CGTN العربية*

نشر موقع “The Atlantic” الأمريكي في الـ28 من الشهر الجاري مقالا بعنوان “انقطاع ترامب مع الصين يجلب عواقب وخيمة” بقلم بيتر بينيت، أستاذ الصحافة في جامعة سيتي في نيويورك.

يذكر المقال أنه في ظل تفشيالوباء، اعتقد بعض السياسيين الأمريكيين أن “الولايات المتحدة يجب أن تنفصل عن الصين”. لكن في الواقع ، فإن الدرس المستفاد من الوباء لا يكمن في إيقاف التعاون مع الصين، بل إعادة بناء التعاون في مجال الصحة العامة بين الولايات المتحدة والصين الذي دمرته إدارة ترامب. وأشار المقال إلى أنه إبان مكافحة أمراض السارس عام 2003 وإنفلونزا أتش 1 إن 1 عام 2009 وفيروس إيبولا عام 2014، أدى التعاون بين الولايات المتحدة والصين دورا مهما فى مكافحة الوباء. وفقا لتقرير “واشنطن بوست”، في عام 2018، خفضت إدارة ترامب بشكل كبير استثماراتها في “أنشطة الوقاية من الأوبئة” العالمية. في عام 2020، اقترح ترامب أيضا خفض التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية إلى النصف. كان لهذه التخفيضات تأثير شديد بشكل خاص على إجراءات قطاع الصحة الأمريكي في الصين.

الآن، مع تفشي الوباء في الولايات المتحدة، يظل التعاون بين واشنطن وبكين حاسما. قال توم إنجليسبي، مدير مركز الصحة والسلامة في كلية بلومبرج للصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز: “نحن بحاجة إلى التعلم من الصين ماذا نفعل”.

قد أرسلت الحكومة الصينية في المرحلة الحالية كمية كبيرة من المواد الوقائية إلى الدول الأوروبية، في حين أن الأطباء والممرضات الأمريكيين بحاجة ملحة إلى الكمامات والنظارات الحمائية والقفازات الطبية والملابس الوقائية وميزان الحرارة، غير أن السياسة الأمريكية بشأن الضرائب تشكل منعا لاستيراد كل هذه المواد الوقائية، ناهيك عن دعوة عضو الكونغرس الأمريكي جيم بانكس إلى رفع مستويات الضرائب لردع “فيروس الصين” المزعوم.

وأشار المقال إلى أن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) قد قدم توضيحا لأمرين واقعيين بصفتهما مخالفين لمفهوم ترامب العالمي، أولهما أن لتعزيز التعاون الدولي بصفة عامة، والتعاون الأمريكي الصيني بصفة خاصة، دورا فعالا في ضمان أمن المواطنين الأمريكيين، ثانيا أن تغيرات بارزة قد طرأت على التوازن بين أطراف المعارف والقوى العالمية. والدليل على ذلك أن الصين كانت قد استفادت من التجارب الأمريكية في فترة انتشار ملازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) عام 2003، لكنه في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، صارت لدى الأطباء والعلماء الأمريكيين رغبة شديدة في الاطلاع على كيفية نجاح نظرائهم الصينيين في كبح تفشي فيروس كورونا الجديد.