إنّ عام 2021 سينتهي خلال أقل من 10 أيام. في هذا العام، تتآزر وتتضامن الصين والدول العربية في مواجهة التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة وجائحة القرن، حيث تكتب صفحة جديدة في إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي، وتقدّم للعالم قوة دافئة للتغلب على الصعوبات بروح الفريق الواحد. إن تلك اللحظات الرائعة التي تعكس الصداقة بين الصين والدول العربية تشكّل أفضل صورة للعلاقات الصينية العربية في عام 2021.
اللحظة الرائعة الأولى
“تثمين الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الصينية لدعم القضايا العربية لإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة في المنطقة” – قرار اجتماع مجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية في عام 2021.
في عام 2021، أجرى الرئيس شي جين بينغ مكالمات هاتفية وتبادل رسائل مع العديد من زعماء الدول العربية، مما حدد الاتجاه لتطوير العلاقات الصينية العربية. وزار مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي دول منطقة الشرق الأوسط لثلاث مرات، وطرح “المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”، و”المبادرة ذات النقاط الأربع لحل المسألة السورية”، و”الأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ حل الدولتين”. اندلع الصراع بين فلسطين وإسرائيل في مايو من العام الجاري، حيث دفعت الصين مجلسَ الأمن الدولي إلى مناقشة القضية الفلسطينية لخمس مرات حتى إصدار بيان صحفي رئاسي في هذا الصدد. وفي يوليو من العام الجاري، استضافت الصين بنجاح ندوة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام، والتي أدّت دورا بنّاء في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. إنّ الدول العربية تقدّرجهود الصين تقديرا إيجابيا، ومن المرة الأولى أن يشمل قرار اجتماع وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية مضمونا ذا صلة في العام الجاري، وهو “تثمين الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الصينية لدعم القضايا العربية لإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة في المنطقة”، الأمر الذي يدل على أنّ “الحكمة الصينية” و”الحلول الصينية ” تحظى باهتمام وتأكيد عدد متزايد من الأصدقاء العرب.
اللحظة الرائعة الثانية
“هذا يرمز إلى خطوة مهمة للدول النامية في العمل المشترك على تعزيز الحوكمة الرقمية العالمية” -( “صوت السلام” لـ”صحيفة الشعب اليومية”)
في وجه أمن البيانات كتحدي مشترك يواجه دول العالم، تتصدى الصين والدول العربية لهذا التحدي بشكل مباشر وتجرؤ على كون الأول في العالم. في مارس من العام الجاري، أصدرت وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية إصدارا مشتركا “مبادرة التعاون بين الصين والدول العربية في مجال أمن البيانات”، داعية جميع الدول إلى التمسك بإيلاء نفس الاهتمام للتنمية والأمن، وتبني مقاربة متوازنة للتعامل مع العلاقات بين التقدم التكنولوجي والتنمية الاقتصادية وحماية الأمن الوطني والمصالح العامة الاجتماعية، والحفاظ على بيئة الأعمال المنفتحة والعادلة وغير التمييزية، وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للفضاء السيبراني الذي يسوده السلام والأمن والانفتاح والتعاون والانتظام. إن إصدار هذه المبادرة يضع نموذجا لعدد كبير من البلدان النامية للمشاركة في الحوكمة الرقمية العالمية، وسيشجع المزيد من أعضاء المجتمع الدولي على الانضمام إلى عملية التعاون في هذا الصدد، بما يشكل قوة مشتركة للحوكمة الرقمية العالمية، ويقدِّم مساهمات أكبر لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للفضاء السيبراني.
اللحظة الرائعة الثالثة
عند الشدائد تعرف الصداقة. في مواجهة الجائحة، تسير الصين والإمارات في طليعة دول العالم لمكافحة الجائحة بروح التضامن والتعاون. إنّ الحكومة الصينية تنفّذ تعهدها الجدي بجعل اللقاح منفعة عامة عالمية على أرض الواقع. وحتى الآن، قد قدمت الصين كمنحة أو صدّرت 440 مليون جرعة من اللقاح إلى دول الشرق الأوسط بما فيها الدول العربية، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق إمكانية توافر اللقاح بتكلفة ميسرة في البلدان النامية. ومن جانبها، أعطت الدول العربية الثقة الكاملة والإشادة العالية للقاح الصيني، حيث كانت الدول العربية من الأوائل في التعاون مع الصين لإنتاج اللقاح، وتم تدشين مشاريع الخطوط الإنتاجية للقاح الصيني تباعا في الإمارات ومصر والجزائر وغيرها، بهدف مساعدة دول المنطقة على مكافحة الجائحة. في هذا السياق، أصبحت الإمارات أكبر المراكز اللوجستية لتخزين اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط، ونصفه جاء من الصين. وقال رئيس الوزراء المصري “شكرا للحكومة الصينية على مساعدتها الكبيرة”. ووصف الوزير الأول الجزائري مشروع إنتاج اللقاح الصيني في بلاده بأنه “البذرة الأولى للجزائر الجديدة”. فإن التضامن بين الصين والدول العربية في مكافحة الجائحة قد أصبح مثالا حيا لتضافر الجهود الصينية العربية في إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي نحو العصر الجديد.
اللحظة الرائعة الرابعة
“عندما وقفت بجانب القارب الأحمر، كنت متأثرا للغاية … يحظى الحزب الشيوعي الصيني بالتأييد الشعبي العظيم” – (السفير الجزائري السابق لدى الصين)