Thursday 25th April 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

استهداف الصين تجارياً إلى العدم

منذ 5 سنوات في 07/أكتوبر/2019

* باتت “مبادرة الحزام والطريق”، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في سنة 2013، تتفاعل في مختلف البلدان وفي أوساط الشعوب، بعدما نجحت في تفعيلاتها الاقتصادية والتجارية، والإنسانية، والعلمية والتعليمية وغيرها، وها هي ملامحها تتجلى للقاصي والداني، وباتت تجتذب الدول والحكومات والشعوب صغيرها وكبيرها على حد سواء، فيوميات المبادرة في مختلف المناحي تدخل الى تراب بلدان أفريقيا وآسيا وأُوروبا الكبيرة، وإلى موناكو، وأندورة، وجُزر القمر، ونيبال ومالطا وغيرها الكثير، وهذا التحرك الصيني، وبرغم أنه غير موجه للولايات المتحدة أو غيرها، إلا أن أمريكا تعتبره تهديداً لها باعتبارها القوة الاقتصادية الكبرى عالمياً والتي لا تريد أن يُشاركها أحداً في هذا المضمار وعلى نفس المستوى الذي اعتادت عليه

. لقيت المبادرة الصينية منذ ست سنوات ترحيباً عالمياً منقطع النظير، وتبعه توسّعٌ في العلاقات التجارية والاقتصادية عموماً بين الصين والعالم، وبضمنه أمريكا، وخير دليل على ذلك العدد المُعتبر للدول المنضوية في إطارها، فالغالبية الساحقة من دول العالم وضعت ثقتها في الأهداف الصينية، الرامية إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية جمعاء، مجتمع السلام والتعاون المثمر المتكافىء، وتعزيز التنمية السلمية الشاملة على الصُعد كافة وعلى أرضية الربح للجميع، لكن الولايات المتحدة لم وليست راضية للآن عن هذا النهج الصيني العادل والتنامي المدهش والتطور الاقتصادي المستمر لجمهورية الصين الشعبية في إطار الإجراءات الجديدة المُتخذة مؤخراً لتسهيل مجالات الاستثمارات الأجنبية في الصين من جانب دول الأرض وهيئاتها وشركاتها ورجالاتها كافة، لذلك هبّت واشنطن، وللّأسف، في وجه الصين مزمجرة وغاضبة، ولكأنّها تدّعي بأنها سيّد هذا العالم الذي لم ينتخبها لقيادته                                                                               . الصين ماضية في تطوير أنظمة التصنيع والتجارة والسياحة والبيانات الكبيرة، وغيرها من المقومات التي تجعلها أبرز الدول المؤثرة في القرار الاقتصادي العالمي، ولا ترى مجالاً للتراجع عن هذه القرارات السيادية لديها، وهو ما تراه الولايات المتحدة منافسة ومصدر إزعاج وقلق لها (!)، وبالنظر إلى أنه يُمَكِن الصين تحقيق الفوز والتفوّق الأكيد عليها، مِما يَجعلها، كما أرى، تبحث قريباً عن مخرج مُنقذ من هذا المأزق. وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية معروفة بسياستها المَبنية على الأحادية والهيمنة والتنّمر واستعراض العضلات، ولتخوفها من التفوّق الصيني اقتصادياً، كونها منذ عشرات السنين لم تنفق أموالاً على التنمية السلمية، بل انفقتها على الحرب ولتسمين مصانع واحتكارات السلاح وتصنيع الحروب والموت وأربابها، بينما في الفترة ذاتها كانت الصين تسابق الزمن بكل تحدٍ وإصرار للتنمية المحلية للبلاد وتحسين معيشة الشعب وتحقيق الرفاهية ودحر الفقر في المجتمع الصيني، ورفع الحواجز بينها وبين دول العالم، وتوسيع مجالات التعاون والتبادل والتشارك السلمي، وهنا لجأت أمريكا إلى سلسلة من الإجراءات التعسفية وغير العقلانية ضد الصين، برغم أن واشنطن كانت طوال الحقبة ما قبل حربها التجارية على الصين، تنادي بحرية التجارة والتبادلات والحدود المُشرعة.  فرضت أمريكا الرسوم الجمركية العالية على الواردات الصينية وشتى المنتجات الصينية التي تلاقي رواجاً كبيرا في الأسواق الأمريكية، وتعمل على محاصرة عملاق “هواوي”، (وهو ثاني أكبر شركة منتجة للهواتف النقالة عالمياً)، وفرضت عقوبات وروّجت إشاعات ومغالطات – لا تمت للعقلانية الاقتصادية بصلة – على الصين وشركاتها واقتصادها، مستخدمة كل الوسائل من أجل كسب منافع مالية، إدعاءً بحماية صناعتها الوطنية ورفع معدل صادراتها، وفرض المنتج الأمريكي عالمياً، على عكس ما ترمي إليه المساعي السلمية الصينية. سياسة الرئيس ترامب غريبة وتتخللها تناقضات عدة مثيرة للجدل في مختلف القضايا العالمية، بخاصة الشعار الذي أطلقه الرئيس الحالي بعد توليه سدّة الحكم – “أمريكا أولا”، إذ أن قراراته تتنافى والأعراف الدولية، وتخالف حتى سياسة الرئيس الأسبق باراك أوباما. وفي رأيي الشخصي المتابع لآراء غيري من خُبراء وإعلاميين وسياسيين، ومنظمات وهيئات دولية كثيرة، فإن هذه الحرب التجارية لن تؤثر سلباً على الصين، بل تعتبر أمريكا المتضرر الأكبر منها، وكونها تخلق تذبذبات حادة في الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن تتراجع أمريكا في قراراتها وتغيّر في سياستها.  

       وخلاصة القول، إن الحُلم الأمريكي الذي رسمه الرئيس ترامب مآله التلاشي لا محالة، وما النقلات العقلانية للصين سوى خطوات هادئة ستجبره على الرضوخ لمنطق العقل وحرية التجارة الدولية، وفي حال بقائه على منطق المواجهة، فإن سياسته الحالية ستفقده ثقة شعبه حتى، وقد تشمل حتى حلفائه، فمجتمعاتنا اليوم في حاجة ماسة للتناغم وللتعايش السلمي والتعاون المُفضي إلى الفوز المشترك والمنفعة العامة، لا للمواجهات والحروب بتنوع أشكالها.

 *عبد_القادر_خليل: كاتب وخريج الاتحاد السوفييتي، ورئيس الفرع الجزائري للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين ورئيس منتديات أصدقاء الإعلام الصيني في الجزائر، صديق قديم لوسائل الإعلام الصينية الناطقة بالعربية.

التصنيفات: عام

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *