Friday 3rd May 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

طريق الحرير ماضي العراق الاقتصادي المشرق مع جمهورية الصين الشعبية

منذ سنتين في 31/يناير/2022

شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/

 

طريق الحرير ماضي العراق الاقتصادي المشرق مع جمهورية الصين الشعبية

بقلم: باسم حسين غلب – صحفي وباحث عراقي

 

موقفان متناقضان
في ايلول عام 2019 ، قام رئيس الوزراء الاسبق (عادل عبد المهدي)، بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية. عبد المهدي ، كان يحمل خلال زيارته تلك اجندات مهمة ، تتركز جميعها على ملف الاعمار، الذي يمكن ان تلعب فيه الشركات الاستثمارية الصينية دور مهم فيه. خاصة في ” مشاريع كبرى في الطرق والنقل، والخدمات والتعليم والصحة وغيرها”(1). ايضاً ان يقوم خلال زيارته بالتوقيع  على عقود واتفاقيات كبرى في قطاعات الصناعة والزراعة، وبناء المدارس والمستشفيات والإسكان، والطرق والقطارات والجسور ” (2).

عبد المهدي، قبل زيارته إلى بكين حاول تطمين الولايات المتحدة الأمريكية ، من ان العراق، لن يترك الولايات المتحدة خلف ظهره، دون ان تكون هناك اتفاقيات مماثلة، فالعراق بحاجة ماسة لها. وجود ” توجه كبير نحو الولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع عقود كبرى جاهزة مع شركات أمريكية” (3).

التطمينات العراقية الرسمية، لم تنطلي على الولايات المتحدة التي ترى في التقارب العراقي الصيني، خطر يهدد مصالحها في بلد خسرت فيه العديد من جنودها، في حرب ما يسمى بتحرير العراق. على اية حال وقبل ان ننتقل إلى الموقفين المتناقضين في قضية زيارة عبد المهدي وتوقيع الاخير اتفاقيات مع الصين، لابد التوقف عن ابرز واهم النقاط التي تضمنتها تلك الاتفاقيات .

في ذلك العام، وبحضور وإشراف رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، وفي ختام ” جولة المباحثات الموسعة بين الوفدين الرسميين العراقي والصيني التي جرت في بكين، برئاسة عبد المهدي ورئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية لي كه تشيانغ ” (4)، تم توقيع اتفاقيات ، شملت ” المجالات المالية والتجارية والأمنية والاعمار والاتصالات والثقافة والتعليم والخارجية ” (5). ايضاً فإن في مقدمة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعه بين الجانبين ، الاتفاق على ” تنفيذ آليات الاتفاقية الاطارية بين وزارة المالية والوكالة الصينية لضمان الائتمان (ساينه شور)، واتفاق التعاون الاقتصادي والفني، ومذكرة التفاهم بين وزارة المالية العراقية ووزارة التجارة الصينية بشأن التعاون لإعادة الاعمار بعد الحرب في العراق” (5).

ايضاً هناك اتفاقيات وتفاهمات عراقية صينية ” بين وزارة الاتصالات والمكتب الصيني للملاحة الجوية في الاقمار الصناعية، ومذكرة تفاهم امني بين وزارة الداخلية العراقية والأمن العام في الصين ، ومذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية العراقية والصينية، بشأن الأراضي المخصصة للبعثتين الدبلوماسيتين ، ومذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي ومكتب الإعلام في مجلس الدولة لإنشاء المكتبة الصينية في جامعة بغداد ، ومذكرة البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي” (6). قراءة سريعة لما تضمنته الاتفاقية من بنود ، تؤكد ان الحكومة العراقية ، كانت تنوي بما لا يقبل الشك سحب البساط من الولايات المتحدة ، والتوجه نحو الصين، لما يمتلكه هذا البلد من قدرات اقتصادية عملاقة ، يمكن ان يساهم في ايجاد بنى تحتية رصينة ، تخفف من الحيف الذي لحق بالمواطن العراقي، منذ عقود من الزمن، خاصة بعد عام 2003م، بعد ان تدهورت الخدمات وتلاشت تماماً في الكثير من المجالات، الأمر الذي اثار استياء الشارع العراقي قاطبةً. زيارة عادل عبد المهدي كانت بين موقفين متناقضين ، الأول : مرحب ، وكان من جهة البرلمان والشارع العراقي، الذي يتطلع إلى الاسراع في تنفيذ تلك الاتفاقيات لحاجته الماسة لها.

وموقف معارض ، بل ساخط وهذا الموقف يمثل الإدارة الأمريكية ، التي رأت في توجه الحكومة العراقية نحو جمهورية الصين الشعبية، خطر يهدد مصالحها في هذا البلد .
فالولايات المتحدة، عندما احتلت العراق عام 2003م، لم تخطو خطوة حقيقية وجادة للنهوض به. بل ان الأمور اخذت تسير من سيء إلى اسوأ. ارهاب ودمار وخراب وبنى تحتية متهالكة. تدخل سافر في الوضع السياسي العراقي، والحكومات العراقية التي تعاقبت على ادارة البلد، مسلوبة الإرادة، والأمور تتحكم بها السفارة الأمريكية من الألف إلى الياء. لهذا ونتيجة لضغط الشارع العراقي المتواصل، ونتيجة لحصول قناعة تامة من ان الولايات المتحدة ، لا تريد نهوض العراق وتطويره. موقف يتناغم مع رغبة اقليمية واضحة في ابقاء العراق ، غير قادر على النهوض اقتصاديا، لهذا كانت الخطوة بإتجاه الصين ، هي لكسر القيد الدولي والإقليمي المفروض على العراق .
إن الاتفاقية الصينية ، إنما هي بداية لانخراط العراق في طريق الحرير الجديد وهي تمثل رغبة مشتركة بين الجانبين الصيني والعراقي. إن اهم التحديات التي واجهت العراق بعد الاحتلال الامريكي، تتمثل باستشراء الفساد المالي والاداري.

وقد ذكرنا ذلك فيما سبق، من ان التخصيصات التي رصدت إلى وزارة واحدة (وزارة الكهرباء)، كانت توازي ميزانيات سنوية لبعض الدول، في المقابل لم يحدث اي تغيير على المنظومة الكهربائية ، واستمر المواطن يعاني من موضوع استقرار التيار الكهربائي، في عموم المحافظات العراقية، بما فيهم المواطنين القاطنين في العاصمة (بغداد) ، الذي يفترض ان تكون افضل حالاً من غيرها من المحافظات العراقية الأخرى، كون الحكومة ( التشريعية والتنفيذية) ، متواجدة هناك.

مثال آخر على الفساد المستشري في العراق، هذه المرة يخص وزارة الرياضة والشباب، وزارة ربما تكون بعيدة عن الانظار، وليست بالواجهة ، مثل وزارات : الصحة والتربية والدفاع والصناعة وغيرها من الوزارات. مثال واحد فقط، ربما يكفي للإستدلال على وجود فساد إداري ومالي في هذه الوزارة كغيرها من الوزارات العراقية الأخرى.

إذ كشفت احدى الصحف المحلية، في تقرير مفصل لها، عن احد الاندية الرياضية (نادي الثورة)، ومقره كركوك. بعض مما جاء في تفاصيل قضية هذا النادي . ان النادي المذكور الذي تأسس عام 1955م ” لم يتبقى من منشآته الرياضية غير مناظر الهدم الذي تعرض له، بسبب مشروع استثماري لشركة لم تمتلك الأموال اللازمة للبناء وتوكلت بإنجازه حسب ما حدد في وثيقة عقد الاستثمار “. (7). شيء غريب فعلاً ، كيف يمكن ان يعطى مشروع استثماري مهما كانت كلفته، إلى شركة لا تمتلك الأموال؟ ليس هذا فحسب، بل ان وزارة الرياضة والشباب، عجزت ” في السنين الماضية لإيجاد الحلول الناجعة التي تعيد الحق لإدارة النادي في استحصال المبالغ المتراكمة في ذمة أصحاب المحال التجارية والتي تقارب 300 مليون دينار بسبب إشكاليات عقد الاستثمار” (8).

اذا أن النقطة الجوهرية في تعثر الاستثمار في العراق، يعود إلى استشراء الفساد الإداري والمالي، منذ عام 2003م ولغاية الآن. والسبب في استمرار الفساد وهدر المال العام، يعود إلى المحاصصة الحزبية التي لن يستطيع العراق الخروج منها، لوجود تدخلات اقليمية ودولية في تشكيل اي حكومة عراقية، بشكل سافر ومعلن.

إن حجم التحديات التي تواجه الاستثمار في العراق، كبيرة ومتشعبة، ولايمكن للعراق تخطيها، إلا بوجود إرادة شعبية ضاغطة تطيح برؤوس الفساد ومحاسبة المفسدين. إرادة شعبية قوية تعيد للعراق مكانته الدولية، عبر بوابة طريق الحرير الجديد .

 

المصادر:
(1)، (2)، (3) جريدة الصباح الرسمية العراقية – العدد (4626) – الخميس / 19 / ايلول / 2019 – ص 3 (العراق).
(4)، (5)، (6) جريدة طريق الشعب – العدد (31) السنة 85 – الثلاثاء / 24 / ايلول / 2019 / ص 1
(7)، (8) جريدة طريق الشعب – العدد (4727) – الأثنين / 20 / تموز / 2020م – ص 5 (رياضة).

 

*ملاحظة المحرر تعكس المقالة وجهة نظر الشخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة طريق الحرير الإخبارية.

التصنيفات: مقالات مُختارة
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *