Friday 29th March 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

فنزويلا تتعافى

منذ 4 سنوات في 06/يناير/2020

الأكاديمي مروان سوداح*

صحيفة الدستور الأردنية

 لم يُخفِ الكيان الاستعماري الاقتلاعي والاستيطاني الإسرائيلي يوماً، العداء البُنيوي المتأصل فيه تجاه فنزويلا هوغو تشافيز ونيكولاس مادورو، وهو ما أنتج مُخطّطاً إجرامياً عميقاً للتنسيق ما بين القوى الصهيونية الفاشية والرجعية المحلية، التي يترأسها خوان غواديو المدعوم مالياً ودبلوماسياً من «بناي بريث» و «العَم سام»، لارتكاب عملية انقلابية مضادة في كاراكاس، تبدو في ظاهرها فنزويلية، لكن في باطنها أجنبية تدخلية بكل تفاصيلها الدقيقة، بهدف القضاء على البقية الوطنية الباقية في أمريكا اللاتينية – التي لم تَعد لاتينية بقدر ما هي عليه الآن من صهيونية، حيث تغلغُل فيها «اليمين المسيحي الصهيوني» الذي يؤمن بمقولات هيرتزل وليكود لاحتلال «الشرق العربي» وتهويده «بمشيئة يهوه! ».
 جاء القرار الصهيوني للاصطفاف إلى جانب الإدارة الأمريكية بمواجهة القيادة الوطنية الفنزويلية، اتّساقاً مع طبيعة الصهيونية الدولية فكراً وممارسةً، في التخندق سوياً مع «العَم سام» – الذي حلّ مَحَل «العَم الإنجليزي»، والذي يرى أن مهمته الأُولى تكمن في الحماية المطلقة للكيان الصهيوني الإجرامي وتوظيفاته العدوانية في العالم وضمنها فنزويلا، ولمدِّ أذرعه ومخالبه إلى الأنظمة المُمَانِعة في جهات العَالم الأربع، وإلى حيثما تتواجد الدول غير الخاضعة لمشيئة الأرباب الأمريكيين.
 وفي استعراض مسيرة التدخل الأجنبي في شؤون فنزويلا وغيرها من البلدان المستقلة، نُلاحظ أن التحالف الأمريكي الإسرائيلي يرتكز في معظم الأحايين، على قوى محلية دأب على العناية بها ورعايتها، لتنفيذ مخطّطاته التي افتُضِحت في فنزويلا، كما في بلدان أُخرى، إذ تمت رعاية القوات الكولومبية إسرائيلياً منذ عهد بعيد، تحضيراً لها  لِ»يوم الحسم» في كاراكاس، لكنها ارتدت على أعقابها مُجرجِرةً أذيال الخيبة.
 قرارات واشنطن وتل أبيب التدخلية في شؤون النظام الوطني البوليفاري، لا تصب في المصلحة العميقة لبلدان أُوروبية عديدة، فهذه ترى لزوم تواصلها الواسع مع كاراكاس، بغض النظر عن طبيعة نظام الحُكم فيها. وعلى الأغلب، تَشي دبلوماسيات وسياسات عددٍ من دول أوروبا الغربية، بعدم رضاها عن تصرفات اللوبي الصهيوني و»الأب الأمريكي» في فنزويلا لتثبيت هيمنتهما الثنائية عليها، بهدف إخراج اوروبا الغربية «الأطلسية!» من «أمريكا اللاتينية» برغم إصرار هذه «الغربية» على أن فنزويلا والقارة الواقعة إلى الجنوب من شواطىء فلوريدا، مازالت «حديقتها التاريخية اليانعة»!
 في خواتيم العملية الانقلابية الأخيرة على فنزويلا، يُماط اللثام يومياً عن عمليات إجرامية متواصلة «في العُمق» بين واشنطن والموساد، للنيل من النظام البوليفاري فيزيائياً، وللانقضاض على الرئيس مادورو شخصياً، وهو ما يؤكده المُحلّل السياسي الفنزويلي العربي الأصل، باسم تاج الدين، الذي ما توقّف يُنبّه إلى أن علاقة الموساد الإسرائيلي مع «قوى الدفاع عن النفس المتحدة الكولومبية»، تهدف لزعزعة الاستقرار في فنزويلا، التي تتعافى بعدما تكشّف المَستور، وافتضِح أمره، وتهاوت قِلاعه الداخلية و(هَريبة) زُلُمه لاحضان (العَم سام) بغير رجعة!
*صحفي وكاتب أُردني.

التصنيفات: عاممقالات
بواسطة: مروان سوداح

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *