إذاعة الصين الدولية أونلاين/
قرر القاضي الفيدرالي كارل نيكولس بالمحكمة الجزئية الأمريكية لمنطقة كولومبيا في واشنطن مساء يوم الأحد (27 سبتمبر) وقف الحظر الذي فرضته وزارة التجارة الأمريكية على تطبيق “تيك توك” الشهير لمشاركة الفيديوهات، قبل أربع ساعات من بدء سريان الحظر المثير للجدل، ولكنه احتفظ بالبنود المنصوصة في الحظر حول منع تقديم مزودي خدمة الإنترنت الأمريكيين خدمات ل”تيك توك” ابتداء من 12 نوفمبر المقبل.وكما قال العديد من المحللين، رغم أن الحكومة الأمريكية ادعت بأن تيك توك “أساء” استخدام معلومات المستخدمين، غير أنه وحتى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ليست لها أي دليل يثبت أن الحكومة الصينية حصلت على معلومات المستخدمين من “تيك توك”، ولكنها ما زالت تتهم تيك توك بأنه”يضر بالأمن القومي الأمريكي”، ومن ثم استخدمت سلطة الدولة لفرض حصار عليه وإجباره على بيع أعماله في الولايات المتحدة.
لاحظ الناس أنه في جلسة المحكمة صباح يوم الاحد، قال القاضي نيكولس عند تعليقه على الأمر التنفيذي، “كان هذا قرارًا من جانب واحد إلى حد كبير، ولم يكن لدى المدعي الكثير من الفرص للتحدث”.
مع مثل هذا التقييم، ما الذي تعتقده الحكومة الأمريكية؟ تستمر في ادعاء العدالة وسيادة القانون، لكن الأمر التنفيذي للرئيس لا يعتمد على الحقائق ويوضح أن قادة الدولة يمارسون السلطة ليس لخدمة الشعب، بل للسعي لتحقيق مصلحتهم السياسية الذاتية. هذه “الأوامر الإدارية” هي دليل قوي على إساءة استخدامهم لسلطة الدولة. في هذا الصدد، قال قطب الإعلام الأمريكي باري ديلر بصراحة إن تعامل الحكومة الأمريكية مع “تيك توك” غير معقول تمامًا على أي مستوى، “الأمر برمته هراء في هراء”.
وقال أيضا إن هذا الأمر تحول الآن إلى لعب سخيف، وهو خطأ سياسي بالكامل.من منظور طويل الأجل، لن يؤدي قمع الحكومة الأمريكية للشركات الصينية إلى تعطيل نظام السوق بشدة فحسب، بل سيضر بسمعة الشركات الأمريكية في المنافسة الدولية وإعاقة التطور التكنولوجي العالمي أيضا. حذرت منظمة “نيت تشاويس” من أن حظر الحكومة الأمريكية قد “يوفر أسبابًا جديدة للحكومات الأخرى لمنع شركات التكنولوجيا الأمريكية من دخول الأسواق الخارجية”. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فسيؤدي ذلك فقط إلى تسخين الحمائية وخلق المزيد من العقبات أمام الانتعاش الاقتصادي العالمي.
على الرغم من أن قرار المحكمة الفيدرالية منح تيك توك مهلة قصيرة، فمن المؤكد أن اللعبة التالية ستكون أكثر تعقيدًا وصعوبة. يجب أن تكون الولايات المتحدة واضحة: بصفتها دولة كبيرة ومتقدمة دائمًا، لن تستسلم الصين أبدًا لأي تهديدات وترهيب، وستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية بحزم. وفي مواجهة مواجهة سيل التاريخ، فإن الحمائية والهيمنة محكوم عليهما بالفشل.