منحت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة لقاح (سينوفارم) الصيني ترخيص الاستخدام الطارئ.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي “منحت منظمة الصحة العالمية بعد ظهر اليوم ترخيص الاستخدام الطارئ للقاح (سينوفارم) الصيني، مما يجعله سادس لقاح يحصل على ترخيص المنظمة للسلامة والفعالية والجودة”.
وأضاف “هذا يوسع قائمة اللقاحات في برنامج (كوفاكس) العالمي، ويمنح الدول الثقة لتسريع موافقاتها التنظيمية”.
مزايا لقاح “سينوفارم” الصيني
وقال تيدروس في مؤتمر صحفي أن لقاح “سينوفارم” الصيني يتناسب مع مقاييس المنظمة المتعلقة بالسلامة والفعالية والجودة. وتشير المنظمة بشكل خاص إلى أن اللقاح الصيني سهل حفظه ويتناسب مع البيئات الفقيرة الموارد. وإلى جانب ذلك، يعتبر هذا اللقاح اللقاح الأول الذي يحمل جهاز المراقبة، حيث يتغير لون الملصق الصغير على قنينته مع ارتفاع درجة الحرارة ، و من خلال ذلك يمكن للعاملين في المجال الطبي ان يعرفوا إذا كان اللقاح آمنا للاستخدام أم لا.
تتراوح بيئة الحفاظ على لقاح “سينوفارم” الصيني بين 2 درجة إلى 8 درجات مئوية، ويمكن استخدام الثلاجة المنزلية كنظام تبريد للقاح الحالي فهي تتناسب مع متطلبات الحفاظ عليه . وفي المقابل، من اللازم أن تبقي درجة الحفاظ 20 درجة تحت الصفر بالنسبة إلى لقاح موديرنا، و70 درجة تحت الصفر للقاح فايزر الأمريكية. فلذلك، إن اللقاح الصيني سيكون سهل التوزيع وأقل تكلفة، الأمر الذي يعتبر شيئا بالغ الأهمية بالنسبة إلى الدول النامية.
ضم اللقاح الصيني إلى قائمة منظمة الصحة العالمية له أهمية بالغة
وفي هذا الصدد، قالت المديرة العامة المساعدة لشؤون الأدوية والمنتجات الصحية التابعة لمنظمة الصحة العالمية ماريانجيلا سيماو، أن فعالية اللقاح الصيني للوقاية من المرض تبلغ 79 بالمائة. وأشارت إلى أن هذا اللقاح لا يتميز فقط بسهولة حفظه، بل يعد اللقاح الأول الذي يحمل جهاز مراقبة، حيث يتغير لون الملصق الصغير على قنينته مع ارتفاع درجة الحرارة، الأمر الذي سيسهل على العاملين في المجال الطبي معرفة إذا كان اللقاح آمنا للاستخدام أم لا.
إن حصول اللقاح الصيني على ترخيض الاستخدام الطارئ، قد ساهم في إعطاء دول العالم مزيد من الخيارات وتوسيع لإمكانية الحصول عليه وقدرة علي تحمل التكاليف. وقد حثت منظمة الصحة العالمية مرارا وتكرارا بعض الدول المتقدمة على وقف إجراءات الإفراط من شراء اللقاحات وتقييد تصديرها، وذلك من أجل تجنب انتشار جديد للفيروس وتحوره. إلى جانب ذلك، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عدة مرات تصرفات بعض البلدان المتقدمة لتخزين اللقاحات والوصول إلى صفقات خاصة مع مورديها.
في الوقت الذي تسارع فيه الدول المتقدمة لتخزين اللقاحات، بات من الصعب على بعض الدول النامية الحصول على جرعة واحدة. لذلك، حان وقت حل “فجوة توزيع اللقاحات” فيحتاج العالم إلى اللقاح الصيني ليلعب دورا أكثر أهمية في المعركة العالمية ضد الوباء. وبعد الحصول على موافقة منظمة الصحة العالمية، ستسير الصين في طريق تنفيذ المفهوم الذي أكدت عليه بأن اللقاح هو منتج عام، وتسريع توسع تغطية اللقاحات العالمية، ما سيوفر سلاحا قويا وخطة للسيطرة على الوباء على المستوى العالمي.
وأخيرا، فإن حصول اللقاح الصيني على ترخيض الاستخدام الطارئ قد ساعد في رفع ثقة الدول النامية لتعزيز البحث العلمي وتسوية المشاكل الصحية الهامة لبلدانهم والعالم. كما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، فقد ساهمت هذه العملية في توسيع قائمة لقاحات المنظمة، وستعطي دول العالم الثقة لتسريع عملية مراقبة ومراجعة لقاحاتهم واستيراد وإنتاج اللقاحات بشكل أفضل.
وكالة بلومبيرغ الأمريكية: الصين تحمل الأمل لإمدادات اللقاحات العالمية
عندما أعلنت الولايات المتحدة التخلي عن براءات اختراع لقاحات كوفيد – 19 والوباء في الهند يمر بأصعب فتراته، حول العالم أنظاره مرة أخرى إلى توفير لقاحات مضادة لفيروس كورونا الجديد. حيث نشرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية مقالًا في الـ 7 من الشهر الجاري قالت فيه إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تؤيد التخلي عن حماية براءات الاختراع وتحاول أن تنصب نفسها كمدافعة عن توسيع إمدادات اللقاح، ولكن “في حقيقة الأمر، لم تتبرع الولايات المتحدة بالعديد من اللقاحات حتى الآن، علاوة على ذلك، تسبب الوباء المستشري في إعلان الهند تأخر في الإمدادات. الصين تحمل الأمل في إمدادات اللقاحات العالمية”.
بعض التفاصيل فيما يلي:
مع تفشي وباء كوفيد – 19 الذي جعل من الصعب على الهند الوفاء باتفاقية توريد اللقاحات، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تدعي أنها تدعو لتوسيع إمدادات اللقاحات، لكن العالم أصبح سريعا أكثر اعتمادًا على الصين في اللقاحات. قال هوانغ يان تشونغ، الخبير في القضايا الصينية والباحث في قضايا الصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن: “لم تصبح الصين أكبر مصدر لـ “لقاحات كوفيد – 19 فحسب، بل في العديد من البلدان، أصبحت الصين الخيار الوحيد”.
في ظل خروج الوباء عن السيطرة في الهند والبرازيل ودول أخرى، وتباطؤ المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدأت موثوقية إمدادات اللقاحات في الصين تبرز تدريجياً.
الهند هي ثالث أكبر مورد في العالم بعد الصين والاتحاد الأوروبي. فقد صدرت 67 مليون جرعة إلى ما يقرب من 100 دولة ومنطقة، لكن تفشي الوباء المدمر تسبب في توقف الهند عن معظم عمليات التسليم في الأسابيع الأخيرة. وأدت أزمة الوباء في الهند إلى استنفاد إمدادات اللقاح، مما دفع العديد من الدول إلى اللجوء إلى الصين. على سبيل المثال، تلقت إندونيسيا مجموعة من اللقاحات الصينية مؤخرًا. وأشار باندو ريونو، عالم الأوبئة بجامعة إندونيسيا: “بشكل عام، بعد حظر الهند على الصادرات، تحتاج إندونيسيا إلى لقاحات من الصين أكثر من ذلك”.
على خلفية تلك الأحداث، تعرضت الولايات المتحدة التي كانت تركز على التطعيم المحلي لعدة أشهر لانتقادات شديدة بسبب “تخزين اللقاحات وتجاهل مسألة الحياة أو الموت العالمية”. في الوقت نفسه، لم يعد أمام الدول خيار سوى اللقاحات الصينية.
في الأسابيع القليلة الماضية، كان قادة بعض دول العالم الأكثر اكتظاظًا بالسكان يتطلعون إلى الصين للحصول على المزيد من اللقاحات. وتقوم منظمة الصحة العالمية بتقييم بيانات اللقاح الصيني، وتنتظر العديد من الدول هذا التفويض. فإذا سمحت منظمة الصحة العالمية للبلدان النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية بالحصول على لقاحات من خلال “خطة كوفكس” (COVAX)، فسيزداد الطلب على اللقاحات الصينية.
سي جي تي إن العربية.