Wednesday 15th May 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

جبال تيانشان لا تزال شامخة.. ذكريات مكافحة الإرهاب في منطقة شينجيانغ

منذ 4 سنوات في 19/يونيو/2020

CGTN العربية/

قالت شيا يه لينغ، طبيبة نفسية مقيمة في أورومتشي، إنّ “بعض الجروح لا تلتئم حتى بعد سنين”. على مدى العقد الماضي، كانت تعالج مئات المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بسبب أعمال الشغب التي وقعت في الـ5 من يوليو عام 2009 بحاضرة منطقة شينجيانغ الصينية. أسفرت المذبحة التي استمرت لساعات عن مقتل 197 شخصا وإصابة أكثر من 1700 آخرين بجروح، حيث اهتزت المدينة بقوة وترك الأمر ندوبا لا تمحى في قلوب النجاة وشهود العيان.

كما قالت شيا، إن علاج الصدمات التي يتسبب فيها البشر أصعب من تلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية، لأن الثقة بين الناس قد تم تدميرها جراء أعمال العنف الدموية.

بين عامي 1990 و2016، اجتاحت آلاف الهجمات الإرهابية أراضي شينجيانغ الشاسعة. فقد عدد هائل من الناس الأبرياء أرواحهم في حوادث الطعن وإطلاق النار والانفجرات المرعبة. وبالنسبة للنجاة، الأذى النفسي الذي ألحقته هذه الحوادث بهم ليس أقل من الجروح الجسدية التي أصيبوا بها. قالت شيا لسي جي تي إن، إنّ اضطراب ما بعد الصدمة لا يحترم العمر، فمن بين الذين يعانون منه طلاب المدارس الإعدادية وكبار السن فوق 80 عاما.

عندما لا تختفي أعراض الصدمة، ليس أمام النجاة خيار سوى المضي قدمًا. مريخميتجان روزي، أحد النجاة من اغتيال مسجد عيد غا في الـ30 من يوليو عام 2014، لم يعد أبدًا إلى المسجد بوسط مدينة كاشغر. ذلك اليوم، دخل المسجد ثلاثة إرهابيين، بعد أن دفعوه بعيدا، بدأوا يطعنون رقبة الإمام جما طاير ورأسه. فشل في إنقاذ جما طاير بعد إصابته بالطعن في فخذه وظل الحزن يتملكه منذ ذلك الحين. “مجرد التفكير في الأمر يجعلني أتصبب عرقا باردا وأريد أن أبكي.”

على بعد أكثر من 800 كيلومتر، تساعد ديلكمار تورسون الناس كونها اختصاصية إعادة التأهيل، وهي كانت شاهدة عيان وناجية من هجمات العبوات الناسفة في محافظة لونتاي في سبتمبر عام 2014. كانت في الـ21 من عمرها عندما فقدت ساقها بسبب انفجار أثناء التسوق مع عائلتها. وتتذكر قائلة: “سمعت بكاء ابن شقيقي وصراخ أمي للمساعدة. ثم وجدت نفسي أحدق في ساقي المقطوعة.” لم تتمكن من النوم لأشهر بعد ذلك الحادث، وظلت الكوابيس تطاردها.

لها مزيج من الشعور بالحقد والغفران للإرهابيين الذين ارتكبوا الجريمة الفظيعة. “لا شك أنهم تعرضوا لغسيل دماغ بواسطة الفيديوهات العنيفة، فأعتبرهم ضحايا أيضا.”

تواصل حياتها بغض النظر عن الصدمة، وتريد الحصول على رخصة قيادة وشراء سيارة الآن، وأمنيتها الأكبر هي شراء منزل أكبر يتسع لجميع أفراد الأسرة.

على الرغم أن السكان قد دفعوا ثمناً باهظاً للإرهاب في المنطقة، بيد أن أولئك على الخط الأمامي يظلون يواجهون تهديد الموت. إذ أن الشرطة تتعامل مع الإرهابيين الذين يستخدمون أسلحة متنوعة تشمل القنابل محلية الصنع وبندقية إي كي-47 وغيرها، وقد فقد العديد من زملائهم في الخط الأمامي للمعركة ضد الإرهابيين أرواحهم.

في أبريل من عام 1998، فقد ضابط الشرطة، لونغ في، حياته خلال عملية اقتحام شنت على منزل يشتبه في أنه يحتوي على مخبأ للأسلحة في ولاية ييلي. كان لونغ يقود فريقا للهجوم على خلية الإرهابيين، لكنه قتل برصاص في رقبته بعد أن أطلق الإرهابيون النار صوبه. وما اتضح أنها إهانة أكبر هو أن مسدس لونغ سرق بأحد الإرهابيين الهاربين واستخدم لقتل شرطيين يدعا كونغ يونغ تشيانغ ونورتاي أنوربيغ بعد شهرين. وخلال ذلك الاشتباك، قتل الإرهابي برصاص أثناء محاولته الفرار من نافذة.

 لم تكن تضحية ضباط الشرطة الثلاثة عبثا، قال ضابط شرطة متقاعد، عبد الرحمن بيزي، إنّهم ضحوا بحياتهم لاستقرار شينجيانغ.

بسبب الفوضى في المنطقة، مجرد العمل كضابط شرطة يجعله هدفا للارهابيين. شاهدت ابنة كسودابردي توكستي الإرهابيين يطعنون والدها الذي عمل شرطيا حتى الموت في إحدى الليالي، ثم قتلوا شقيقها عندما حاول إنقاذ والده. قالت بيريديم إنها لا تزال تشعر بعدم الارتياح عندما ترى أشخاصا يلبسون الثياب باللون الأحمر، لأنه يذكرها بالدم الذي رأتها في تلك الليلة.

أدت هذه الهجمات على الأشخاص العاديين وضباط الشرطة إلى زيادة رجال الأمن في المنطقة، إذ أصبحت الهجمات العنيفة بجميع أشكالها أكثر انتشارًا. قال نائب المدير العام لإدارة الأمن العام في منطقة شينجيانغ، يالكون يعقوب في مقابلة مع سي جي تي إن، إنّ أساليب الإرهابيين صارت “وحشية” بشكل متزايد حيث بدأوا يستخدمون مختلف الأدوات، من الشفرات والبنادق إلى التفجيرات الانتحارية. وعرض لسي جي تيإن لأول مرة مخبأ فيه 5000 قنبلة يدوية محلية الصنع تم الاستيلاء عليها من تنظيم “قريش” الإرهابي في عام 1999 وكذلك 15 ألف قطعة سلاح تم ضبطها في عام 2006، بعضها مهربة من الخارج.

قال يالكون يعقوب، إنه بمواجهة هؤلاء “الإرهابيين العنيفين”، يبذل موظفو إنفاذ القانون قصارى جهدهم لمكافحة الإرهاب المتفشي الذي يغذيه التطرف.

الهدف من فيلمنا الوثائقي هو تسليط الضوء على العنف الذي يدمر المنطقة في أقصى غرب الصين، وإحياء الذكرى عن الأفراد الذين فقدوا أرواحهم والنجاة في المواجهة المستمرة مع الأيديولوجيات الخطرة التي تخدر عقول هؤلاء يسببون الموت واليأس.

المحرر: يُرجى متابعة الفيديو على الرابط التالي:

https://arabic.cgtn.com/t/BfJAA-BIA-EcA/DeDDcA/index.html?from=singlemessage&isappinstalled=0&fbclid=IwAR0DtxV5MK7lp_qm532nBWF3dFK6-Ak54g8y36vlHCBovACtwpXm_eA8keM

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *