شبكة طريق الحرير الاخبارية/
بقلم: فاطمة شاكر عبد الفتاح السيد
لا يغفل عن أي شخص يقرأ ولو قليلًا عن تاريخ أذربيجان ، أن يلاحظ أن ما يميز تلك الأمة عن باقي الأمم هو وجود الروح القتالية العظيمة لديهم، عندما قرأت عن أذربيجان وتاريخها لاحظت أن الجيش الأذربيجاني يغار جدًا علي وطنه، فالوطن ليس مجرد بيت أو مسكن بل هو عزة وكرامة المواطن. الوطن عزيزٌ على الجميع ونحن نعيش في الوطن لنخدمه وحتي لنموت من أجله إن اضطر الأمر لذلك.
ومن بين جيش أذربيجان الشجاع استوقفني أحد الشجعان الذين تركوا بصمة واضحة في التاريخ، وأردت أن أكتب عن هذا البطل لأنقل للقارئ العربي صورة ولو بسيطه عنه ليفتخر معي بمثل هولاء الأبطال، إنني أتحدث عن الشهيد البطل “مباريز إبراهيموف” الذي يستحق منا أن نترحم عليه وأن يُعرف في كل العالم وليس فقط دولة أذربيجان فحسب.
ولد البطل “مباريز إبراهيموف” في السابع من فبراير عام ١٩٨٨م ، والتحق عام ٢٠٠٥م بالقوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الأذربيجانية، ومن ثم التحق بالجيش الأذربيجاني وتحديداً على الحدود الاذرية الارمينية في منطقة “قره باغ” المحتلة بناءاً على طلب منه، ورغم صغر سنه تمكن من أن يترقى في الرتب العسكرية لما لديه من ذكاء وشجاعة.
وفي إحدى الليالي وبالتحديد في التاسع عشر من يونيو عام 2010م في الساعة الحادية عشر والنصف ليلاً, خرج الشهيد “مبارز إبراهيموف” دون ان يعلم اي احد متجاوزاً مسافة كيلومتر من الالغام الموضوعة على الحدود الاذرية الارمينية مهاجماً على الجيش الارميني وبدء القتال بينه والجيش الأرميني طيلة 5 ساعات متواصلة, واستطاع أن يقتل 100 أرميني ما بين ضابط وجندي. ومع بدايات شروق الشمس تمكن العدو الارميني من قتل الشهيد البطل “مباريز إبراهيموف” .
ولم يكتفِ العدو الارميني بقتله بل تكتمت ارمينيا على الخبر، وفي هذا الحين بدء الجيش الأذربيجاني يسأل عن مبارز فقلقوا وظنوا أنه هرب، وتواصلوا مع والده فأجابهم ” إبني لا يهرب من العسكرية، انا أعرف ابني جيدًا كان حلمه منذ الطفولة الاستشهاد على اراضينا المحتلة ، وقال لهم اذهبوا نحو الحدود وستجدونه لابد انه ذهب ليحارب العدو الارميني”.
وبعد ذلك وجد الجيش الأذربيجاني رسالة تركها الشهيد البطل خلفه قبل وفاته وكتب بها : “أبي وأمي العزيزان أرجو ألا تضيق صدوركم علي فراقي ، سوف نلتقي في الجنة ان شاء الله، ادعو لي كثيرًا، لا يستطيع قلبي ان يتحمل ما يمر به الوطن من ايام صعبة، يجب أن أفعل هذا الأمر من أجل رضا الله سبحانه وتعالي، لأثلج قلبي علي الأقل ، ان شاء الله سأحارب هولاء الذين لا شرف لهم حتي أن أنول الشهادة، وإذا استشهدت فلا تبكوا بل افرحوا لما بلغته من مقام رفيع، ولا تتهاونوا في عبادتكم، وأكثروا من إخراج الصداقات، يجب علي أن أفعل هذا لأنني حفيد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، الله اكبر ، عاش الوطن، ابنكم مبارز ”
ولقد طالبت الحكومة الأذربيجانية من السلطات الارمنية جثة الشهيد لكن ارمينيا امتنعت ولمدة شهرين وبعد ضغوطات من قبل الحكومة الاذرية استلمت جثة الشهيد والغريب في الامر ان الارمنيين قد ربطوا يد الشهيد كأنهم يخافون منه حتى بعد موته .
واعلنت الحكومة الأذربيجانية الشهيد “مبارز ابراهيموف أغا كريم أوغلو” بطلاً قومياً لأذربيجان، و تم بناء تمثالاً للشهيد أمام مبنى وزارة الدفاع الأذربيجانية.
يجب أن يبقي إسم هذا البطل الشهيد خالدا على مر التاريخ ، فهو خير مثال لبطل أحب وطنه وكان فداءً له .