Thursday 25th April 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

مبادرات شبابية تُنعش المُجتمع يلينا نيدوغينا

منذ 4 سنوات في 06/سبتمبر/2020

جريدة الدستور الأردنية

بقلم: يلينا نيدوغينا

في أحد صباحاتنا العَمّانية استيقظتُ فجأة على نشاط محموم ونادر الحدوث. كانوا مواطنين في ريعان شبابهم، حضروا بسيارة واحدة، وبدوأ بعملية إزالة شعارات نابية كان بعض الزعران قد رسموها قبل أشهر عديدة في عتمة ليلة على واجهة حائط عريضة، بحيث يضطر كل مواطن لقراءتها مُرغمَاً!

الكتابات كانت تعكس سوء أولئك الذين وضعوها ودونيتهم الاجتماعية والعقلية، وربما كذلك قلّة إدراكهم لسلبية تصرفاتهم. كنا نتمنى إزالتها فور نشرها، لكن الأمر تطلب وللأسف الشديد شهوراً طويلة للتخلص منها.

تجمّع بعض المارة حول الزوار الشباب العاملين بهمة للتخلص من مفردات نابية مشرعة أمام المُشاة، وقد تبيّن لنا أنهم اعتبروا الرسومات البذيئة إساءة شخصية لهم وللوطن، ما دفع بهم إلى التخلص منها ولو على حسابهم الخاص. لقد ساءهم وجود مفردات فاضحة تخلو من الأدب وصلاح السلوك ولا تعبّر عن مكانة وواقع وتطلعات فئة الشباب والطلبة الأردنيين.

عَلمتُ أن المتبرعين لإزالة الخربشات النابية ليسوا سوى ثلة من مواطنين مخلصين، يهتمون بنشر جماليات في شوارع العاصمة، ويَسعون للتخلص من كل الصور والحروف المسيئة المنشورة على جدران بنايات من بينها تراثية ومدرسية.

وتزامناً مع هذه الحادثة، لاحظت أن مدرسة للبنات قريبة من بيتي، جرى مؤخراً إزالة عشرات الشعارات المسيئة والخادشة للحياء من على جدرانها الخارجية.. فقد كان واضحاً أن مَن وضعها هم زمرة مراهقين يجوبون الشوارع لإيصال رسائل بلغة متدنية للجنس الآخر. بعض هذه الشعارات يتطلب محاكمة أصحابها ردعاً لهم لِما يُلحِقونه بأنفسهم وبالمجتمع من إساءات.

في مظهر إيجابي يُعبّر بعمق عن الجَمال وترابط الأسرة الأردنية والمجتمع، أُعجبت بنشاط إحدى وكالات التنمية الأجنبية التي شرعت بإزالة شعارات بذيئة من على جدران مدرسة البنات هذه، واستبدلتها برسومات أخرى ملونة وذات محتوى تربوي وثقافي بليغ، بهدف تعزيز مفهوم المواطنة والتحصيل العلمي، وللأخذ بيد الطلبة إلى انشغال بالعلوم والثقافة.

لقد أخذت هذه الهيئة على عاتقها كامل العمل لتطوير المدرسة في مناحٍ متعددة، وعلى مدار سنة كاملة، ستَكتمل في العام القادم. والأهم هو، أن كل هذا النشاط مدفوع التكاليف بالعملة الصعبة، ويُقدّم هدية للأردن.

لدينا في الأردن شباب يتحمل المسؤولية التاريخية، وها هو يُبَادر من تلقاء نفسه لخدمة المجتمع، مُستنِداً إلى تعاطف مجتمعي شامل وبهدف زيادة الوعي لدى المواطنين الشباب لتحسين جماليات مُحِيطهم، ولحثهم على لعب دور فاعل في الحياة الاجتماعية والعلمية والثقافية والفنية، ولتأكيد أهمية استثمار الوقت في نقلات توعوية متواصلة تنعكس إيجابياً على الأجيال الجديدة ومستقبلها، في مسيرة حياة لا ترحم الجهلاء واللاأباليين وأصحاب المُتع الوقتية الذين يتسكعون في الشوارع بلا وعي أو هدف.

التصنيفات: عام
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *