Friday 26th April 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

(الوزاري التاسع) في عمّان.. استراتيجيات ورؤى وقرارات مفصلية (1)

منذ 4 سنوات في 06/يوليو/2020

*خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

إعداد: الأكاديمي مروان سوداح*

*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن

 انتهت في العاصمة الأردنية عمّان، مساء الاثنين، السادس من يوليو/ تموز 2020، أعمال الدورة التاسعة للمنتدى العربي – الصيني على المستوى الوزاري، برئاسة مشتركة لوزيري خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، أيمن الصفدي، ونظيره الصيني وانغ يى، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
انعقد هذا الاجتماع التاريخي من خلال تقنية (الفيديو كونفرانس)، وتابعته وسائل الإعلام الأردنية والعربية والصينية والعالمية على اختلافها، وبحث المشاركون كيفية التفعيل الموصول لاتفاقيات التعاون المشترك بين الدول العربية والصين، إضافة إلى الملفات والقضايا ذات الإهتمام المشترك، وفي مقدمتها “القضية الفلسطينية”، والأوضاع في كل من سورية وليبيا واليمن .
وفي ختام الاجتماع الدوري للمنتدى صدر عنه (إعلان عمّان)، وبرنامجه التنفيذي لعامي 2020/2022، والبيان المشترك لتضامن الصين والدول العربية في مكافحة وباء كورونا، علماً، أن المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية عقدوا اجتماعاً تنسيقياً الأسبوع الماضي ناقشوا خلاله مشروع (إعلان عمّان)، إضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر لبلورة موقف عربي موحّد إزاء شتى القضايا والموضوعات المطروحة أمام أعمال المنتدى.

 كلمة وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ونظيره الصيني وانغ يي، تركزت على ضرورة استمرار العمل على زيادة التعاون بين البلدين الصديقين، إذ تربطهما اتفاقية للتعاون الاستراتيجي؛ في مختلف الفضاءات؛ ضمنها الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتجارية. كما أكدا استمرار التشاور حول سُبل تجاوز الأزمات الإقليمية وحلها بما يعزز الأمن والاستقرار في “المنطقة”.

  كما وأكد الجانبان الأردني والصيني التضامن الشامل في مواجهة فيروس كورونا وتبعاته، “واتفقا على استمرار التعاون من أجل التغلب على كل تداعيات الجائحة التي تمثل تحدياً دولياً وتستوجب بالتالي  تعاوناً دولياً” أيضاً.

 وكالة الأنباء الرسمية الصينية (شينخوا) ركزت على كلمة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ورأت أن انعقاد “منتدى التعاون الصيني العربي في نسخته التاسعة في ظل تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)”، هو “مؤشر واضح” على التزام الجانبين بالمضي في تعزيز تعاونهما المبني على الاحترام المتبادل، إذ تقوم فكرة تأسيس المنتدى على أربعة محاور أساسية، هي التعاون في المجال السياسي، والمجال الاقتصادي، والمجال الثقافي، والشؤون الدولية.

 أورد الصفدي تصريحات وازنة في الاجتماع، تتميز بالكثير من الأهمية والعمق، كان أولها تأكيده ضرورة استمرارية الاجتماع ضمن مبادئه التي تتلخص في “برنامج التعاون التنفيذي للأعوام 2020-2022، وإعلان عمّان” وباقي المخرجات المعروضة على أجندة الاجتماع، إضافة إلى مبادرات أخرى مثل “مبادرة الحزام والطريق” التي “ستكوّن خطوات مهمة لتعزيز التعاون بين العالم العربي والصين الواحدة، وبناء مستقبل التعاون والإنجاز”. 

  يُعتبر “انعقاد المنتدى تأشير واضح على التزام الدول العربية والصين المضي قدماً في التعاون المبني على الاحترام المتبادل وتكامل المصالح”؛ وبأن الجانب العربي “يرى في الصين شريكاً رئيساً في هذا الجهد، وفي زيادة منسوب التعاون بيننا عاملاً مهماً في خدمة مصالحنا المشتركة وفي جهودنا حل أزمات المنطقة”. وركزت الوكالة الصينية على رأي الأردن بدور الصين في القضية الفلسطينية الذي أشاد الوزير الأردني به وثمنه عالياً بخاصة لجهة “مواقف الصين الداعمة للحق الفلسطيني في الحرية والدولة”. 

  شخصياً، ألمس في تصريحات الوزير الأردني مشاعر صداقة أردنية طيبة للغاية وعميقة مع الصين، تعكس تراكمات تاريخية إيجابية ومتطورة بلا توقف، وتتعاظم وتتضاعف مع مرور الأيام والسنين بين الدولتين، لا سيما في الصلات التاريخية والسياسية والتفاهم الاستراتيجي مع المملكة، ذلك أن الأردنيين والعرب والعالم ينظر للدولة الصينية بمحبة وتقدير وعلى أنها دولة كبرى ذات سياسة عادلة وفاعلة في واقعها ودورها ومراميها وشعاراتها، بخاصة في الدعوة لتطبيق العدالة وإحقاق حقوق الشعوب، مما يؤدي إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية بعيداً عن مختلف الجوائح الارهابية والعدوانية، التي لن يكون لها مكان في مثل هذا المجتمع العالمي الذي سيجمع الشعوب والقوميات الصغيرة منها والمتوسطة والكبيرة في بوتقة مصالح واحدة مشتركة ومتساوية.

 تربط الأردن بالصين علاقات وثيقة منذ الاعتراف الدبلوماسي المتبادل الذي بادر الأردن إليه في أبريل/ نيسان 1977، وقد تطورت هذه العلاقات بقفزات واسعة رسمية وشعبية في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله، وفي العهد الحالي لجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، بحيث جاءت كلمة الوزير الصفدي مُعبّرة عن ذلك بصورة وافية، إذ أشاد الوزير الصفدي بمواقف جمهورية الصين الشعبية الداعم لحل الدولتين، والرافض لضم أراضي عربية فلسطينية محتلة، وهي قضية تعمل القيادة السياسية الأردنية حالياً على حشد التأييد الدولي لمعالجتها بصورة عادلة.

 من جانبه، أكد وانغ يى كذلك تثمين بلاده للجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام الإقليميين.

 يُذكر، أنه ومنذ إنشاء “المنتدى”، ترسخت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية، ووفقاً لما أوردته “شينخوا” والموقع الشبكي لـِ “المنتدى”، فقد أُقيمت علاقات “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”؛ أو “الشراكة الاستراتيجية”؛ بين الصين و12 دولة عربية، وشهد حجم التبادل التجاري بين الجانبين الصيني والعربي نمواً بمعدل 9 بالمائة على أساس سنوي، ليصل إلى 266.4 مليار دولار أمريكي في عام 2019. كذلك، بقيت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، وهو تطور مهم جداً ولافت للانتباه وجاذب للبحث والدراسة، بينما تعد الدول العربية أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين، و.. “توسَّع الاستثمار المتبادل للجانبين الصيني والعربي بخطوات متزنة”.

اعتماد 3 وثائق لمنتدى التعاون العربي – الصيني

 أعلن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اعتماد 3 وثائق صادرة عن الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، وتعرف بـِ”إعلان عمّان”؛ و”البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني 2020 – 2022″؛ و”البيان المشترك لتضامن الصين والدول العربية في مكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد”.

