Monday 25th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

كيف يمكن للاقتصاد العالمي أن ينتعش في ظل جائحة كورونا الشديدة؟

منذ 4 سنوات في 11/أكتوبر/2020

CGTN العربية/

لا تزال جائحة فيروس كورونا الجديد متفشية على الصعيد العالمي مؤثرة على الاقتصاد العالمي بتداعياتها السلبية الشديدة. وقد باتت أهم أولويات العالم تكمن في تعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير في مجال مكافحة الوباء واللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19″، والتغلب على فيروس كورونا الجديد وانتشاره، والقضاء على تهديدات أمن الصحة العامة، والتخلص من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

ما يقرب من 500 مليون وظيفة تختفي بين عشية وضحاها

أشار تعليق منشور في أحدث نسخة من مجلة “الإيكونوميست”، إلى أن التداعيات السلبية لجائحة كورونا الجديد على الاقتصاد العالمي هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. فقد تسبب الإغلاق وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي في اختفاء ما يقرب من 500 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم بين عشية وضحاها. مع إغلاق المصانع وإغلاق البلدان حدودها، تضررت التجارة العالمية بشدة. وصار من غير الممكن تجنب كارثة اقتصادية أعمق ما لم تتدخل البنوك المركزية لكل الدولة بشكل غير مسبوق في الأسواق المالية، وتقدم الحكومة المساعدات للعمال والشركات المفلسة، وهذا يعني أن يتسع عجز الميزانية الحكومية إلى مستويات قريبة من زمن الحرب.

إن التعرض للتداعيات السلبية، وتكبد الخسائر والانهيارات الناتجة عن الجائحة بات أمرا حتميا وقد أثر على بعض البلدان والمناطق والصناعات بشكل واضح حتى أن بعضها على وشك الانهيار. ولا يزال عدد لا يحصى من المواقع السياحية والفنادق والمطاعم والمقاهي وما إلى ذلك في جميع أنحاء العالم مغلقا جزئيا أو كليا. والأخطر من ذلك أنه لا يمكن ضمان عمل وحياة عدد كبير من الأشخاص في هذه الصناعات.

بسبب جهود الوقاية من الوباء والسيطرة عليه بقوة، سيطرت بعض الدول مثل الصين على الوباء بسرعة وفعالية. ومع ذلك، في معظم دول العالم، ما زال وضع الوباء خطيرا، وما زالت الشعوب قلقة وخائفة منه، وفي نفس الوقت ما زالت اقتصادات العديد من البلدان عاجزة عن تجنب تداعيات الوباء.

وباء “كوفيد-19” يغير العالم إلى درجة لا يمكن التعرف عليه

أشارت كريستالينا جورجيفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، في خطاب ألقته في واشنطن يوم الثلاثاء الماضي، “لقد غير وباء “كوفيد-19” العالم إلى درجة لا يمكن التعرف عليه : فقد ملايين الأشخاص أرواحهم وعانى المليارات من الناس من التداعيات الاقتصادية للجائحة. لقد تسببت جائحة كورونا في إحداث مثل هذه التداعيات الشديدة على البلدان منخفضة الدخل لدرجة أننا قد نضطر الى مواجهة “الجيل الضائع”.

لا توجد إحصاءات محددة عن حجم الضرر الذي تسببت فيه الجائحة للاقتصاد العالمي حاليا، ومن المرجح أنه لن تكون هناك بيانات دقيقة وكاملة في المستقبل، لأنه من الصعب حقا إجراء إحصاءات. لكن الأكيد هو أن جائحة كورونا قد أضرت بالتقدم الملحوظ الذي تم إحرازه في الحد من الفقر المدقع على مستوى العالم منذ التسعينيات في القرن الـ20.

كريستالينا جورجيفا، رئيسة صندوق النقد الدولي
كريستالينا جورجيفا، رئيسة صندوق النقد الدولي

ترى جورجيفا أن التحسن في التوقعات الاقتصادية العالمية يرجع أساسا إلى حقيقة أن التدابير السياسية غير التقليدية قدمت الدعم للاقتصاد العالمي. فقد قدمت حكومات العالم ما يقرب من 12 تريليون دولار أمريكي كدعم مالي للأسر والشركات. وحافظت تدابير السياسة النقدية غير المسبوقة على التدفقات الائتمانية، مما سمح لملايين الشركات بمواصلة عملياتها.

الاقتصاد العالمي يتنعش تدريجيا، الوضع أفضل مما كان متوقعا

يرى المحللون أن التقييم العام والآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي الحالي من قبل رئيسة صندوق النقد الدولي تتماشى بشكل أساسي مع الواقع. على الرغم من أن الوضع الاقتصادي العالمي لا يزال خطيرا، إلا أن هناك بوادر متوجهة إلى الاستقرار والتحسن بالفعل، خاصة في الاقتصادات الرئيسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا، فدرجة الانكماش الاقتصادي ليست متشائمة كما كان متوقعا خلال أسوأ فترة لجائحة كورونا.

هناك سببان رئيسيان لانتعاش الاقتصاد العالمي بشكل أفضل: أولا، حققت الصين نتائج إستراتيجية في مكافحة الوباء، وتعافت فعاليات الإنتاج والتشغيل بسرعة. حيث احتلت الصين زمام المبادرة في تحقيق نمو إيجابي سريع بين الاقتصادات الكبرى في العالم، وهذا لا يجلب الأمل في انتعاش الاقتصاد العالمي ويقوي ثقة العالم فحسب، بل يضخ طاقة إيجابية في انتعاش الاقتصاد العالمي أيضا. وهي مساهمة رئيسية أخرى للصين في العالم؛ ثانيا، أعادت الولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسية الأخرى في العالم استئناف الفعاليات الاقتصادية على التوالي في الأشهر الأخيرة، وزادت تدابير الإنقاذ والتحفيز المختلفة، مما أدى إلى تحسين الوضع الاقتصادي العالمي.

لكن الكارثة الاقتصادية العالمية لم تنته بعد. إن جميع البلدان تتقدم ببطء في الوقت الراهن، لكن هذه العملية ستكون عملية صعبة، ومن المتوقع أن تكون طويلة ووعرة ومليئة بعدم اليقين، وإذا تعذر اتباع تدابير المتابعة عن كثب، فمن السهل للغاية التراجع.

طريق الانتعاش لا يزال وعرا

وذكرت جورجيفا أن الطريق أمام الاقتصاد العالمي لا يزال محفوفا بالتحديات والمخاطر. في الوقت الحاضر، تتمتع البلدان بقدرات مختلفة للاستجابة للأزمة، حيث يمكن للاقتصادات المتقدمة أن تفعل أي شيء مهما كان الثمن، ولكن إذا لم تستطع البلدان الفقيرة الحصول على مساعدة لمجابهة الأزمة الناجمة عن جائحة كورونا في أسرع وقت ممكن، فمن المؤكد أنها ستؤدي إلى اضرار الاقتصاد العالمي بأسره وتسبب حالات تخلف خطيرة عن سداد الديون. وهذا الوضع يستحق اهتماما كبيرا.

في ظل جائحة فيروس كورونا الجديد، تزداد الحمائية الاقتصادية والتجارية العالمية، كما تزداد ايضا الاحتكاكات المختلفة على الصعيد العالمي وتواجه العولمة الاقتصادية تحديات كبيرا، وتنفذ العديد من البلدان سياسات الباب المغلق، التي تضر بشدة بالتنمية طويلة الأجل للاقتصاد العالمي. لا يمكن للعالم التغلب على هذه الأزمة والتحول إلى عالم أكثر أمانا وازدهارا واستقرارا يعود بالفوائد على البشرية جمعاء ما لم يعزز العالم التعاون لمكافحة الوباء

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *