شبكة طريق الحرير الإخبارية/
صورة أخري للتضامن الإسلامي مع قراباغ
بقلم: كونول نوراللهييفا
عضو في البرلمان الأذربيجاني، وعضو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وعضو المجلس التنفيذي للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، وممثلة أذربيجان في منظمة القيادات السياسية النسائية
اتبعت أرمينيا خلال احتلالها لإقليم قراباغ، وعلي مدار ثلاثين عاماً، سياسة محددة بدقة ترتكز علي المحو المتعمد لكل التراث الأذربيجاني والإسلامي في الأراضي التاريخية لأذربيجان وقراباغ وزانجازور، وتغيير المعالم التاريخية والحضارية علي تلك الأراضي، وبعد حرب 44 يوماً عام 2020، شاهد سفراء الدول، أعضاء مجموعة الاتصال لحل النزاع، كل شيء بأعينهم وأدلوا ببيانات مفتوحة خلال زيارتهم للأراضي المحررة.
ليس من قبيل المصادفة أن يزور مجموعة من أعضاء في نقابة الصحفيين التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC)،إلي أغدام وفضولي وشوشا، ولكن كانت تلك الزيارة تشكل تضامناً من الصحفيين ومنظمة التعاون الإسلامي بشكل عام مع قضية أذربيجان العادلة.
تحدث أعضاء الوفد، الذي ضم صحفيون من “المملكة العربية السعودية، البحرين، مصر، باكستان، العراق، موريتانيا، المغرب”، عن الفظائع التي ارتكبتها القوات المسلحة الأرمينية في أغدام، وعن أعمال البناء وإعادة التأهيل والإعمار التي تقوم بها أذربيجان في قراباغ بعد التحرير، حيث ترسخت قناعتهم بأن الغرب قد غض الطرف عن الفظائع التي ارتكبها الأرمن علي مدار ثلاثة عقود، ولكن أذربيجان استطاعت خلال حرب التحرير عام 2020، تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي كان ينص علي ضروة انسحاب أرمينيا من قراباغ، كما أكد أعضاء الوفد الصحفي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، علي أن العالم الإسلامي كله يقف إلى جانب أذربيجان، وأنهم سيواصلون نشر الحقيقة حول أذربيجان للعالم.
عندما يرى العالم هذه الصورة المحزنة، يدرك أن الخطوات التي اتخذتها أذربيجان حتى الآن هي الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، فخلال الحرب التي استمرت 44 يوماً، اتخذت أذربيجان خطوة على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والحق في الدفاع عن النفس العدالة، وهكذا، تم تحقيق العدالة في منطقة جنوب القوقاز.
تقوم أذربيجان الآن بإزالة نتائج الإحتلال الأرمني واستعادة قراباغ وزانجازور، بعد أن تم القضاء على عواقب التخريب ضد البنية التحية الإسلامية، حيث يتم ترميم المساجد و بناء مساجد جديدة في قراباغ، وبهذا المعنى، فإن انتصار أذربيجان في حرب التحرير التي استمرت 44 يوماً هو أيضاً انتصار للعالم الإسلامي، وليس من قبيل المصادفة أن منظمة التعاون الإسلامي كانت مع أذربيجان أثناء الاحتلال وأثناء الحرب التي استمرت 44 يوماً، وقد تم تسجيل ذلك التأييد في قراراتها العديدة في جميع المناسبات والمحافل.
منظمة التعاون الاقتصادي، التي تضم في عضويتها عشر دول، والتي تمثل ثقل سياسي واقتصادي كبير، هي أيضاً لم تكن بعيدة في دعمها عن أذربيجان خلال فترة ما بعد الصراع، فقد اتخذت المنظمة أربعة قرارات بشأن العدوان الأرميني على أذربيجان والإبادة الجماعية في خوجالي، وقد تم اعتماد هذه القرارات خلال الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية المنظمة، التي عقدت يومي 22، 23 مارس 2022 في إسلام أباد، بجمهورية باكستان الإسلامية بشأن “بناء الشراكة من أجل الوحدة والعدالة والتنمية”، حيث أكدت تلك القرارات علي:
أولاً: إزالة نتائج العدوان الأرمني على جمهورية أذربيجان.
ثانياً: تقديم المساعدة الإقتصادية إلى جمهورية أذربيجان للمساهمة في إعادة التأهيل والإعمار.
ثالثاً: إدانة عمليات تدمير وإهانة المعالم التاريخية والثقافية الإسلامية في أراضي أذربيجان خلال فترة الإحتلال الأرمني لأراضي جمهورية أذربيجان.
رابعاً: التضامن مع ضحايا مجزرة خوجالي التي ارتكبتها القوات الأرمينية عام 1992.
تؤكد نتائج اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي من جديد دعم أذربيجان الدولي المتزايد لجدول أعمال السلام في المنطقة بعد انتهاء الصراع، وتؤكد من جديد تضامنها مع أذربيجان في تنفيذ هذه الأجندة والتغلب على نتائج الإحتلال التي انتهجتها أرمينيا علي مدار ما يقرب من 30 عاماً، والذي يشكل أيضاً مثال واضح على دعم أذربيجان الدولي لأجندة السلام في المنطثة بعد الصراع، والتي تشمل استعادة وإعادة بناء الأراضي المحررة، فضلا عن إقامة علاقات تعاون بين دول المنطقة وأرمينيا.
يكون لتطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان انعكاسات كبيرة علي أمن وسلام المنطقة، حيث يتطلب تلك العلاقات تذليل كافة العقبات التي تعترض إقامة علاقات طيبة بين البلدين، ويأتي في مقدمة ذلك عملية ترسيم الحدود، والاعتراف المتبادل واحترام سيادة كل منهما لسلامة أراضي الطرف الآخر وحرمة الحدود المتعارف عليها في الأمم المتحدة، ويأتي ذلك ضمن المبادئ الأساسية الخمسة التي قدمتها أذربيجان إلى أرمينيا.
يتم تفسير بعض الأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات الأرمينية ضد المدنيين الأذربيجانيين أثناء النزاع على أنها حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولذلك فإن التأكيد على أهمية معاقبة الجناة يأتي في مقدمة الأمور التي من شأنها تطبيع العلاقات بين البلدين، وإزالة كافة الصعوبات التي تواجه عملية إقامة علاقات طبيعية بين الدولتين، لأن ذلك من شأنه أن يسهم بشكل كبير في خفض مستوي الكراهية بين شعبي البلدين بما في تقديم الذين ارتكبوا أعمال عنف وجرائم ضد الإنسانية بحق السكان المدنيين الأذربيجانيين خلال سنوات النزاع إلي العدالة. كما تعد العمليات التي قامت بها القوات الأرمينية من نهب وتدمير للتراث الثقافي والحضاري، وتدنيس المقدسات الإسلامية خلال فترة الإحتلال الأرمني من الأعمال التي تقف بقوة أمام تمهيد الطريق لتطبيع العلاقات بين البلدين، وهذا يستوجب اتخاذ إجراءات قانونية سريعة في هذا الصدد بهدف استعادة قطع التراث التي تم نهبها، والتعاون مع السلطات الأذربيجانية من أجل استعادة ذلك التراث الأذربيجاني الذي يعد جزءاً هاماً من التاريخ الأذربيجاني، ومن هوية وثقافة شعب أذربيجان.