لا يزال وباء فيروس كورونا الجديد ينتشر عالميا، والاقتصاد العالمي لا يزال يعاني من ركود حاد، تراجعت التجارة العالمية بشكل ملحوظ. ومع ذلك، في ظل هذا المأزق والضغوط، عادت التجارة الخارجية الصينية إلى حالة الاستقرار تدريجيا. في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020، ارتفع معدل النمو السنوي لواردات وصادرات الصين من -%6.5 إلى -%0.2، ثم إلى 7.5%. كيف تسير التجارة الخارجية الصينية في اتجاه الاستقرار بعكس الاتجاه العالمي؟ باعتبارها أكبر سوق للسلع الصغيرة في العالم، تعد مدينة ييوو بمقاطعة تشجيانغ الصينية واحدة من محركات التجارة الخارجية للصين، دعونا نلقي نظرة على كيفية سير حركة التجارة الخارجية لمدينة ييوو مع الوضع الوبائي.

في بداية انتشار الوباء في فبراير عام 2020، واجهت مدينة ييوو صعوبات في توظيف العمال. من أجل تعزيز استئناف العمل والإنتاج في أسرع وقت ممكن، نظمت مدينة ييوو حافلات وقطارات لنقل العمال واستئناف حركة العمل. كما قدمت الحكومة المحلية إعانات للشركات لمساعدة عمالها على العودة إلى المدينة واستئناف العمل، وقدمت كذلك إعانات للعمال الذين يعودون إلى ييوو بمفردهم.

بعد عطلة عيد الربيع الصيني لعام 2020، تأثرت “مدينة التجارة الدولية ييوو” من الوباء بشدة. من أجل تنشيط السوق في أسرع وقت، خفضت حكومة المدينة وأعفت جزءا من المستأجرين التجار من دفع الإيجارات، ولم تدخر أي جهد لتوفير الدعم والإقامة والتجارة الخارجية والخدمات اللوجستية والتخليص الجمركي والتمويل وغيرها من الخدمات الداعمة التي يحتاج السوق إليها، كما طرحت إقامة مجانية لمدة 3 أيام للمشترين الأجانب الذين يأتون إلى ييوو لأول مرة. كأكبر سوق للسلع الصغيرة في العالم، فإن الغرض من فتح أبوابها أثناء الوباء كان إعادة استقرار ثقة التجار وتحقيق الاستقرار في السوق الأساسية للتجارة الخارجية في ييوو.

عندما انخفض معدل التجارة الخارجية المباشرة، بدأ تعميم استخدام منصات التجارة الإلكترونية وعرض المنتجات للتجار الأجانب من خلال مؤتمرات الفيديو. ومن أجل عرض المنتجات بشكل أفضل، قامت بعض الشركات بتوظيف طلاب أجانب يتقنون اللغات أجنبية للقيام بالبث المباشر لعرض المنتجات. تتواصل حكومة ييوو من خلال قسم الشؤون الخارجية مع رجال الأعمال الأجانب وتساعد الشركات على المشاركة في العديد من المعارض عبر الإنترنت.

من خلال جهود جميع الأطراف، تعافت سوق ييوو تدريجيا. ومع ذلك، مع حلول مارس وأبريل من العام الماضي، ومع انتشار الوباء عالميا، بدأ الاختبار الحقيقي لمنظومة التجارة الخارجية التي تعتمد عليها المدينة.

التجارة الخارجية هي شريان الحياة لييوو، والطلبات هي جزء أساسي من استقرار التجارة الخارجية. وتسبب وباء فيروس كورونا الجديد في إعاقة سلسلة التوريد العالمية، وانخفض حجم الشحن البحري والجوي بشكل حاد، لذلك أظهر شحن السكك الحديدية قيمته الحقيقية في هذه الفترة العصيبة.

في هذا الوقت، قدمت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا خيارا بديلا لنقل مواد الوقاية من الوباء إلى البلدان الواقعة على طول “الحزام والطريق” في فترة بداية انتشار الوباء. نظرا لتكلفتها المنخفضة نسبيا وإمكانية تشغيلها على مدار الساعة، فاستخدمت لنقل المنتجات من خطوط الإنتاج في منطقة دلتا نهر اليانغتسي إلى أوروبا وآسيا أثناء الوباء. وفي عام 2020، وصل عدد قطارات الشحن إلى 974 قطارا بين الصين وأوروبا، وتم شحن ما مجموعه 80392 حاوية، بزيادة قدرها 90.2% على أساس سنوي. كما سمح ضمان تسليم الطلبات في الوقت المناسب للشركة باكتساب ثقة العملاء الأجانب.

في مدينة ييوو، رأينا العديد من الشركات تتغلب على الصعوبات وتعود للعمل، وحاولت الحكومة أيضا توفير كل وسائل الراحة والمساعدات للمؤسسات لاستعادة استقرارها. كما ساعد تحسين واستقرار التجارة الخارجية الصينية في استعادة الثقة والزخم للاقتصاد العالمي المتدهور.

*CGTN العربية/