عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس في بكين. وقبيل المحادثات، أقيمت مراسم استقبال في قاعة الشعب الكبرى.

اصطف حرس الشرف لتحية الضيوف….

وتم إطلاق تحية مدفعية من 21 طلقة في ميدان تيان آن من.

ثم أقام الرئيس الصيني شي جين بينغ وعقيلته السيدة بنغ لي يوان مراسم استقبال للرئيس إيمانويل ماكرون وعقيلته السيدة بريجيت في قاعة الشعب الكبرى حيث استعرض الزعيمان القوات أثناء عزف النشيدين الوطنيين.

خلال المحادثات، وصف الرئيس شي جين بينغ الصين وفرنسا بأنهما قوى كبرى مستقلة وقوات بناءة في بناء عالم متعدد الأقطاب. مع تسارع التغيرات العالمية ووقوف البشرية على مفترق طرق، دعا الرئيس شي البلدين إلى إظهار القيادة ودعم التعددية والوقوف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ.

قال شي جين بينغ إنه على الرغم من تغير البيئة الدولية، ينبغي على الصين وفرنسا الاستمرار في دعم بعضهما البعض فيما يتعلق بالمصالح الأساسية، وتعزيز الأساس السياسي للعلاقات الثنائية، مشيرا إلى الخطة الخمسية الخامسة عشرة المقبلة كمصدر جديد لفرص التعاون. حث الرئيس الصيني أيضا الجانبين على توسيع التعاون في المجالات الرئيسية بما في ذلك الطيران والفضاء والطاقة النووية، مع استكشاف شراكات جديدة في الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والطب الحيوي والذكاء الاصطناعي وكذلك الطاقة المتجددة.

وذكر شي أيضا أن الصين على استعداد لاستيراد المزيد من المنتجات الفرنسية عالية الجودة، معربا عن ترحيبه باستثمار المزيد من الشركات الفرنسية في الصين، بينما أعرب عن أمله في أن توفر فرنسا بيئة عادلة ومستقرة للشركات الصينية، مشددا على أهمية تعميق التعاون في الثقافة والتعليم والعلوم والتبادلات المحلية لتعزيز الروابط بين الشعبين.

في الوقت نفسه، حذر الرئيس شي من تزايد عدم الاستقرار العالمي وتعقد الصراعات، مؤكدا أن الصين وفرنسا كلاهما عضوان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وينبغي عليهما دعم التعددية والعمل معا على الحفاظ على السلام وتحسين الحوكمة العالمية. وشدد شي على ضرورة معالجة الاختلالات بين الشمال والجنوب وجعل النظام الاقتصادي العالمي أكثر عدلا وشمولية. كما حذر من “الفصل” والحماية الاقتصادية، داعيًا الصين وأوروبا إلى الالتزام بالانفتاح والتعاون والمنافع المتبادلة.

ومن جانبه، قال الرئيس ماكرون إن فرنسا تقدر علاقاتها مع الصين، وتلتزم بقوة بسياسة الصين الواحدة، وتعمل على تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، معربا عن ترحيبه بنمو الصين الاقتصادي وانفتاحها. كما ذكر أن بلاده مستعدة لتوسيع التعاون في مجالات التجارة والطاقة المتجددة والاستثمار، مع توفير بيئة عادلة وغير تمييزية للشركات الصينية. وشدد ماكرون أيضا على أهمية علاقة مستقرة بين الصين والاتحاد الأوروبي تقوم على الحوار والاستقلالية الاستراتيجية، مضيفا أن فرنسا على استعداد للعمل مع الصين لدعم التعددية، وتعزيز التعاون في مجالات تغير المناخ، والتنوع البيولوجي، وحوكمة الذكاء الاصطناعي.

علاوة على ذلك، تبادل رئيسا الدولتين وجهات النظر حول أزمة أوكرانيا. وفي هذا الشأن قال الرئيس شي إن الصين تدعم جميع الجهود التي تساهم في السلام، وستستمر في لعب دور بناء في تعزيز التسوية السياسية للأزمة بطريقتها الخاصة. وتدعم الصين الدول الأوروبية في القيام بدورها المناسب في بناء هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام.

بعد المحادثات، شهد الزعيمان توقيع عدة وثائق تعاون في مجالات تشمل الطاقة النووية والزراعة والغذاء والتعليم وحماية البيئة الإيكولوجية.