شبكة طريق الحرير الإخبارية/
مصدر: سي جي تي إن العربية/
بقلم: د. سامي أبو عاصي، أستاذ وباحث في جامعة الدراسات الدولية في بكين.
تشير المصادر التاريخية على إن التواصل ما بين الحضارتين العربية والصينية تعود جذوره إلى حقبة أسرة تانغ الصينية والتي حكمت ما بين عامي 618-906. ومنذ تلك اللحظة أخذت هذه العلاقة تأخذ شكل الأدوار التكاملية، والتفاعلية، والاستفادة المتبادلة.
ولعل السجلات الصينية توثق لنا إن حاملي الثقافة العربية الذين طرقوا أبواب الصين، قد انخرطوا في المجتمع الصيني، ومنهم شمس الدين عمر والذي انتدب لإدارة مقاطعة يونان جنوب الصين، وترك أثراً كبيراً في نفوس من عرفوه. مروراً بما حملته رحلة ابن بطوطة إلى الصين وما حملته من غنى في المعلومات عن تلك الحقبة الزمنية.
وعلى مدار القرون الماضية سعى كِلا الجانبين لأن تسير هذه العلاقة بخطى ثابتة نحو الأمام في ظل الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة. واليوم تشهد العلاقات العربية- الصينية فصلاً جديداً في ظل التحولات العالمية، والتي تُبشر بميلاد عالم جديد تسوده التعددية القطبية وتنتفي فيه الهيمنة الغربية، وتبرز في سمائه ألوان الثقافتين العربية والصينية.
إننا نتطلع لعقد الدورة الثالثة للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب، والتي يتضمن جدول أعمالها ندوات وحلقات نقاش وزيارات ميدانية، وذلك بهدف الفهم العميق للتجربة الصينية ولتوحيد الجهود لبناء مستقبل مشترك يحترم التنوع والاختلاف ويحقق السلام ويزرع الأمل في نفوس الشباب بأن الغد سيكون أفضل، وإن الحوار بين الجانبين المعمق والدائم هو السبيل الوحيد لحل الخلافات.
ولكي يكون لهذا المنتدى دوراً أكبر في تحقيق ذلك، فإننا نرى بإن وضع هيكلية تنظيميه له تجعله ذات فاعلية مضمونة وذات مردود إيجابي لكلا الطرفين.
*ملاحظة المحرر: يعكس هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس بالضرورة رأي قناة CGTN العربية.