اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ مفهوم “بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية” منذ عقد مضى، وتطور إلى رؤية ذات أهمية عالمية، وقدم مساهمة جديدة وأكبر في بناء مستقبل مزدهر ومشرق.

في مارس عام 2013، طرح شي رؤية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية خلال زيارته لروسيا.

وقال أثناء حديثه في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية “ظهرت البشرية التي تعيش في نفس القرية العالمية في نفس العصر الذي يلتقي فيه التاريخ والواقع، بشكل متزايد كمجتمع مصير مشترك يكون فيه لكل فرد في نفسه القليل من الآخرين”.

خلال العقد الماضي، أوضح شي جوهر “مجتمع مصير مشترك للبشرية” في مناسبات عديدة. وفي الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عام 2015، دعا شي إلى بناء نموذج جديد للعلاقات الدولية يتميز بالتعاون متبادل المنفعة، وخلق مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وفي يناير عام 2017، جدد شي دعوته لمجتمع مصير مشترك للبشرية خلال خطاب ألقاه في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، داعيا جميع الدول إلى بناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن المشترك والازدهار المشترك.

وتمت كتابة الرؤية في دستور الحزب الشيوعي الصيني ودستور الصين، ووثائق الآليات متعددة الأطراف، بما فيها الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون. وأصبحت بشكل متزايد إجماعا دوليا.

وقال شي في أكتوبر عام 2021، عندما ألقى كلمة في المؤتمر بمناسبة الذكرى الـ50 لاستعادة المقعد القانوني لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة “كما تقول قصيدة صينية قديمة: التلال الخضراء تغرق في نفس السحابة والمطر، ونفس القمر يضيء المدن بغض النظر عن المسافة. ودعونا نتكاتف ونقف على الجانب الصحيح للتاريخ وجانب التقدم البشري، ونعمل بلا كلل للتنمية الدائمة والسلمية للعالم وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية”.

خلال العقد الماضي، ترجمت الصين أقوالها إلى أفعال واستخدمت إجراءات ملموسة لإظهار كيف يساعد هذا المفهوم في تغيير العالم.

وبينما يواجه العالم مجموعة جديدة من التحديات العالمية، اقترح شي مبادرات عالمية كبرى لتقديم حلول صينية، بما فيها مبادرة التنمية العالمية التي تم تقديمها في عام 2021، ومبادرة الأمن العالمي التي تم تقديمها في العام الماضي، ومبادرة الحضارة العالمية التي تم تقديمها في العام الجاري.

ولتحسين صحة الشعوب الأفريقية ورفاهيتها، ساعدت الصين في بناء المقر الرئيسي للمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أديس أبابا بإثيوبيا. واكتمل المشروع في يناير الماضي، ويعد أول مركز لمكافحة الأمراض في أفريقيا بمكاتب حديثة وظروف مختبرات ومرافق كاملة.

ودعما لخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، أنشأت الصين مركز الأبحاث الدولي لأهداف التنمية المستدامة للبيانات الضخمة في عام 2021، وأطلقت أول قمر صناعي في العالم مخصص لدعم أبحاث أهداف التنمية المستدامة.

وخلال مؤتمر الأمم المتحدة للمياه للعام الجاري، تبرع مركز الأبحاث بسبع مجموعات من منتجات البيانات للأمم المتحدة، لمساعدة الدول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه بشكل أفضل.

وفي الشهر الجاري، وبوساطة من الصين، أجرت السعودية وإيران حوار مصالحة ذات أهمية تاريخية، واتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية، مما يضخ الاستقرار في العالم المضطرب.

وقال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة “يشهد العالم تحولات عميقة لم نشهدها منذ قرن. وأجابت رؤية الرئيس شي لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية على الأسئلة التي طرحها العالم والأزمنة. كما أشار إلى الاتجاه الصحيح لمعالجة الأزمات والتحديات الكبرى التي يواجهها العالم اليوم وحلها”.

على الصعيد الثنائي، اقترحت الصين بناء مجتمع مصير مشترك مع أكثر من 10 دول. وعلى الصعيد الإقليمي، قامت بتنمية بناء 10 مجتمعات مصير مشترك، بما فيها المجتمعات مع أفريقيا والدول العربية ودول جزر المحيط الهادئ ومنظمة شانغهاي للتعاون.

وعلى الصعيد العالمي، عززت الصين بناء مجتمع مصير مشترك في ثمانية جوانب، بما فيها الفضاء السيبراني والأمن النووي وصحة الناس من بين أمور أخرى.

وقال شيوي بو، رئيس معهد الصين للدراسات الدولية “تتمثل الرؤية الأساسية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية في تشجيع جميع الدول على متابعة قضية الصالح العام، والعيش في وئام والمشاركة في تعاون مربح للجميع. وكان المفهوم متجذرا في هدف الحزب الشيوعي الصيني ومهمته. ويكرس الحزب جهوده لتحقيق السعادة للشعب الصيني والنهضة العظيمة للأمة الصينية. كما أنه مكرس للتقدم البشري والوئام العالمي. ورسمت رؤية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية المسار وضخت زخما قويا لبناء عالم أفضل”.