CGTN العربية/
يدير رحمن نورمامات متجرا وحيدا لإصلاح الهواتف المحمولة في مسقط رأسه – وهي بلدة صغيرة في محافظة ماكيت بجنوب منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم. وقد توصل إلى هذه الفكرة أثناء عمله في مصنع أجهزة إلكترونية في مقاطعة شاندونغ شرقي الصين قبل ثلاث سنوات.
قال رحمن لشبكة CGTN: “لاحظت أن معظم السكان من القرويين يستخدمون الهواتف المحمولة الذكية، ولكن لم يكن هناك أي محل لإصلاحها قريبا. لذلك، بعد عودتي إلى بلدتي، قررت فتح متجرا باستخدام مهاراتي والأموال التي ادخرتها من عملي في مقاطعة شاندونغ، أعتقد أنه سيكون مربحا.”
تعد منطقة جنوبي شينجيانغ منطقة أقل نموا ومنخفضة المستوى من التقدم والتحضر، حيث لا يزال الكثير من الناس يعانون من الفقر المدقع. تقع محافظة ماكيت على حافة تكلامكان، أكبر صحراء في الصين، وتواجه حالة فقر أكثر شدة. تحت مساعدة الحكومة المحلية، حاول العديد من السكان المحليين البحث عن فرص الأعمال خارج المنطقة في السنوات الأخيرة.
قرر رحمن بنصيحة من شقيقه الأكبر، أن يخرج إلى خارج البلدة في أوائل عام 2017.
إنه تجربة مفيدة. كان رحمن يحصل على حوالي 3500 يوان (490 دولارا أمريكيا تقريبا) كل شهر ليعمل كمفتش جودة على المنتجات في المصنع، والذي يعادل ما يقرب من نصف دخل عائلته السنوي من العمل الزراعي.
قال رحمن عند الحديث عن مدينة تشينغداو الساحلية حيث يعمل “أحب هذه المدينة كثيرا. بيئتها أفضل بكثير من البيئة في مسقط رأسنا.” مضيفا أن :”أحب زملائي أيضا. كنا أصدقاء طيبون بعد العمل ونحظى بوقت جيد”.
وأثمرت جهود الإخوة بشكل رائع، حيث تخلصت الأسرة من براثن الفقر بنجاح، وتم الانتقال إلى منزل جديد، الأمر الذي يمنح والدتهما التي كانت في حالة صحية سيئة دعما قويا وعناية جيدة.
وقالت الوالدة مارغوكس وكسور: “لقد كنت داعمة جدا لاختيارهم للعمل في خارج البلدة. أنا فخورة لرؤية التغييرات التي شهدتها عائلتنا هذه السنوات. وأقدر أيضا بما يتمتع أبنائي به من الشجاعة والمثابرة.”
مع ذلك، لا تزال بعض المؤسسات الأكاديمية والمنافذ الإعلامية الغربية تركز اهتمامها على هذه المبادرة التي تتلقى دعما قويا من قبل الحكومة، واصفة بأنها “العمل القسري للويغور”، حيث زعمت أنها حرمت الناس في شينجيانغ من الحرية في اختيار أعمالهم.
وقد دحض كل من حكومة شينجيانغ الإقليمية ووزارة الخارجية الصينية تلك الادعاءات التي ليس لها أساس من الصحة بقوة.
قال قنغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي في إبريل الماضي أن “جميع المواطنين الصينيين يتمتعون بحرية العمل والتوظيف، وهم يتخذون قراراتهم مستقلا بشأن مكان العمل وطبيعة الأعمال”.
وفقا للوزارة، منذ عام 2018، حصل 151 ألف شخص على أعمال بعيدا عن مسقط رأسهم، ويعمل معظمهم في أجزاء أخرى من منطقة شينجيانغ، بينما يبحث حوالي 14700 شخص من المواطنين عن عمل خارج المنطقة.
وأضاف قنغ أنه تم تحقيق ذلك بشكل رئيسي عن طريق التعريف المتبادل بين الأصدقاء والأقارب، وتلبية لاحتياجات الوظائف المتوافقة مع المواهب الشخصية في أسواق الموارد البشرية.
وما قاله قنغ قد أثبته رحمن وأخوه عدلي بتجربتهم، الذي لا يزال يعمل الآن في مقاطعة فوجيان الساحلية بجنوب شرقي الصين. وسافر إلى مقاطعات مختلفة خلال السنوات الخمس الماضية.
قال عدلي لـ CGTN عبر مكالمة فيديو، “سأعمل بجد لكسب المزيد من الأموال للزواج في العام المقبل. ثم أخطط لفتح مطعم شواء هنا بالتعاون مع صديق محلي أو معتمدا على نفسي”، مضيفا أنه يفكر في أن يستوطن هناك نظرا لأن أخيه يبقى في المنزل لرعاية الأسرة.”
مثل رحمن وعدلي، يقوم المزيد من الشباب الطموح باتباع خطوات الأخوين – كسب الأرزاق وتعلم المهارات في مدن أخرى ثم العودة لريادة عمل تجاري في بلداتهم. وقد ساهم ذلك كثيرا في الحد من الفقر في منطقة شينجيانغ.
وفقا للأهداف المحددة، من المتوقع أن يتخلص جميع سكان المنطقة من حالة الفقر بحلول نهاية العام الجاري.
وقال رحمن متحمسا: “أريد أن أوسع متجر الإصلاح تدريجيا، وربما أفتح متجرا جديدا يقدم بخدمات التوصيل السريع لسكان البلدة.”