Thursday 25th April 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الأُردن وروسيا: تفاهمات إستراتيجية

منذ 4 سنوات في 26/فبراير/2020

*صحيفة الدستور الأردنية/

الاكاديمي مروان سوداح*

 يُدرك المتخصِّص والخبير تاريخياً بطبيعة السياسة الروسية وشؤون وشجون روسيا، أن الروابط ما بينها والأردن أكثر بكثير من مُجرّد تصريحات صحفية؛ أو علاقات اقتصادية وتجارية وتبادلات إنسانية؛ وقد آن الآوان لتتوسّع مَعارفنا بعناوين المُشتركات العريضة والتطابقات الإستراتيجية مع موسكو، في حين تقوم العلاقات بين الكيان الصهيوني و(العَم سام) على قواعد أيديولوجية ثابتة داعمة للتوسّع الاستعماري والاستيطاني في كل الاتجاهات الجغرافية للعالم العربي، وهو ما يُشكِّل أخطاراً كُبرى على الأردن بالذات ومستقبلنا الجَمعي، ويُهدّد بإقصاء الدول الصديقة والحليفة لنا كروسيا والصين عن منطقتنا، ووقف أدوارهما السلمية فيها عُنوة وبقرار صهيوأمريكي، استناداً إلى تعاظُم العنجهية والاستكبارية الصهيونية، لكونها تَستندُ إلى دعم (الترامبية) اللامحدود، ومساندة من مجاميعها السياسية والعسكرية والاستخبارية والمالية، التي تَعتبر الكيان الاحتلالي جزءاً عضوياً وحَيوياً من أمريكا، وولاية أمريكية مُدللة وإن كانت غير مُعلنة كذلك رسمياً!


 المؤتمر الصحفي الذي عَقده وزير الخارجية أيمن الصفدي، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أدار رؤوس الشعوب إلى عمّان وموسكو، ذلك أنه حَمَلَ مُفردات عَميقة الدلالات استوقفت الجميع، أكدت عُمق العلاقة بين عمّان وموسكو، وبين الزعيمين، صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعَرضت إلى الـ»التطور المستمر لها.. وانطلاقتها من أرضية صَلبة.. لتسير بشكل جيد إلى الأمام». الصفدي ولافروف كانا واضحين في تصريحاتهما التي بيّنت أن انعقاد اللقاء «يأتي في ظروف دقيقة.. وفّر فرصة لتبادل الآراء ووجهات النظر لكيفية التعامل مع التحديات الاقليمية.. التي تتفاقم بشكل خطير.. وتؤثّر ليس فقط على استقرار (الشرق الأوسط) وأمنه ولكن أيضاً على الأمن والسِّلم الدوليين».

 
 الوزير الصفدي كان واضحاً في إعلانه «أن التشاور الأردني الروسي أساسي بالنسبة لزيادة القدرة على مواجهة التحدّيات وحل القضايا الإقليمية»؛ وأكد أن «لروسيا دوراً ليس مهماً فقط، بل وأساسياً في جهود الأردن في تحقيق الاستقرار في المنطقة»، وحَذّر من الأزمات الخطيرة في منطقتنا، بينما لفت لافروف للموقف الروسي الثابت والتاريخي الذي يتشارك البلدان فيه، ويتلخص في التأكيد الدائم على ضرورة احترام سيادة الدول.. وتطابق موقف روسيا مع الأردن خاصةً بكيفية حل القضية الفلسطينية.


 لافروف رفض «أي إجراءات أحادية الجانب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية»، وتحدث بصراحة عن الردود السلبية «من غالبية الدول على مَا يُسّمى صفقة القرن.. المُقدمَّة من الأمريكيين»، وهذه إشارة واضحة تَعني اعتراض روسيا على صفقة الشياطين وصُنَّاعها، وأكد أيضاً مُساندة بلاده «لوصاية جلالة الملك على المُقدّسات في القدس المُحتلة»، وشَهِدَ على أن «القضية الفلسطينية تشغل الآن صدارة المَشهد الدولي».. فشكراً للرئيس بوتين رُبّان روسيا وراعي السلام لنُصرته للعدالة.
 تصريحات الوزير الروسي تتميز دوماً بالهدوء والرزانة، وهي بعيدة المَرامي، ونستنتج منها رفض اعتبار أمريكا وسيطاً نزيهاً في منطقتنا، لكونها تُلقي بكامل ثِقلها إلى جانب إمبريالية صهيونية، تعمل لاسترقاق الأمة العربية ودولها التي تتعرض لإملاءات أمريكية لصالح «أجندة القرن الصهيوتوسعية».


*كاتب وصحفي أردني، متخصص في الشؤون الروسية.

بواسطة: مروان سوداح

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • ..شكرا للاستاذ عبدالقادر خليل المكرم للمبادرات المستمرة التي يتحفني بها ، بإعادة نشر مقالاتي السياسية ، من جريدة /الدستور/ اليومية الاردنية، في موقع شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية بالجزائر.. ألف شكر للطفك صديقي العزيز عبدالقادر، خريج الاتحاد السوفييتي، فأنت تعمل بمبدأ الصداقة والتحالف وبُعد البصيرة..

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *