مارينا كالتسوفا

مؤخراُ، اجتمع ممثلو “المثلت المتضامن” روسيا والصين وباكستان، وممثل أمريكا، للاعراب عن احترامهم لسيادة دولة أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها، وناقشوا سبُل مساعدة الشعب الأفغاني في تحقيق سلام دائم، مما سينعكس مباشرة على سلام وسط آسيا..

هذا الاجتماع لم يأتِ من فراغ، فبكين وموسكو وإسلام اباد، تربطها علاقات جيدة للغاية في كل المجالات، إضافة الى مشاريع عالمية الابعاد بنتها وتبنيها الصين في الباكستان، تؤكد على أهمية حمايتها بما يضمن انعكاساتها الاقتصادية السلمية على شعب هذه الدولة وشعوب آسيا، وعلى العملية الجماعية للامن الجماعي في آسيا الذي تقوده الدول الاسيوية الثلاث. منذ فترة طويلة انتهت الحروب في افغانستان، وبالتنسيق ما بين الصين وروسيا يتم ضمان الامن الجماعي لدول آسيا المركزية، برغم نيّة دول كبرى تقع خارج القارة، تثوير العناصر الخارجية التي يتم تهريبها الى وسط آسيا، لتعمل على توتير الاوضاع وخلخلة البُنى الاجتماعية للدول الاسيوية، لكن هذه المحاولات مآلها إلى الفشل. ترى الأطراف الرئيسية في آسيا بأن إنهاء بقايا وذيول “الحروب الأفغانية” وتحقيق السلام الدائم، هو ضرورة ومطلب عالمي وصادق للشعب الأفغاني وأصدقاء افغانستان، وفقاً لما ورد في بيان مشترك صدر بعد جلسة لجنة التشاور الرباعية الثانية حول القضية الأفغانية في موسكو مؤخراً.

من المهم بالطبع ان تشارك واشنطن في ضمان الامن في افغانستان، فلديها وسائل يمكن ان تنجذب للاتجاه المضاد لهذه العملية الانسانية، لذلك، من الاهمية بمكان الحفاظ على تواصل مختلف الدول فيما يخص ضمان الامن الجماعي في وسط آسيا، لتفويت الفرص على مروجي الحروب والافيون والنهب الاستعماري من الوصول الى مبتغاهم العسكري – الاقتصادي لنهب افغانستان وما يحيط بها من دول سئمت شعوبها الحروب والويلات وتريد العيش في سلام وازدهار، ولهذا تسعى قوى داخلية في افغانستان الى التفاهم للوصول الى هذه الحالة السلمية المُستدامة، التي تنعكس ايجاباً على مختلف شرائح شعب افغانستان، وما وراء افغانستان من دول وشعوب.

والمهم الان، ان تعمل روسيا والصين بقوى مضاعفة، لتفويت الفرص على مروجي الحروب في افغانستان، التي ستمر فيها قوافل مُعصرنة لمبادرة الحزام والطريق الصينية الجبارة، ومنها ستتوجه الى غرب آسيا والدول العربية، ثم نحو قارات أخرى عديدة، وهنا تلعب التوافقات الدولية التي تم التوصل اليها بين الصين وروسيا والولايات المتحدة في موسكو، يوم 25 إبريل 2019، دوراً رئيسياً في نشر السلام والهدوء في افغانستان ومن حولها، مما سيفضي إلى الانتصار للسلام العالمي.

#مارينا_كالتسوفا: كاتبة ومهتمة بشؤون الصين في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب أصدقاء (وحُلفاء) الصين.