CGTN العربية/

خلال فترة الخطة الخمسية الـ13 (2016-2020) للصين، اتبعت بلدية شانغهاي مفهوم “بناء المدينة من أجل تحسين معيشة سكانها”، حيث قامت بتجديد العديد من الأحياء السكنية القديمة لتحسين بيئة معيشة السكان وتوسيع المساحات العامة.

شهد سكان قرية ليوتشي في حي شيويهوي بشانغهاي مؤخرا إنشاء مركز ترفيهي عام جديد في الحي السكني. وتم تحويل مكتب موظفي المجمع إلى ساحة تجمع شعبي للسكان المحليين، حيث يتم بها تقديم وجبات الطعام والرعاية الصحية والخدمات الترفيهية، لتصبح مركز خدمات شاملة لأي شيء من حلاقة الشعر إلى الطب الصيني التقليدي.

وقالت ماو هوا مي، إحدى السكان المحليين: “بالنسبة إلي، يبدو أن الناس هنا أقرب مني مقارنة بأشقائي. نستمتع بالحياة هنا”.

وقالت فانغ قوي هوا، ساكنة محلية أخرى: “في السابق، كان الحي السكني الذي نعيش فيه معروفا بأنه فوضوي، وكان الجميع يريدون مغادرته. لكنهم الآن يريدون جميعا العودة. ألا تعتقد أنه تغير كبير؟”

في عام 2019، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جولة تفقدية في شانغهاي إلى أنه سواء على صعيد التخطيط الحضري أو التشييد، أو بناء الأحياء الجديدة أو تجديد الأحياء القديمة، يتعين الالتزام بنهج يركز على معيشة الناس.

وقال: “بشكل أساسي، فإن المدن هي مدن سكانها، وهي منازلهم السعيدة. لذا يجب توسيع المساحات العامة وتحسينها حتى يشعر الناس هنا بالكسب والسعادة”.

كانت هناك ثمانية أحياء سكنية قديمة في منطقة “له شان” لحي شيويهوي، تمثل عقبات أمام التنمية التحويلية للمدنية. وفي ذلك الوقت، كان عدد كبير من المباني غير القانونية تشغل الأماكن العامة، مما شكل أيضا مخاطر أمنية جسيمة. ومن أجل تحسين البيئة المعيشية وزيادة مساحة الخدمات العامة، كان هدم المباني القديمة أمرا لا مفر منه، لكن كان من الصعب على السكان تقبل الأمر.

وقالت تانغ تشيو بينغ، إحدى السكان المحليين: “جاء موظفو الحي السكني لإقناعنا، لكننا عارضنا ذلك بشدة حينها، لأنه لم يكن لدينا مكان بديل للإقامة”.

عاشت تانغ في قرية ليوتشي لأكثر من 30 عاما، وعاشت أسرتها المكونة من ثمانية أفراد في منزل تبلغ مساحته 32 مترا مربعا فقط. وبعد زواج ابنها، قامت الأسرة ببناء غرفة جديدة مساحتها 10 أمتار مربعة في الفناء.

وفي الواقع، في المنطقة حيث كانت مساحة السكن الفردية لمعظم السكان أربعة أمتار مربعة فقط، قامت كل أسرة في الطابق الأول تقريبا ببناء غرف إضافية غير قانونية.

ومن أجل مساعدة هذه الأسر، قامت السلطات المحلية بزيارة منازلهم لمساعدتهم في الحصول على وحدات سكنية بأسعار معقولة. وتقدمت تانغ للحصول على وحدة سكنية بفضل هذه المساعدة، ووافقت في أكتوبر الماضي على هدم المبنى غير القانوني، بل وأصبحت متطوعة في الحي السكني.

وقالت: “أشعر بالسعادة بعد الانتقال إلى المنزل الجديد أيضا. إنه مريح، أليس كذلك؟ تفي السلطات المعنية بوعودها واحدا تلو الآخر. وسيستمر الحي السكني في التطور بالتأكيد. لذلك نعتقد أن الأمر كان يستحق رغم هدم منزلنا القديم”.

كما نظمت السلطات المحلية أكثر من 200 شخص من موظفي الخدمات المدنية والأخصائيين لإجراء زيارات للمنازل، وقد فرزوا ما يقرب من 1700 اقتراح لمختلف الاحتياجات التي تقدمت بها 5494 أسرة تعيش هنا.

ولمعالجة غياب مساحة الخدمات العامة، قامت السلطات بتحويل بعض المكاتب الإدارية والمستودعات القديمة إلى مرافق عامة مثل دور رعاية المسنين والرعاية الطبية والمرافق الترفيهية.

وقالت تانغ بي فنغ، أمينة لجنة الحزب في قرية ليوتشي: “أي مشكلة يبلغ عنها السكان، نعمل على حلها دون تردد بقدر استطاعتنا. وحتى لو لم نتمكن من ذلك، سنحاول إيجاد طريقة”.

لم تغير الخدمات فقط البيئة المعيشية بل وغيرت عقلية السكان أيضا. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تم هدم أكثر من 2200 متر مربع من المباني غير القانونية في منطقة “له شان”.

وتم توسيع الطرق وحل مشكلة الازدحام المروري ونقص مواقف السيارات. كما تم إعادة بناء شبكة الأنابيب تحت الأرض، ولم يعد السكان قلقين بشأن حدوث الفيضانات عند تساقط الأمطار أو الثلوج. وتم إنشاء غرفة ذكية لمعالجة القمامة لتحل محل صفائح القمامة ذات الرائحة الكريهة. وأصبحت المنطقة حقا “منزلا سعيدا للسكان”.

قالت تشانغ ينغ، إحدى السكان المحليين: “إن التغيرات هائلة. لم نكن نذهب إلى الساحات العامة في الماضي، لكن الآن نشعر بالراحة هنا. إننا مندمجون في عائلة كبيرة. أرسلت إجراءات الحكومة دفءا لجميع فئات السكان”.

وقالت تشن لي جيوان، ساكنة محلية أخرى: “تم بناء المرافق بشكل جيد، وهناك العديد من المرافق الرياضية مثل ملاعب كرة السلة ومسارات للمشي وركوب الدراجات. نشعر بسعادة كبيرة بالعيش هنا”.