جريدة الدستور الأردنية*
الأكاديمي مروان سوداح
التحدّي المصيري الذي تواجِهُهُ البشرية جمعاء في القتال ضد (كورونا) وغيره من الفيروسات التي يتم تخليقها في مختبرات عسكرية إمبريالية بين حين وحين، تضع رؤساء الدول وحكوماتها وشعوبها أمام خيارات أحلاها مُر. لذا، تبرز الآن حتميات التنسيق الأوسع والجاد عالمياً لوضع حدٍ للأوبئة ومُصنِّعيها، ولمحاصرة المَصنعية السرية التي «تطبخها»، وبالتالي يُصبح لزاماً استحداث قوانين دولية تلاحق الجهات التوسّعية الساعية لتدمير هِبة الحياة المقدّسة على كوكب الأرض، والتي تعمّم الموت الجماعي بصورٍ بشعة لصالح مجموعة «العم سام!» لاحتكارات أثرياء الحروب والدواء، و(كوفيد-19) أحد هذه الفيروسات التي تُسرّع وتُسهّل للبعض – بحسب اعتراف زعماء وشخصيات غربية – انتشار و.. «تقبّل!» «ثقافة الموت».
في اللقاء الأخير الذي أجرته معي الفضائية الصينية الناطقة بالعربية، CGTN، ضمن برنامج (وجهاً لوجه: حرب الصين ضد كورونا بعيون أردنية)، ويستمر بثّه على شاشات المُباصرة الصينية منذ خمسة أسابيع، اقترحتُ في إجاباتي تأسيس هيئة عربية – عربية، و/أو أُخرى عربية – دولية لتبادل المعلومات عن الأوبئة «المتَجَدّدة» وأسباب ولادتها.. توسّعها وآلية مكافحتها وطرائق وأدها بجهود جماعية لممثلي الدول والعُلماء المتخصصين والشخصيات الشريفة والوازنة المهتمة بخير البشرية ولأجل العمل بروح واحدة على جَمعِ المعلومات وتحليلها، والوصول إلى نتائج ملموسة، ومن المهم هنا تحديد الجهات المسؤولة عن تخليق ونشر البؤس وموات الحياة في الإنسانية.
إضافة إلى ذلك، أثق تماماً أن التعاون العالمي مع الأطباء وعُلماء الأوبئة الصينيين مطلوب وضروري ومُثمر للغاية، وتُكرّس نتائجه لخير الإنسان، لا سيّما في النكبة الكونية الحالية التي نُعانيها نحن أبناء آدم وحواء، وفي نضالنا اليومي لنُصرة الحياة على الموت والسير نحو «مجتمع المصير المشترك للبشرية». ومن الطبيعي أن نستفيد من خبرات جمهورية الصين الشعبية وبلدان العالم في مكافحة (كوفيد-19) وغيره من الأوبئة، ولتعرية آليات الشيطان التي يُوظّفها مَن ستكشف الأيام والحقائق ظلاميهتم وكرههم لجميع البشر ولكل لغاتهم وقومياتهم واختلافاتهم وخلافاتهم. وفي مواجهة الموت (الكوروني) المُبرمج على يد أجناد جُهنم لا تصمد أي إدعاءات بخلافات بين الناس، فهذه تغدو هامشية جداً في سياق الانتصار لِهِبَة الحياة المُقدّسة وقدَاسة كيان وروح الانسان على هذه البسيطة التي نتطلع جميعاً أن يَعلو فيها المزيد من التعمير والوئام والتفاهم والصداقة، ولتعديل الأمزجة والعقول المنحرفة.
كمتخصص في شؤون الصين أتابع مسار العلاقات الأُردنية الصينية منذ إقامتها في عام 1977، والتي تمتّنت في عهد سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني المُفدّى، وفخامة الصديق والحليف لنا الرئيس شي جينبينغ. هذه العلاقات غدت إستراتيجية نصّاً وروحاً لصالح البلدين والعالم، وها هي اليوم ترتقي وتغدو كفاحية في مقارعة شر (كورونا) بوسائل مشتركة ومتطورة، تضمن لعمّان وبكين السّلامة والآمان في إطار مشتركات ومبادىء أممية عظيمة.