الإقتصاد الصيني .. مرونة قوية وحيوية نابضة

*بقلم:  تسوي وي- سفير جمهورية الصين الشعبية لدى جمهورية العراق

 

في وجه البيئة الدولية المضطربة وضربات العوامل غير المتوقعة بما فيها تفشي الجائحة في داخل الصين عام 2022 نجحت الحكومة الصينية في التنسيق بشكل فعال بين مكافحة الجائحة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحقق الاقتصاد الوطني نموا مستمرا رغم الضغوط، وسجل حجم الاقتصاد رقما قياسيا، وأحرزت التنمية العالية الجودة إنجازات جديدة، وشهد الوضع الاقتصادي والاجتماعي تناغما واستقرارا، مما يدل على المرونة القوية والحيوية النابضة للاقتصاد الصيني.

القوة الوطنية الشاملة ارتفعت إلى مستوى جديد. في عام 2022 تجاوز إجمالي الناتج المحلي للصين عتبة 120 تريليون يوان صيني ليصل 121 تريليون يوان، وتبقى الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. بلغ نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي 85698 يوان (حوالي 12741 دولار أمريكي بمتوسط سعر الصرف السنوي)، ليفوق 12 ألف دولار لمدة سنتين متتاليتين. بلغ احتياطي النقد الأجنبي 3.1277 تريليون دولار في نهاية عام 2022 لتحافظ بثبات على المرتبة الأولى في العالم.

أداء الاقتصاد الوطني مستقر بشكل عام. في عام 2022 سجل الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 3 بالمئة أسرع من معظم الاقتصادات الرئيسية في العام. تمت إتاحة فرص عمل جديدة لصالح 12.06 مليون شخص في المدن والبلدات على مدار السنة، متجاوزة الهدف المتوقع البالغ 11 مليون شخص. حافظت الأسعار في الصين على وضع مستقر رغم الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء والطاقة العالمية والضغوط العالية من التضخم المستورد، إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2 بالمئة على مدار السنة.

أساس تنمية القطاعات متوطد. في عام 2022 حققت الزراعة الصينية زيادة في الإنتاج، إذ بلغ إنتاج الحبوب الغذائية 686.55 مليون طن ليفوق 650 مليون طن لمدة ثماني سنوات متتالية. استمر الإنتاج الصناعي في التطور، إذ بلغت القيمة المضافة لجميع الصناعات 40.2 تريليون يوان، من بينها 33.5 تريليون يوان لقطاع التصنيع، ويحتل كلاهما المرتبة الأولى في العالم. شهدت البنية التحتية تحسنا متزايدا، إذ بلغ إجمالي طول السكك الحديدية الصينية العاملة 155 ألف كيلومتر حتى نهاية عام 2022  من بينها 42 ألف كيلومتر من السكك الحديدية الفائقة السرعة، يتقدم بفارق كبير على دول العالم.

الانفتاح العالي المستوى يتقدم باطراد. في عام 2022 سجل الحجم الإجمالي لتجارة السلع رقما قياسيا، إذ تجاوز 40 تريليون يوان ليصل 42.1 تريليون بزيادة قدرها 7.7 بالمئة  على أساس سنوي. حققت تجارة الخدمات نموا سريعا، إذ بلغ حجمها 5.4 تريليون يوان خلال فترة الأشهر الـ11 الأولى، بزيادة قدرها 15.6 بالمئة  على أساس سنوي. أحرز جذب الاستثمار الأجنبي نموا إيجابيا، إذ بلغ الاستخدام الفعلي للاستثمار الأجنبي 1156.1 مليار يوان خلال فترة الأشهر الـ11 الأولى، بزيادة قدرها 9.9 بالمئة على أساس سنوي، مسجلاً رقمًا قياسيًا.

الجهود لضمان معيشة الشعب فعالة. في عام 2022 ازداد دخل السكان باطراد، إذ بلغ نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف لسكان الصين 36883 يوان، بزيادة قدرها 2.9 بالمئة  على أساس سنوي. ازداد الاستثمار في مجالات تتعلق بمعيشة الشعب، إذ حقق حجم الاستثمار في مجالات اجتماعية نموا بنسبة 10.9 بالمئة على أساس سنوي، حيث ازداد الاستثمار في الأعمال الصحية والاجتماعية بنسبة 26.1 بالمئة بزيادة قدرها 6.6 بالمئة على أساس سنوي.

أشار نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه في كلمته التي ألقاها في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023 إلى أنه بعد الجهود سيشهد الاقتصاد الصيني تحسنا بشكل عام في العام الجاري، ومن المرجح أن يعود نموه إلى اتجاهه الطبيعي. كما تتوقع عديد من المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية أن الاقتصاد الصيني سيحقق نموا بنسبة تتجاوز 5 بالمئة في عام 2023 ونسبة مساهمته في إجمالي نمـــو الاقـــــــتصاد العالمي ستـــبلغ 30بالمئة 40- بالمئة .

إن عام  2023 هو أول عام استهلت فيه الصين التقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية بالتحديث الصيني النمط. كما أنه يصادف الذكرى الـ 65 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الصينية العراقية. مع التحسن المستمر للوضع الوبائي في داخل الصين والتنفيذ الدقيق المستمر للسياسات المختلفة، نمتلك الثقة والإمكانيات والقدرة لدفع أداء الاقتصاد نحو التحسن العام، ومواصلة تحقيق المزيد من الفوائد للتعاون المتبادل المنفعة مع مختلف الدول بما فيها العراق، وتوفير فرص جديدة لدول العالم بالتنمية الجديدة في الصين، بما يدعم تعافي الاقتصاد العالمي بعد الجائحة.

*المصدر: يومية الزمان