 وتعكس هذه الوثائق التوافقات والرؤى المشتركة بين الجانبين العربي والصيني حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز التعاون بينهما. وأضاف الصفدي، أن الأردن يتطلع مع الدول العربية للعمل مع الصين والمجتمع الدولي لتحقيق السلام العادل الذي يتحقق عبر إقامة دولة فلسطينية حرة مستقلة وعاصمتها القدس، ومؤكداً، أن الأردن والصين متفقان على رفض مخطط الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

 وأضاف، أن انعقاد المنتدى مؤشر واضح على التزام الدول العربية والصين المضي قدماً في التعاون المبني على الاحترام المتبادل وتكامل المصالح، وانعقاده رغم هذه الظروف كان أكثر إلحاحاً، لكنها ظروف عززت الاقتناع بمدى ترابط دولنا، وأهمية العمل الدولي متعدد الأطراف في مواجهة التحديات”، وزاد: “نحتاج تعاوناً دولياً في مواجهة الجائحة، ونحتاج أيضاً تعاوناً دولياً في تلبية حقوق شعوبنا في التعليم والعمل والخدمات الصحية والإنجاز والتنمية، والعمل متعدد الأطراف المستند إلى القانون الدولي، واحترام مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول لتجاوز التحديات وحل الأزمات الإقليمية”. 

 في تصريحات الصفدي نلمس اهتماماً خاصاً بالصين، منها: “نرى في الصين شريكاً رئيساً في جهد حل الأزمات، وفي زيادة التعاون عاملاً مهماً في خدمة مصالحنا المشتركة في جهودنا لحل أزمات المنطقة”؛ و “نثمن مواقف الصين الداعمة للحق الفلسطيني في الحرية والدولة، ونثق أنها ضمن موقف دولي رافض لضم إسرائيل أراضي فلسطينية محتلة خرقاً للقانون الدولي، وتقويضاً لكل فرص تحقيق السلام العادل والشامل”؛ وأن “الأردن يتطلع إلى العمل مع الصين ومع كل المجتمع الدولي لإيجاد أفق حقيقي لتحقيق السلام العادل الذي تقبله الشعوب والذي لن يتحقق ما بقي الاحتلال، وما لم تتجسد الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967، وفق حل الدولتين”.

 واستعرض الصفدي الوضع “في منطقتنا”، وأكد أنها تعاني من أزمات لم تجلب إلا الخراب والقتل والدمار في سورية واليمن وليبيا.. وتخوض حرباً على الإرهاب، ويقف العراق اليوم شاهداً على قدرتنا  على الانتصار عليه”، ولفت النظر إلى قضية خطرة جداً: “هذه أزمات غذتها التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية. لذلك يستوجب حلها أيضا تعاوناً دولياً يكرس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام القانون الدولي”، وأنه “لا بد من حماية الدولة الوطنية التي توفر العدل والأمان والمساواة دون تمييز لكل مواطنيها لبناء المستقبل المنجز الذي سيسهم التعاون العربي الصيني في خطوات الوصول إليه”.

“تضامن في مواجهة كورونا”

 الاجتماع الذي استمر يوماً واحداً، ترأسه وزير الخارجية أيمن الصفدي، ووزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وانغ يي، أكد استمرار العمل على زيادة التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتجارية، والتشاور حول سُبل تجاوز الأزمات الإقليمية وحلها بما يُعزّز أمن واستقرار المنطقة.

 كما وأكد الصفدي و يى أيضاً على التضامن في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد وتبعاتها، واتفقا على استمرار التنسيق من أجل التغلب على كل تداعيات الجائحة التي تمثل تحدياً دولياً، وتستوجب تعاوناً دولياً، وكرر الوزير الصفدي الاشادة بموقف الصين نحو فلسطين، الداعم لحل الدولتين والرافض لضم أراضٍ فلسطينية محتلة.

*المراجعة والنشر: أ. عبد القادر خليل.

بواسطة: مروان سوداح

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • مقالة جميلة أوضحت أهمية العلاقات العربية الصينية ودور الصين في الوقوف مع القضايا العربية المصيرية ودعم الصين وتعاونها بمكافحة الجائحة وبينت ان الشريك الأفضل للعرب هي الصين لتمتعها بسياسة عادلة ومتزنة و ثابتة في تعاملاتها

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *