Sunday 19th May 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

قضية “ارتداء الكمامات أم لا” في الولايات المتحدة وما وراءها في ظل جائحة فيروس كورونا

منذ 4 سنوات في 01/يونيو/2020

CGTN العربية/

لا يزال وباء فيروس كورونا الجديد ينتشر على أراضي الولايات المتحدة ليصل إلى ما مجموعه أكثر من 1.79 مليون حالة مؤكدة وأكثر من 104 ألف حالة وفاة. 

وفي هذه الخلفية، اختار أكثر من نصف الأشخاص في منطقة واشنطن ارتداء الأقنعة. ووفقا لمسح أجرته مؤسسة “عائلة قيصر” في منتصف أبريل، اشترى ثلاثة أرباع الأمريكيين قناعا واحدا على الأقل أو صنعوه لارتدائه. 

في كابيتول هيل، كان معظم أعضاء مجلس الشيوخ وموظفو الحزبين الجمهوري والديمقراطي يرتدون أقنعة. وفي البيت الأبيض، تم تأكيد الضابط البحري الذي يخدم ترامب، والسكرتيرة الصحفية لنائب الرئيس بنس بالفيروس، وقد طلب من الموظفين الذين يقدمون الخدمات الغذائية للرئيس ارتداء أقنعة. ومع ذلك، لا تزال مجموعة من السياسيين المحافظين اليمينيين الأمريكيين يحثون الناس على عدم ارتداء الأقنعة.

“تنازلا مؤلما

تعد الأقنعة مادة دعائية جيدة لفريق حملة ترامب لجمع التبرعات، كما يتوقع تيم أندروز، رئيس الجمعية الأمريكية للإعلانات، أن تصبح الأقنعة “عناصر دعائية مهمة” في انتخابات الولايات المتحدة 2020.

ومع ذلك، أصر ترامب نفسه على عدم ارتداء القناع حتى اليوم الـ22 من مايو حيث يتفقد مصنع فورد في ولاية ميشيغان الأمريكية. وفي الحقيقة، قد اقترحت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن يرتد جميع الأمريكيين أقنعة منذ الـ3 أبريل، بل أوضح ترامب أنذاك أنه لا ينوي الامتثال به. قالت وسائل الإعلام الأمريكية إن موافقة ترامب على موظفي البيت الأبيض بارتداء الكمامات كانت بالفعل “تنازلا مؤلما” له، لأنه يعتقد أن ارتداء الأقنعة “سيبدو سخيفا” و”أرسل رسالة مضللة”.

في تناقض حاد مع ترامب، كانت دائما ما ترتدي رئيسة مجلس الشيوخ نانسي بيلوسي أقنعة أو طرحة ملونة عندما تظهر في الكابيتول هيل منذ أبريل. وقال المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن إنه لن يخرج منزله من دون ارتداء قناع.

وفقا لتفسير وسائل الإعلام الأمريكية، يضع ترامب إعادة تشغيل الاقتصاد الأمريكي بدلا من التعامل مع أزمة الصحة العامة في المقام الأول، فيتعارض ارتداء القناع مع مثل هذه المعلومات ولا تساعد على إعادة انتخابه. ومن وجهة نظر بعض مؤيدي ترامب، تظهر صورة لترامب يرتدي قناعا أن الولايات المتحدة عاجزة عن السيطرة على الوباء لأن “حتى الرئيس يجب أن يختبئ وراء القناع”.

مسألة “ارتداء الكمامات أم لا”

في الولايات المتحدة، تم تسييس مسألة الأقنعة على خلفبة تفشي فيروس كورونا الجديد والانتخابات لعام 2020، لتكون رمزا جديدا لصراع الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

حلل ثلاثة علماء سياسيين أمريكيين سلوكيات ومواقف أكثر من 2400 أمريكي خلال الوباء ووجدوا أن هناك علاقة قوية بين مواقفهم الحزبية واختياراتهم لارتداء الكمامات أم لا. ووفقا لأحدث استطلاع أجراه مركز NORC لأبحاث الشؤون العامة، قال حوالي 76% من الديمقراطيين أنهم سيرتدون أقنعة خارج البيت، مقارنة بـ59% من الجمهوريين.

يعتقد الديمقراطيون أن ارتداء الأقنعة يعني الإيمان بالعلم والاستعداد لتحمل الإزعاج الشخصي لصالح الجمهور وتقليل أعباء الطاقم الطبي؛ ورفض ارتداءها فيعني المخاطرة بالصحة الشخصية وصحة العامة، ويظهر تجاهل إدارة ترامب باقتراحات من الخبراء المتخصصين.

في الوقت نفسه، كان العديد من اليمينيين يعتبرون ارتداء الأقنعة بـ”انتهاك الحرية” و”رد فعل مبالغ فيه”. في 5 مايو، عندما زار ترامب مصنع الأقنعة في أريزونا بدون ارتداء الكمامات، اتهمت مؤيدينه الصحفيين المحليين الذي يرتدي القناع بـ “التحريض على الخوف” و”معارضة الوطنية”.

المجتمع الأمريكي المنقسم

كشفت مشكلة ارتداء الأقنعة عن تحيزات عنصرية وجنسانية في الولايات المتحدة. يعتقد بعض الأمريكيين اليمينيين أن ارتداء الأقنعة يمكن أن يدمر رجولة الذكور. كتب بيتر جليك، أستاذ العلوم الاجتماعية في مجلة ساينتفيك أمريكان: “توخي الحذر يتعارض مع مبدأ الرجولة.”

تظهر الاستطلاعات أن 83% من أمريكيين أفارقة على استعداد لارتداء أقنعة، مقارنة بـ64% من الأمريكيون البيض. وبالنسبة للأقليات العرقية الأمريكية، فإن ارتداء الأقنعة يشكل أيضا خطر التمييز العنصري، في بعض المدن الأمريكية، إذا ارتدى رجل من أصول أفريقية قناع الوجه، فمن السهل الاشتباه في كونه مجرما من قبل الشرطة. كما ازداد التمييز ضد الآسيويين بشكل كبير بسبب ارتباط الساسة اليمينيين قناع بالدول الآسيوية في الأيام الأولى من انتشار الفيروس.

هل يجب أن أرتدي قناعا؟ هذه مسألة صحية بسيطة في الأصل، ولكن في الولايات المتحدة، يتم إعطاؤها في الواقع بالكثير من الدلالات السياسية، ولها علاقة مباشرة بالمواقف الحزبية، الأمر الذي يؤدي إلى تضليل المعلومات الصحية. وقال مقال بموقع إلكتروني “بوليتيكو” إنه في الولايات المتحدة المستقطبة، يمكن تسييس أي شيء تقريبا، الأقنعة مثال على ذلك.

كما يعتقد الكاتب في “نيويورك تايمز” فرانك بروني أن جميع السلوكيات المتناقضة بشأن الوباء يمكن أن تنسب إلى “نضال الأحزاب، والتهرب من المسؤولية، وازدراء العلم”.

وبهذه الطريقة، أصبح القناع رمزا جديدا للانقسام المستمر للسياسة الأمريكية والمجتمع الأمريكي وسط الوباء.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *