيها وقاومَ الاستدمار الفرنسي فيها. فعلا انه رمزا و بطلا قدم الغالي والنفيس لأجل أن نحيا اليوم معززين مكرمين في وطننا الغالي، وبنضالهم وتضحياتهم وقوة إيمانهم بحتمية الانتصار استقلت بلادنا. طبعا هو المجاهد الرمز الرائد محمد الصغير هلايلي، الذي ولد سنة 1934م بكيمل، و زاول دراسته بجامع الزيتونة بتونس، بطل من الرعيل الأول لثورة التحرير، تقلد فيها عدة مهام بدأها كاتبا لعاجل عجول، ثم ارتقى إلى رتبة صاغ أول ، ثم رائد – عضو عسكري في مجلس الولاية الأولى، وبعد الاستقلال تقلد منصب قائد للقطاع العسكري لولاية وهران، تحت القيادة المباشرة لقائد الناحية الثانية الرائد الشاذلي بن جديد، وكان عضوا في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ونائبا في البرلمان.

 كان اللقاء شيقا وثريا حيث دام حوالي الساعتين، تطرقنا فيه إلى الحديث عن الكثير من الأحداث والأسرار الثورية التي حدثت في الأوراس والجزائر ككل، وتذكرنا الشهداء والأبطال منهم الشهيد قاضي الناحية الرابعة بادي مكي من زريبة الوادي وعلاقة البطل الشهيد قرين بلقاسم بالشهيد بادي مكي … وشهداء الاوراس ودور الصحراء في تسليح الثورة … فالحديث يجذب بعضه بعضا فأخذنا إلى مؤتمر الصومام وحادثة محاولة إغتيال المجاهد عاجل عجول وكثير من الأسرار والحقائق التي وضع فينا الثقة وذكرها لنا هذا البطل الرمز، فعلا عشنا ساعتان وكأننا حضرنا ثورة نوفمبر لان الرائد حدثنا بكل صدق في القول عن تفاصيل عاشها ميدانيا بكل صغيرة وكبيرة فيها.  كما تجاذبنا أطراف الحديث عن جزائرنا الحديثة والتطور الذي نلاحظه في مسيرة الوطن والأمة الجزائرية. وطبعا لم يفتنا التطرق لعلاقة الجزائر مع دول العالم وخاصة مع القضية الفلسطينية والعلاقة الوطيدة والصادقة بين الجمهورية الجزائرية وجمهورية الصين الشعبية والتعاون الدبلوماسي التاريخي بينهما. فالصين كانت أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة، وهي الشريكي الاستراتيجي المتميز للجزائر…

 وقد زف لنا خبر مشروعه التاريخي الذي سوف يرى النور عن قريب . فعلا كان الحديث شيقا جدا، فأحسست من خلاله أنه هو بدوره أشتم فيا رائحة منطقة الأوراس التي اقطن بين حناياها وذكرته برفيقه في النضال الشهيد البطل بادي مكي، وفي نهاية اللقاء  رافقنا أنا وصديقي عبد القادر خليل إلى خارج البيت، حيث دلنا على طريق العودة للمكان إقامتنا بمدينة وهران، وكأنه أبا يخاف على ابنائه.

 شكرا لكم سيدي الفاضل .. شكر لكم أيها الرمز شكرا لكم أيها البطل الكبير.. ونحن وكل الجزائريين ممتنين لكم أيها الغر الميامين لتضحياتكم الجسام من أجل حرية الوطن.. ولكم إقرار بالعرفان سيظل التاريخ يذكره على مر الأيام لأجل تحرير هذا الوطن وكن متأكدا أننا بحول الله على الدرب سائرون..  والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار وطول العمر والصحة والعافية لكم وللمجاهدين الأحرار وتحيا الجزائر حرة مستقلة، شامخة وسيدة بين الأمم .
التصنيفات: عام
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • فعلا كان لقاء شيق وثري حلقنا عاليا بخيالنا كما النسور تحلق عليا الى افق جديد وسرحنا في وديان و كهوف جبال الاوراس الاشم و وادي العرب ووادي قشطان بالمياه يجريان الى الصحراء يصبان ومن الصحراء الى الاوراس قوافل الاسلحة والشجعان … شكرا صديقي وأخي الاستاذ خليل عبد القادر على ما تقدمه في إطار شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية من اخبار ومقالات راقية وثرية بالمعلومة والاحداث العالمية كل التحية والتقدير لكم واعانكم الله في مهامكم النبيلة والراقية

    1. تحية احترام وتقدير متبادلة أخي العزيز استاذ بادي، ومزيد من التوفيق والنجاح إن شاء الله في شتى المجالات ?

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *