CGTN العربية/
عندما سجلت إحصائيات الوباء في الهند أرقاما قياسية عالمية يومًا بعد يوم، وبعد إعلان دول من بينها الصين وروسيا وباكستان مساعداتها لنيودلهي في مكافحة الوباء، أعلنت الولايات المتحدة التي تباهت دائما بـ “العلاقات بين الولايات المتحدة والهند في منطقة المحيطين الهندي والهادئ” تقديم المساعدات إليها أخيرًا.
غالبًا ما تكون الكارثة هي اختبار لمدينة أو حتى دولة. لقد حطم الوباء بلا رحمة حلم الهند في أن تكون قوة عظمى، كما قوض العلاقة بين الولايات المتحدة والهند التي روجت لها إدارة بايدن باعتبارها “واحدة من الشراكات المهمة في القرن الحادي والعشرين”.
في يوم الـ 25 من الشهر الجاري، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن إن الولايات المتحدة ستوفر الإمدادات الطبية للهند. ومع ذلك، بالمقارنة مع الكارثة الإنسانية في الهند، ما مدى صدق ما يسمى بـ “المساعدة الأمريكية”؟
أولا، تم تقديم هذه المساعدة الأمريكية المتأخرة على مضض. إنها لفتة يتعين على الولايات المتحدة القيام بها تحت ضغط الرأي العام الدولي. بإلقاء نظرة فاحصة على العناصر المدرجة في قائمة المساعدة الأمريكية، بما في ذلك المواد الخام لإنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد وأدوية العلاج ومجموعات التشخيص السريع وأجهزة التنفس الصناعي ومعدات الحماية الطبية، لا يوجد شيئا “إضافي” مقارنة بالمواد التي وعدت بها دول أخرى لدعم الهند”.
في مدينة مومباي الهندية، يستعد الطاقم الطبي لتطعيم الناس بلقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد.
ثانياً، هذه المساعدات الأمريكية كانت بخيلة جداً. فيما يتعلق باللقاحات والمواد الخام الأساسية للقاحات التي تهتم الهند بشدة بالحصول عليها، لم تعبر الولايات المتحدة عن تخفيف حظر الصادرات. وفقا للتقارير، تم تطعيم العديد من الأمريكيين، وقد تراكمت لدى الولايات المتحدة أكثر من 20 مليون جرعة من مخزون لقاح “أسترازينيكا” ووقعت اتفاقية شراء لقاح لا تقل عن 300 مليون جرعة. ومن المتوقع أن يكون هناك فائض من اللقاحات المحلية في الولايات المتحدة بعد مايو. في ظل هذه الظروف، لم تذكر مساعدة البيت الأبيض للهند هذه المرة أنها ستوفر لقاحات “أسترازينيكا” الفائضة للهند.
في النهاية، كانت هذه المساعدة الأمريكية نفاقا. أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم المزيد من الأموال لمصنعي اللقاحات الهندية لزيادة طاقتهم الإنتاجية، والهدف هو إنتاج 10 مليارات جرعة من اللقاح بحلول نهاية عام 2022. بالنسبة لأزمة الهند الحالية، فإن مثل هذه “المساعدة” هي في الحقيقة كوب ماء لا يطفئ النار في عربة قشّ.
في قمة افتراضية بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، تعهدت الهند بتحمل مسؤولية مصنعي اللقاحات لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وإعطاء الأولوية للولايات المتحدة. في غضون بضعة أشهر فقط، تحولت الهند من “المنقذ” إلى “المصاب”، وأصبحت في ورطة لا يمكنها التغلب عليها بمفردها، يمكن ملاحظة أن الولايات المتحدة ليست صادقة بما يكفي مع حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.