CGTN  العربية/

كتب شاندران ناير، المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد هونغ كونغ للدراسات المستقبلية، مقالة مؤخرا لكشف ونقد التراكم الكبير للقاحات في بعض الدول الغربية الغنية وتشويه سمعة الصين وروسيا بشأن تقديم اللقاحات، قائلا: “كشف اللقاح المضاد لـكوفيد-19 الإفلاس الأخلاقي للدول الغربية الغنية، وستكون هذه الدول بلاغية فقط وتفتقر إلى العمل الجماعي”. في الوقت نفسه، أعرب بعض قادة الدول مؤخرا عن تقديرهم لتوفير الصين للقاحات حتى استقبلها بعضهم في المطار وسط الأمطار بأنفسهم.  أدت مشاهد الدفء في الموقع إلى تبديد ضباب الوباء تدريجيا.

وراء هذا التحقير والثناء فرق كبير واضح بين الصين وبعض الدول الغربية الغنية بشأن مفهوم مكافحة الوباء والمسؤولية الدولية.

أولا، من أعطي وعودا ولكنها لم تنفذ؟ تتحدث إدارة بايدن بكلام جميل للغاية، لكن الحقيقة هي أن كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرضا قيودا على تصدير اللقاح لحد الآن، وحتى البيت الأبيض اعترف بأن “الحكومة الأمريكية لم تقدم لقاحات لأي طرف”. لا أسوأ من أن تقول ما لا تفعل.

في المقابل، تعهدت الصين علنا بجعل لقاح المضاد لـكوفيد-19 منتجا عاما عالميا في مايو من العام الماضي. تفعل الصين ما تقول حقا. في الوقت الحالي، قدمت الصين مساعدات بشأن اللقاحات المضادة لـكوفيد-19 مجانا إلى 69 دولة نامية في أمس الحاجة إليها، مع تصدير اللقاحات إلى 43 دولة.

ثانيا: من يخزن اللقاحات؟ وفقا للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، لم تتلق 130 دولة جرعة من اللقاح حتى الآن، ولكن تكفي احتياطيات اللقاح لأعضاء مجموعة السبع لضمان تلقيح كل مواطن في بلادهم ثلاث مرات. وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأجنبية، يمكن تطعيم بعض الدولة لمواطنيها خمس أو ست مرات، واللقاحات الفائضة من هذه البلدان كافية لتطعيم السكان البالغين في القارة الأفريقية بأكملها. وأصبحت هناك خلافات حول اللقاحات. حتى بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فتخزن حكومة الولايات المتحدة كمية كبيرة من لقاح “أسترازينيكا” التي لم تتم الموافقة عليها بعد ورفضت طلب شراء الاتحاد الأوروبي بحجة أنها “تضمن أن إمدادات اللقاح في البلاد تتجاوز الطلب”. مما أدى الى انتقاد الاتحاد الأوروبي علنًا على موقف الولايات المتحدة لتقييد صادرات اللقاح.

في المقابل، تتحمل الصين المسؤولية الكاملة لضمان توزيع اللقاحات بشكل عادل، فهي لم تنضم إلى مبادرة كوفاكس فحسب، بل وعدت بإرسال دفعة أولى من 10 ملايين جرعة من اللقاحات للدول النامية، ولا تقوم الصين فقط بتزويد البلدان النامية باللقاحات، بل تدعم الشركات المحلية في البحث والتطوير والإنتاج المشترك مع شركاء أجانب وتدعم الشركات للتصدير إلى البلدان التي تحتاج إلى اللقاحات بشكل عاجل والتي سمحت بالاستخدام الطارئ للقاحات الصينية أيضا.

ثالثا، من يقوم بترويج اللقاحات؟ “دبلوماسية اللقاحات” هذا هو آخر افتراء اختلقه الغرب بعد “دبلوماسية الكمامات”. ما دامت اللقاحات الصينية تدخل دولة جديدة، سيوجه بعض السياسيين ووسائل الإعلام اتهامات للصين باستخدام اللقاحات “لكسب نفوذ”. وفي الوقت نفسه، تجاهلوا التصرفات التي قام بها بائعو اللقاحات الغربيون بإجراء تجارب على نطاق واسع في البلدان النامية لكنهم لم يعملوا على توفير اللقاحات للبلدان النامية في الوقت المناسب.

في المقابل، لم تفرض الصين أي شروط سياسية عند توفير اللقاحات أبدا. أعلنت الصين بالفعل أنها ستساهم في تحقيق توافر لقاح مضاد لكوفيد -19 وتحمل تكاليفه في البلدان النامية. بهذه الطريقة، قام بعض الناس في الغرب بـ “تسييس” اللقاحات أكثر من اللازم.

رابعا، من يهتم بالدول النامية؟ في مواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا الجديد، من الواضح أن لقاح مضاد لكوفيد- 19 حاجة وضرورة ملحة لجميع البلدان. ومع ذلك، وفقا لتقارير وسائل الإعلام مثل صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية وصحيفة الجارديان البريطانية وغيرها، اللقاحات الغربية لها متطلبات أعلى فيما يتعلق بالأسعار والتخزين وظروف النقل وغيرها بشكل عام، وربما يكون هذا سببا مهما لاستبعاد الدول الفقيرة. وفقا للتقارير، يجب تخزين لقاح فايزر-بيونتك المضاد لكوفيد-19 أثناء النقل عند 70 درجة مئوية تحت الصفر، وقد لا تلبي سلاسل التبريد في بعض البلدان المتقدمة المتطلبات.

في المقابل، نظرت الصين بشكل كامل في حقيقة التطعيم وتبنت موقفا منفتحا وتعاونيا في أبحاث اللقاحات وتطويرها وإنتاجها وتوزيعها. من ناحية، يلغي هذا المقاومة السياسية التي تواجهها البلدان النامية في الحصول على اللقاحات وإنتاجها؛ ومن ناحية أخرى، تضمن الصين تخزين اللقاحات ونقلها بشكل ملائم، مما يتطلب درجة بيئة من 2 إلى 8 درجات مئوية فقط، ولا يحتاج المستخدمون لتخصيص ثلاجات درجة حرارة منخفضة للغاية، مما يقلل التكاليف بشكل كبير.

فيروس بلا حدود، فإذا تأخرت عملية التطعيم في الدول النامية الشاسعة، هل يمكن الغرب يهمهم أنفسهم؟ اللقاحات هي الأمل في إنقاذ الأرواح، ويجب أن تخدم العالم وتفيد البشرية جمعاء، وهذا هو موقف الصين الثابت. فيما يتعلق بهذه القضية، فإن الخلاف بين الصين والغرب كبير جدا، هذه كلها “كوابيس” يجب أن يتغلب عليها مكافحة الوباء الدولية.