Wednesday 24th April 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

التعاون الصيني الجزائري استراتيجي الجوهر والأهداف (الجزء الثاني)

منذ 4 سنوات في 16/سبتمبر/2020

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

   بقلم  / وو فو قوي / عبد الكريم 

 

  • مستشرق وعضو مجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي
  • عضو معهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافية الدولية
  • كاتب من الصين/واحد من أهم الخبراء في شؤون الشرق الأوسط  الصيني
  • كبير مستشاري الشؤون الثقافية في مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية
  • كبير مستشاري الشؤون الشرق الأوسط في دار نشر إنتركوننتننتال الصينية 

 

في ظل التغيرات العميقة التي تجتاج العالم حالياً، يسرني أن الفرصة تتاح لي لأعرض رأيي حول علاقاتنا الأخوية مع الجزائر، أمام القراء العرب من السيدات والسادة الأفاصل.

 إن مكانة التبادلات الإخبارية و الثقافية و أثارها العميقة في العلاقات التعاونية الصينية الجزائرية تجد تأييداً ودفعاً متواصلاً إلى الأمام، وأنا على يقين بأن هذه المقالة ستدفع التبادلات الإخبارية و الثقافية المتنوعة و التعاونات الأنسانية بين الجانبين الى مزيد من التوسع، الأمر الذي سيضع أساساً متيناً لتعميق الشراكة الاستراتجية المتمثلة في التعاون الشامل و التطور المشترك.         

العلاقات التاريخية الصينية الجزائرية القديمة الجذور

 تُعتبر الحضارة الصينية و الحضارة العربية الإسلامية كلتاهما  من فرائد الحضارات الإنسانية، وقد اسهمتا في تقدم المجتمع الإنساني وتطوره إسهامات لا يستهان بها، كما تربط بينهما المعاملات الودية و الصداقة التقليدية الموغلة في القِدم، فحسب ما ورد في السجلات الصينية القديمة، سُمُيت البلاد العربية بـِ”البلاد البعيدة.. والسحرية بتاينفانغ”، حيث نشأت حضارات ساطعة عريقة في منطقة النهرين، وتليها الحضارة العربية الإسلامية التي تركت أثراً لا يمحى في مسيرة التاريخ الإنساني. 

 بينما كان أجدادكم العرب يجدّون في بناء الحضارة بين النهرين، كانت الحضارة الصينية قد قطعت آلاف السنين إذ أنها نشأت على أيدي أجدادنا الصينيين. فقبل أكثر من ألفي سنة، أرسل الامبراطور الصيني وو دي في أسرة هان الملكية تشانغ تشان سفيراً له إلى البلاد الواقعة غرب الصين ومن بينها البلاد العربية.                                                              

و بالمقابل، ورد في الحديث قول الرسول محمد (ص): “اطلبوا العلم ولو في الصين”، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الحضارة الصينية المزدهرة أثارت اهتمام الأمم العربية برغم المسافات التي تفصل بينهما. وهكذا بدأت الحضارتان الصينية و العربية التجاوب والتبادل فيما بينهما، واستمرتا في ذلك لأكثر من ألفي سنة. أما طريق الحرير القديم فعبارة عن رِباط يصل بين الحضارتين و شهادة حية لعلاقاتهما التقليدية.                     

 منذ القرن ال 19، سقطت الدولتان الصينية و الجزائر تحت وطأة الاستعمار و الإمبريالية، فتعاطفتا مع البعض وأمدت البعض بالدعم و المساعدة. ما إن تأسست جمهورية الصين الشعبية الجديدة، حتى بادرت مجموعة من الدول العربية (مصر، اليمن، العراق، سورية والجزائر) الى إقامة العلاقات الدبلوماسية معها، رغم الضغوط من قِبل بعض الدول الغربية. وفي عملية إقامة العلاقات الدبلوماسية، دائماً ما يُشكّل التبادل الثقافي الخطوة الأولى. فقد تم تبادل الثقافات الشعبية بين الصين قبل إصدار بيان إقامة العلاقات الدبلوماسية.    

العلاقات الصينية الجزائرية الحديثة      

 وفي الخمسنيات و الستنيات من القرن الماضي، كان فنانو الجانبين يرافقون الرؤساء في الزيارات المتبادلة، حيث يتعلمون من بعضهم البعض، و يتعاونون في العروض الفنية، مما عزّز التفاهم فالصداقة بين الشعبين. فقد لعبت الثقافة دوراً لا تقدّر السياسة لعبه، مما يشعرنا نحن المنشغلين في الأوساط الفنية بفخر شديد.                

 إن الشعب الجزائري لن ينسي أبداً أن جمهورية الصين الشعبية كانت من بين الدول السبّاقة إلى الاعتراف بالحكومة الجزائرية المؤقتة غداة تأسيسها في 19 سبتمبر 1958، ولا يزال يدين بالامتنان و العرفان على المساندة الثابتة التي أسداها هذا البلد الصديق للثورة الجزائرية في شتى الميادين وعلى مساهمته الثمينة في المسيرة التنموية للدولة الجزائرية الفتية بعد الاستقلال.                                                                     

 وتجدر الإشارة الى أن الأمر بإيفاد أول بعثة طبية صينية إلى خارج الصين، كان إلى الجزائر عام 1963، في وقت كانت خلاله بلادي، الصين، في أمس الحاجة إلى مثل هذه المساعدة في إطار إعادة بناء ما خربه الاستعمار الغاشم.              

إن الشعب الصيني لن ينسى أبداً أن الجزائر كانت مَن أوائل الدول المبادرة إلى توثيق عرى الصداقة و التعاون مع الصين، وكانت الصين قد وقفت بصلابة في المعركة التي خاضتها الجزائر إلى جانب العديد من دول العالم الثالث في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1971، لتمكين جمهورية الصين الشعبية من استرجع مكانتها المشروعة في المؤسسات الدولية. 

  حازت الصين على مقعدها الدائم والشرعي والمشروع في مجلس الأمن الدولي، حيث لم تنصف تلك المعركة أنذاك شعب الصين العظيم وحده فحسب، بل أنها شكّلت انتصاراً لسائر بلدان العالم الثالث بدخولها المعتمرك الدولي و إسماع صوتها للبشرية، و الدفاع عن مطالبها العادلة. 

خاتمة:

 الجزائر دولة كبيرة تقع في قارة أفريقيا، وعضو مهم في جامعة الدول العربية، ولها تأثير فريد على القضايا الإقليمية والدولية. لذلك، تأمل الصين في تقوية التعاون مع الجزائر ضمن استراتيجية العلاقات في الجوهر والرؤى والأهداف، وفي الشؤون الدولية والاقليمية الكبرى، لحماية السلام والاستقرار على المستويين الاقليمي والعالمي، وكذا تعزيز التنمية والرخاء بشكل مشترك.           

                                                                                         يتبع/.. الجزء الثالث.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • الجزائر والصين دولتان صديقتان وتربطهما علاقات صداقة تاريخية، تزداد تطورا يوما بعد يوم، نتمنى الاستمرارية والمزيد من التعاون والتنسيق بينهما في شتى المجالات

  • تحية للكاتب الصيني الكبير الدكتور وو فو قوي ، لتفضله بتسليط الضوء على جانب من العلاقات الصينية الجزائرية المتجدرة في أعماق التاريخ، والتي تسير تصاعديا نحو النمو والرقي، عاشت الصداقة الجزائرية الصينية.. *مبروك

  • للجزائر والصين مسيرة علاقات تاريخية جد متميزة، فالبلدان ساندا ويساندان بعضهما في جميع الضروف .. مند النظال من أجل السيادة والتحرر من الأيادي المستمرة المستبدة ، إلى نظالهما الحال ضد وباء كورونا ،، والصديق وقت الضيق ، لكن الصين والجزائر صداقتهما عميقة وبارزة في السراء والضراء..

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *