CGTN العربية/
يصادف يوم الـ14 من يوليو عام 2020 الذكرى الـ44 لتسليم خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا الذي ساعدت الصين على بنائه، يعد “طريق الصداقة” هذا الذي يبلغ طوله 1800 كيلومتر واحدا من أكبر حزم المساعدات الخارجية في الصين، حيث استغرق ثماني سنوات من مرحلة الاستكشاف حتى اكتمال البناء. خلال هذه السنوات الثماني، كانت السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا مليئة بالعمل الشاق وعرق الخبراء والفنيين والعمال الصينيين.
مساهمة شبابية في بناء سكة حديد تنزانيا-زامبيا
وقعت الحكومات الثلاث من الصين وتنزانيا وزامبيا اتفاقية تعاون لبناء خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا بمساعدة الصين في ستينيات القرن الماضي بناء على طلب من حكومتي تنزانيا وزامبيا. فسافر جين هوي إلى أفريقيا مع أول فريق تقني مكون من 350 شخصا في عام 1968 وعمل على التوالي مفوضا سياسيا لفريق استكشاف السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا ونائب رئيس مجموعة خبراء السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا وقضى ثماني سنوات في ميدان البناء.
يمر خط سكة حديد تنزانيا-زامبيا عبر الجنوب الأفريقي المليء بالأنهار والمستنقعات والوديان الجبلية العميقة، وقد واجه تنفيذ المشروع صعوبة كثيرة، حيث تطلب إقامة ما مجموعه 320 جسرا و26 نفقا عبر الخط بأكمله. كان تذكر جين هوي قائلا: ” بينما تم الانتهاء من بناء خط السكة الحديد بشكل أساسي، أرسلت قوات المعارضة المسلحة طائرات لتنفيذ غارات جوية ونسفت العديد من الجسور على طول الخط، ودائما ما كان موظفو الهندسة والفنيون يتعرضون للتهديد من قبل طائرات العدو”.
حتى في مثل هذه البيئة الصعبة، لم تتزعزع عزائم جين هوي وزملائه على بناء خط السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا، حيث عمل في تنزانيا لمدة 11 عاما.
إتمام بناء “السكك الحديدية المستحيلة” قبل الموعد المحدد
الغابات الأفريقية مليئة بالوحوش والبعوض والأمراض، وكانت ظروف العمل صعبة للغاية، حيث كان هناك نقص في الطعام ومياه الشرب، مما خلق الكثير من الصعوبات لفرق الاستكشاف والبناء. في بعض الأحيان، تكون بعض أقسام البناء على المستنقعات، فلا تتمكن الآلات من الدخول، لذا يضطر العامل إلى الوقوف لحفر الطين ببطء، وأحيانا أخرى، يكون هناك خطر التعرض للهجوم من قبل الحيوانات.
المدهش هو أن فريق البناء حقق رقما قياسيا، حيث أتم 502 كيلومترا خلال عام واحد بفضل الجهود النشطة التي بذلها جين هوي وزملاؤه، وبعد جهود شاقة، تم بناء خط سكة حديد ادعى الرأي العام الغربي أن بناءه مستحيل واستغرق الأمر خمس سنوات وثمانية أشهر فقط، أبكر من المتوقع.
تكريس “روح السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا”
تقع مقبرة لخبراء المساعدات الصينيين في تنزانيا على بعد 24 كيلومترا جنوب غرب دار السلام، حيث دفن فيها 69 من الخبراء والفنيين والعمال الصينيين الذين لقوا حتفهم خلال فترة العمل، ومن بينهم 47 خبيرا ضحوا بحياتهم أثناء بناء خط السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا.
وقد اقترح العديد من القادة الصينيين في مناسبات مختلفة تكريس روح السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا وجعل التعاون الودي بين الصين وأفريقيا يحقق نتائج مثمرة. إن روح السكك الحديدية تنزانيا-زامبيا تعتبر روح المساواة القائمة على الاحترام المتبادل، كما تعد روح النضال، وروح الأممية المتفانية.
في الوقت الحاضر، تم افتتاح أول خط سكة حديد في أفريقيا-سكة حديد أكا الذي يعتمد بشكل كامل على المعايير الصينية والتكنولوجيا الصينية في نيجيريا، الطرف الغربي من القارة الأفريقية، حيث يكرس”روح تنزانيا-زامبيا للسكك الحديدية” على أشكال مختلفة.