قرية داوان بمحافظة جينتشاي في مقاطعة آنهوي، كانت قرية فقيرة بمستوى وطني في السابق. في مخيلة مجموعة من الزوار الأجانب، لا يوجد في هذه القرية مياه شرب، وكهرباء، والطرق ضيقة للغاية، ويعيش فيها كثير من كبار السن، وقليل من الشباب، ومن المستحيل أن تكون هناك شبكة إنترنت.

ما لم يتوقعوه هو أنها محاطة بالجبال الخضراء والمياه الصافية، والمياه والكهرباء وشبكة الإنترنت، كل شيء متوفر في كل منزل. وتم بناء الطريق الأسمنتي حتى عتبة الباب، وكانت القرية مليئة بالسياح في عطلات نهاية الأسبوع.

“هناك شبكة إنترنت!”

قرية داوان، التي تم إدراجها كقرية رئيسية منكوبة بالفقر في محافظة جينتشاي في عام 2014، ويبلغ الآن معدل الفقر فيها صفرا؛ انسحبت رسميا من المحافظات المنكوبة بالفقر في أبريل 2020، وهي تستكشف الآن بنشاط مسارات جديدة لتنشيط الريف.

ريبيكا نيش، فتاة من جنوب أفريقيا تبلغ من العمر 15 عاما، وقاد والدها شون معها السيارة من مدينة خفي ووصلت إلى هذه القرية في غضون 3 ساعات. قال كنت أظن أنها ستكون وعرة على طول الطريق، لكنني لم أتوقع أن تكون الرحلة مريحة للغاية”.

استرخت ريبيكا عندما جاءت إلى منزل القروي حيث كانا يقيمان. قالت ريبيكا: “اكتشفت أن الغرفة بها مكيفات الهواء وأجهزة التلفزيون والمراحيض. و سألت عن كلمة مرور لشبكة الإنترنت، وتكون هناك هذه الشبكة فعلا!”

انطلق وو جونجيه من زيمبابوي، وهو طالب ماجستير في جامعة تسينغهوا، من بكين بقطار فائق السرعة إلى محافظة جينتشاي، ثم استقل حافلة إلى مدرسة قرية داوان الابتدائية. وأخبره المعلمون والتلاميذ أن سعر كل وجبة غداء في المدرسة كان 2 يوان فقط.

تسي قوهمينغ، إعلامي ماليزي انطلق أيضا من بكين، وذهب إلى عيادة قرية داوان في المحطة الأولى. وأخبره الموظفون أنه يمكن تعويض أكثر من 90% من النفقات الطبية للأسر الفقيرة هنا، وفي نفس الوقت، فإن أي شخص مصاب بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد سيكون خاليا من النفقات الطبية.

“أريد أن أعيش بشكل أفضل”

وقالت ريبيكا: “من الواضح أن هذه القرية تخلصت من الفقر، والناس يعيشون بشكل جيد!” وأضاف شون، الذي كان بجانبها: “ما يثيرني هو أن هذه القرية مثل عائلة كبيرة، والصين كلها هي في نفس حالة”.

التقى وو جونجيه بمسؤول شركة التجارة الإلكترونية في القرية المجاورة. وبمساعدة الإعانات الحكومية لريادة الأعمال والسياسات التفضيلية، تدير هذه الأسرة الفقيرة سابقا متجرا للمنتجات المحلية عبر الإنترنت. وفي عام 2020، تجاوز حجم المبيعات عن 5 ملايين يوان ووصل صافي الربح إلى ما يقرب من 500000 يوان.

إذا لم يرها بأم عينيه، فسيكون من الصعب عليه تصديق أن قرية جبلية صغيرة يمكن ربطها بسلسلة إمداد وطنية ضخمة تعتمد على الطرق والخدمات اللوجستية والإنترنت؛ ويمكن للمزارع العادي حصول على الكثير من المعجبين والمعاملات في المدينة، ويقود العديد من المزارعين إلى الحياة الرغيدة.

“الناس يحاربون الفقر”

قال وو جونجيه إن الابتسامات على وجوه هؤلاء الأصدقاء الجدد في قرية داوان جعلته يشعر مرة أخرى أن الصين تضع الناس حقا في المقام الأول. “وفي البلدان الأخرى، غالبا ما يظل التخفيف من حدة الفقر على المستوى الاقتصادي؛ بينما في الصين، يعتبر التخفيف من حدة الفقر هو الكفاح الحقيقي للشعب ضد الفقر.”

على مدى السنوات الـ40 الماضية من تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، تم تخليص أكثر من 700 مليون شخص من الفقر، وتجاوز معدل المساهمة في التخلص من الفقر في العالم 70%. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، نظمت ونفذت الصين أكبر معركة ضد الفقر في تاريخ البشرية. وبعد 8 سنوات، تم تخلص ما يقرب من 100 مليون من فقراء الريف بموجب المعايير الحالية من التخلص من الفقر، وتم تخلص 832 محافظة فقيرة من الفقر.

قال شون: “عندما تعرب حكومات بعض الدول عن استعدادها لمساعدة الناس على التخلص من الفقر، يعتقد الكثير من الناس أنه وسيلة التحايل للحصول على أصوات الانتخابات. لكن في الصين، يؤمن الناس بالحكومة ويكافحون معها في نفس الاتجاه.”

*المصدر: سي جي تي إن العربية.