شبكة طريق الحرير الإخبارية/

(شينخوانت) تثابر الصين على مواصلة تعزيز بناء الاقتصاد العالمي المفتوح، مما أتاح مساحات واسعة للتنمية، وحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك مع الدول الأخرى. وتعد المناطق الحدودية الخطَ الأمامي لانفتاح البلاد على الخارج، وهي نافذة هامة لعرض إنجازات بناء التحديث الصيني النمط، ولها مكانة إستراتيجية هامة في مسيرة الإصلاح والتنمية والاستقرار الوطني. وفي ظل التوجيهات التي تدعو إلى الانفتاح على الخارج بشكل أوسع وأعمق، أصبحت المدن الحدودية الصينية مفعمة بالحيوية. ومع اقتراب عيد الربيع الصيني التقليدي لعام 2025، نأخذكم في جولة بهذه المدن الحدودية الصغيرة لنتعرف على القصص التي تحدث هناك.

تقع مدينة هويتشون في مقاطعة جيلين شمال شرقي الصين على الحدود بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وتحيط بها العديد من الموانئ الطبيعية غير المتجمدة. واليوم، أصبحت هذه المدينة مركزا رئيسيا لتوزيع المنتجات البحرية في شمالي الصين، حيث يمكن للمأكولات البحرية مثل السلطعون الإمبراطوري من روسيا أن تصل إلى مائدة الطعام في بكين في غضون يوم واحد.

ويبعد ميناء هويتشون عن ميناء بوشيت في روسيا 42 كيلومترا فقط، وعن ميناء زاروبينو 71 كيلومترا. وفي كل صباح، يشهد الميناء حركة نشطة حيث تتدفق الشاحنات المحملة بالسلطعون الإمبراطوري المستورد من روسيا.

ويُلقب السلطعون الإمبراطوري بـ”ذهب البحر”، وهو نوع من المأكولات البحرية الفاخرة التي أصبحت مؤخرا من السلع الرائجة التي يشتريها بعض المستهلكين الصينيين خلال الأعياد والمناسبات المهمة. ولكن قلة من الناس يعرفون أن معظم السلطعون الإمبراطوري المستورد من روسيا إلى الصين يأتي من مدينة هويتشون.

وفي شارع “المأكولات البحرية” في هويتشون، تفوح رائحة المأكولات البحرية المالحة، وتنتشر متاجر المأكولات البحرية من مختلف الأحجام على جانبي الطريق. وعند دخول أي متجر، يمكن رؤية سلطعونات إمبراطورية كبيرة بحجم الأطباق في كل مكان، ويتوافد عليها الزبائن المحليون والأجانب لشرائها.

وتُعد هويتشون الميناء البري الوحيد في مقاطعة جيلين الذي يستورد السلطعون الإمبراطوري من روسيا. ولضمان وصول هذه المأكولات البحرية إلى مائدة المواطنين الصينيين بأسرع وقت ممكن، يطبق ميناء هويتشون سياسة “الممر الأخضر” لإجراءات العبور الجمركي، مما يسمح بإتمام الإجراءات في بضع دقائق فقط.

وبفضل شبكة السكك الحديدية والخدمات اللوجستية الجوية المتطورة في الصين، يمكن تسليم السلطعون الإمبراطوري الطازج من هويتشون إلى بكين في يوم واحد فقط. وقال شيو تشونغ، الموظف في المعبر الحدودي في هويتشون لمراسل وكالة أنباء شينخوا إنه مع اقتراب عيد الربيع لعام 2025، تزداد أعداد القادمين والمغادرين عبر المعبر، ولتلبية احتياجات الزيادة في كمية المأكولات البحرية الطازجة، وفروا خدمات حجز المواعيد للشركات وفتحوا الممر الأخضر للمنتجات البحرية الطازجة لضمان مرور السلع بسلاسة وسرعة.

ويدير المواطن المحلي قوه هوا متجرا للمأكولات البحرية منذ أكثر من عشر سنوات، حيث كان يقتصر عمله على تجارة المأكولات البحرية بالجملة والتجزئة، ولكن مع تزايد عدد السياح، وسع متجره ليشمل خدمات تقديم الطعام. وتشمل أطباقه المميزة “أرجل السلطعون المشوية بالجبن” و”السلطعون بالبحار مع البيض”، حيث تحظى بشعبية بين الزوار المحليين والأجانب.

وكانت الكثير من الشركات متفائلة بشأن التنمية الاقتصادية البحرية في هويتشون، وقد توافدت على هذه المدينة الصغيرة لاغتنام فرص التنمية، مما وسع أعمال هويتشون من تجارة المأكولات البحرية إلى الصناعات الناشئة الجديدة مثل التجارة الإلكترونية عبر الحدود والبث المباشر. وقال شي تشينغ لين، الذي يقوم يوميا بالبث المباشر مرتين لترويج السلطعون الإمبراطوري عبر الإنترنت للمراسل إنه مع زيادة عدد المستهلكين وتراكم السمعة الطيبة، فإن مضاعفة المبيعات لم يعد حلما بعيد المنال، كما أنه يأمل في تعريف المزيد من الناس بمسقط رأسه هونتشون.

ويوجد مستودع المستورِد وو نان في المنطقة الصناعية للتجارة الإلكترونية عبر الحدود في هويتشون ويغطي مساحة ستة آلاف متر مربع. وقد امتلأ المستودع الضخم بالسلع المستوردة من روسيا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. وقال صاحب المستودع إنه بالمقارنة مع متجره السابق، لم يتوسع هذا المستودع الجديد عشر مرات فحسب، بل تضاعف حجم المبيعات أيضا عدة مرات من خلال منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود. ومع اقتراب عيد الربيع لعام 2025، يعتزم استيراد كميات كبيرة من الحلويات والشوكولاتة من روسيا، ولديه اعتقاد راسخ بأن حياته المستقبلية ستكون أحلى من هذه الحلويات.