خلال يومي الـ9 و الـ10 من الشهر الجاري، ستعقد الولايات المتحدة ما يسمى بـ”قمة الديمقراطية” تحت راية الديمقراطية لتقسيم المعسكرات وخلق الانقسامات في العالم، بهدف الحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة، ولكن الوجه الحقيقي لـ”عرض الديمقراطية” القبيح هذا معروف منذ زمن طويل للجميع، ومنتقد من أطراف عديدة باستمرار.
بما أنها باسم الديمقراطية، فهل وضع الديمقراطية في الولايات المتحدة جيد؟
الحقائق هي الأكثر إقناعا. تظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من نصف الشباب الأمريكي يعتقدون أن الديمقراطية الأمريكية في ورطة أو فاشلة، وأكثر من أربعة أخماس الأمريكيين يعتقدون أن الديمقراطية الأمريكية تواجه تهديدات محلية خطيرة، ويعتقد 44% من الناس حول العالم أن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد للديمقراطية العالمية، وقد أدرجت العديد من المؤسسات الولايات المتحدة في قائمة “الدول التي تتراجع فيها الديمقراطية”. “كيف تستضيف قمة الديمقراطية بينما ديمقراطيتك تحتضر؟” سؤال طرحته مجلة ((ناشيونال إنترست)) الأمريكية.
في مواجهة الحقائق القاسية، فإن الديمقراطية المزيفة على النمط الأمريكي مكشوفة بلا شك. صرخة جورج فلويد اليائسة “لا أستطيع التنفس” تتهم الولايات المتحدة بالتمييز العنصري النظامي المتجذر؛ كدولة لديها أحدث التقنيات الطبية وأغنى الموارد الطبية في العالم، ولكن تمتلك الولايات المتحدة أكبر عدد الإصابات والوفيات بفيروس كوورنا الجديد في العالم. ووصف العلماء الأمريكيون هذه المأساة المؤلمة بغضب بأنها “مذبحة”؛ في السنوات الثلاثين الماضية، لم تتغير المستويات المعيشية لأكثر من نصف سكان الولايات المتحدة، لكن الثروة الإجمالية للمليارديرات الأمريكيين زادت 19 ضعف، حيث يمتلك أغنى 1% من الأثرياء 27% من ثروات البلاد، متجاوزين بذلك الطبقة الوسطى بأكملها في الولايات المتحدة.
في مواجهة الحقائق القاسية، فإن الديمقراطية المزيفة على النمط الأمريكي مكشوفة بلا شك.
أدت محاولات التصدير الجنونية للديمقراطية الأمريكية المزيفة إلى الكثير من العواقب الوخيمة. فأسفرت الحرب التي شنتها الولايات المتحدة في أفغانستان عن نزوح أكثر من 10 ملايين شخص ، و تركت الشعب الأفغاني معدمًا؛ وتسببت الحرب في العراق والتي شنتها الولايات المتحدة في مقتل 200 ألف إلى 250 ألف مدني عراقي وأكثر من مليون شخص بلا مأوى؛ في سوريا، قتلت الولايات المتحدة ذات مرة 1600 مدني سوري في غارة جوية… ولا عجب أن وسائل الإعلام الفرنسية أشارت إلى أن “الديمقراطية” أصبحت “سلاح دمار شامل” تستخدمه الولايات المتحدة لمهاجمة الدول التي تختلف مع آرائها.