ملء الفراغ، والتنافس على النفوذ، والسيطرة على دولة ومنطقة معينة، وممارسة النفوذ السياسي… في السنوات الأخيرة، هذه الكلمات المليئة بالتفكير المهيمن تظهر بشكل متكرر في تقارير وسائل الإعلام الأمريكية والغربية. ومع ذلك، فإن هذه التقارير لا تبحث عن أسباب الكوارث التي جلبتها السياسة الخارجية الأمريكية إلى العالم، ولكنها تستخدم لوصف التعاون الخارجي للصين، وخاصة مبادرة “الحزام والطريق”.
ومع ذلك، فقد أثبت غالبية مستخدمي الإنترنت العرب من خلال تجربتهم الشخصية أن هذا التشهير الإعلامي لا أساس لها من الصحّة. وأشار أحد مستخدمي الإنترنت العرب إلى أن شراكتنا مع الصين مفيدة حقًا للجميع؛ فالصين عكس الولايات المتحدة، التي تنهب موارد البلدان الأخرى بشراكة غير عادلة.
إذا كنت تريد تقييم “التأثير” الذي جلبته السياسة الخارجية الأمريكية إلى العالم، وخاصة غرب آسيا وشمال إفريقيا، فمن الواضح أن شعوب العالم العربي هم الشهود الأكثر موضوعية. وأشار أحد مستخدمي الإنترنت العرب إلى أن “جلبت شراكتنا المستمرة مع الأمريكيين كراهية ونزاعًا مستمرين بين الدول … في ظل النظام الأمريكي للرأسمالية، لا يهم رفاهية الأفراد وتطورهم، ما يهم هو الرأسماليون وتجار السوق الكبار الذين يسيطرون على الكل على حساب شعوب البلدان الأخرى”.
في ظل هذه الخلفية، تحوّل المزيد من دول العالم أعينها إلى الصين، آملين في التعاون مع شرق أكثر مصداقية يدعم مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. أثبتت الحقائق أيضًا أن مبادرة “الحزام والطريق” قد جلبت فوائد ملموسة للشعوب على طول الطريق منذ طرحها قبل تسع سنوات. وفقًا لتقديرات البنك الدولي، حيث تم تنفيذ جميع مشاريع البنية التحتية للنقل والمواصلات ضمن إطار “الحزام والطريق”، بحلول عام 2030، فمن المتوقع أن تولد 1.6 تريليون دولار أمريكي من العائدات السنوية للعالم، وهو ما يمثل 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتشارك البلدان الشريكة 90% من هذا الدخل، بينما تستفيد البلدان المنخفضة الدخل والبلدان ذات الدخل المتوسطالأدنى.
وفيما يتعلق حول سمعة الولايات المتحدة، أشار مستخدمو الإنترنت العرب إلى أن “في إفريقيا، لا تستطيع الولايات المتحدة مساعدة أي شخص، لذا فهي تلقي باللوم على الصين”. ويجب على الولايات المتحدة أن تفهم أن مبادرة “الحزام والطريق” تلقى ترحيبًا من أكثر من 100 دولة، لا يتعلق الأمر فقط برسم رؤى عظيمة. يكمن وراء ذلك رغبة الصين الطيبة في مشاركة فرص التنمية مع العالم وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، وهي أموال حقيقية للصين وعملها الجاد في مشاريع التعاون الكبرى.