Sunday 17th November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

كورونَا وتقرِيب المَسافات وتولِيد المَحبة

منذ 4 سنوات في 08/يونيو/2020

جريدة الدستور الأردنية/

الأكاديمي مروان سوداح*

 فيروس كورونا الطّيار يُولّد الرعب والموت. يفتك بالأفراد والعائلات، الصِغار منهم والكِبار، الأصّحاء والمرضى، الأقوياء والضعفاء، الشباب و.. «الختيارية». لا يفرّق الفيروس بين المتعادين والمتخاصمين والمتفاهمين.. ولا يُميّز بين مَن يطالبون بحقوقهم ومَن يرفضون تلبيتها للمظلومين.. بين مَن يرزحون تحت نير الاستعباد وأصحاب الهُراوات.. بين الطُّلقاء والمُكبّلين بالأصفاد.


 لا يَعرف كوفيد-19 الفَرق بين بشرة الأسود والأصفر والأبيض، لا في أمريكا ولا في غيرها من البلدان والقارات، وهو لا يُصادق الأفريقي ولا الاوروبي، فجميعهم سيّان بالنسبة إليه. لا يَفهم كورونا العداوات المُستَحكِمة بين السياسيين والدول والأفراد، فهو «يُنادي» بتدمير الآخر أيّا كان. إلا أنه وبرغم كل ذلك، وفي الوقت ذاته ومن دون أن يدري، يوَلّد المحبّة بين البشر، فتجتذبهم الجائحة إلى بعضهم البعض، وتدفع بهم صوب تفهّم الآخر ومطالبه الإنسانية، وحقوق الكائن الحي على الكائن الحي الآخر.
 الخشية والارتعاد من موت مُحقّق بفيروس لا مشاعر ولا عواطف ولا عدالة لديه غدتا مَرضَاً مزمناً لدى كثيرين. لكن، وبرغم وحشيته، جَمَعَ كورونا بين الأفراد والجماعات والقوميات والألسن في كل البلدان الحارّة والباردة على حد سواء. وبسببه وخشيةً منه تراجعت الخلافات لدى كثيرين وبدت هزيلة أمام موت يدنو، ليحل محلها سلامٌ ووئام، تقارب ومحبة، وتَفكّر بالقِيم الكُبرى والعظيمة التي تناساها الإنسان التكنولوجي في عصر الذكاء الصناعي.


 قبل اندلاع الجائحة لم أكن أعرف جيراني. وهم كذلك لم يعرفوني. للأسف الشديد، كانت مشاغل الحياة اليومية تُبعِدنا عن بعضنا بعضاً، فجعلت منا أوروبيين غربيين وأمريكيين؛ بمعنى «نشَفان» مشاعر الواحد منا نحو الآخر. لم أزرهم ولم يزوروني سنوات طويلة. لم يكن لدينا ساعة فراغ واحدة ليستفسر الجار من جاره: «من أنت يا هذا؟!».
 في «عهد كورونا» اللعين الذي استعدى جميعنا عليه وجعلنا مقاتلين لإبادته في خنادقه واستحكاماته، توافرت لدينا أيام وأسابيع وأشهر كثيرة أُقعِدنا خلالها في بيوتنا. شخصياً، لم أتوجه إلى مواقع ما سوى نادراً، واقتصر «تجوالي» الاضطراري على عيادات الأطباء والصيدليات، إضافة للبقالات ومَحَال الأغذية، فهذه قريبة من منزلي، وهكذا فعل معظم جيراني كما اكتشفت لاحقاً. لقد اقتصر تجوالنا في الهجمات الكورونية على المشي الأقل (من هنا وإلى هناك فقط!)، دون أن نُعرّج على هذا المكان أو ذاك.. وكان ذلك خلال ساعات محدّدة، وضمن إيقاع معين. لهذا، لم يكن مِن مفرٍ لـِ»تضييع الوقت» سوى بالاشتغال في شؤون المنزل والحديقة والمكتبة التاريخية الضخمة.


 الحق يُقال أنني و»خلال كورونا» المتأبّط شرّاً، انجزتُ الكثير من «الأعمال الداخلية» التي انتظرتني عقوداً طويلة. لكن الأهم بالنسبة إلي أنني عَقدت صداقات عديدة مع جيراني. وبرغم رائحة الموت التي تفوح من كورونا، إلا أنني وأصحابي انتصرنا عليه وسحقناه، أولاً؛ في عقولنا وبانضباطيتنا الحازمة. وثانياً؛ بتمسّكنا بمتطلبات السلامة الشخصية والعائلية والمجتمعية، وستبقى هذه النواة جِيرةً واعية، أركانها الإخوان معاذ نواس وحسن البخ ومصطفى نعمة.. هذه المجموعة مكافحة لأجل الحياة، وتنشر المحبة، وتُقصّر المسافات بين الأُردنيين من جهة، وبيننا وبين العربي من جهة أُخرى.


 لم ولن نخاف كورونا أبداً، فهذا الفيروس تصاغر في عيوننا وأعمالنا، وها هو يهرول هارباً من الوطن بعدما اكتسحه شعبنا بالوعي والحزم الأُمثل، فصار الفيروس يتقهقر، لتغدو المملكة الأُردنية الهاشمية أُمثولة عالمية بتحقيق الانتصارات عليه وعلى كل متأبط شرّاً، بفضل القيادة الواعية والمُجرّبة لحبيبنا جلالة الملك عبدالله الثاني المُفدى حفظه المولى وسدّد خطاه.

*كاتب وصحفي أردني.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • كورونا اوجد التكاتف و التعاضد و خلق الإهتمام و الإلتزام تجاه الاخرين

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *