رضوخا للضغوطات الأميركية، أعلنت منظمة الصحة العالمية خطتها بشأن المرحلة الثانية من تعقب أصل فيروس كورونا، والتي تركز مرة أخرى على التحقيق في معهد ووهان لعلم الفيروسات. رفض الجانب الصيني تلك الخطة واعتبر أنها لا تحترم الفطرة السليمة والعلم.
أود القول: في الواقع أن جو بايدن مثل سلفه دونالد ترامب، لا يكترث على الإطلاق بأصل الفيروس، سواء أكان نشأ من الطبيعة أو من صنع البشر أو سرب من المختبر، بل يريد من خلال التحقيق المزعوم ربط الفيروس بالصين لتحقيق أغراض سياسية.
في يناير الماضي، أرسلت منظمة الصحة العالمية فريق خبراء إلى مدينة ووهان، حيث أجرى تحقيقا لمدة 4 أسابيع وزار معهد ووهان لعلم الفيروسات، ثم أعد تقريرا مشتركا مع الصين مارس الماضي، قال فيه إن الفيروس من المرجح أن انتقل من الخفاش إلى البشر عبر مضيف وسيط، وتسرب كورونا من مختبر مستبعد للغاية.
— لماذا تريد منظمة الصحة العالمية إجراء عمليات التدقيق على المختبرات في ووهان مرة أخرى بعد مرور 4 أشهر فقط؟
هذا غير معقول!
من الواضح أن خطة المنظمة الجديدة تتعارض مع نتائج التحقيق الذي أجري قبل 4 أشهر، وتعيد فرضية “تسرب كورونا من المختبر” إلى الواجهة، لكن هذا غير مثير للدهشة والحيرة، لأن ما تريد المنظمة القيام به تتناسب مع احتياجات إدارة بايدن، التي أمرت مايو الماضي أجهزة الاستخبارات بمضاعفة الجهود للتحقيق في ما إذا كان فيروس كورونا قد سرب من مختبر بمدينة ووهان. أكيد أن هذا ليس بصدفة.
من المعروف أن تتبع أصل الفيروس مسألة علمية، لكن أميركا قد سيستها. لقد قلت هذا الكلام مرات عديدة، ومنذ سنة ونصف، قمت بمداخلات كثيرة مع قناة بي بي سي عربي والعربية والحرة الأميركية وسكاي نيوز عربية، قلت نفس الكلام، وانتقدت أمريكا على خلفية تسييس مسألة الفيروس، ورفضت ربط الفيروس بالصين وكافحت العنصرية.
حتى اليوم، ما زلنا نعاني من تسييس مسألة البحث عن أصل كورونا، علينا أن نقول لا لتسييسها، ونقف إلى جانب العلم، وإلا لن نتمكن من تجنب اللبس بين الحق والباطل