CGTN العربية/

لطالما كان الغذاء قضية رئيسية تأرق العالم. ومنذ بداية تفشي فيروس كورونا الجديد، شهد سوق الأغذية الدولي تقلبات كبيرة، إلى جانب تأثير وباء الجراد وتغيرات الطقس وعوامل أخرى، ما يجعل الأمن الغذائي العالمي ومشاكل نقص الأغذية أكثر خطورة. في الآونة الأخيرة، أصدر تقرير بحثي للأمم المتحدة تحذيرا مبكرا من أن ما مجموعه 25 دولة قد تواجه مخاطر الجوع الشديد هذا العام، وأن العالم على وشك مواجهة أسوأ أزمة غذائية منذ 50 عاما على أقل تقدير.

تراكم العوامل المتعددة، قد يضع العديد من البلدان في مواجهة أزمة غذائية

وباء فيروس كورونا الجديد، وباء الجراد، والأعاصير، وحرائق الغابات … مختلف بلدان العالم تواجه أزمات غير مسبوقة.

في الـ 13 من يوليو الماضي، أظهر “بيان الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2020” الصادر عن الوكالات الخمس التابعة للأمم المتحدة أن عدد من يعانون من الجوع حول العالم سيزيد 130 مليون جائع هذا العام، وأن هناك 690 مليون شخص حول العالم يعانون من الجوع.

سلسلة الإمدادات الغذائية العالمية تواجه ضغوطا هائلة

أدى تفشي فيروس كورونا الجديد إلى انخفاض كبير في معدل إنتاج البلدان المنتجة للحبوب، وبدأت بعض البلدان المصدرة للحبوب في تقييد صادرات الحبوب بسبب مخاوفها الأمنية الخاصة. كانت فيتنام وروسيا وتايلاند وصربيا ودول أخرى قد أعلنت حظر أو تباطؤ في صادرات الحبوب، ما أدى إلى تعطيل النظام الدولي لاستيراد الحبوب وتصديرها.

وفي الوقت نفسه، أعلنت العديد من البلدان المستوردة للأغذية أن احتياطياتها توشك على النفاذ. على سبيل المثال، في الفلبين، يتم استيراد معظم إمدادات الأرز المحلية من فيتنام. وتسببت القيود التي فرضتها فيتنام على تصدير الأرز في مخاوف بشأن إمدادات الغذاء في الفلبين.

هل سيتأثر المواطن الصيني بذلك؟

“طالما تمتلك غذائك في يدك، لا داعي للقلق.” إن الصين واثقة من قدرتها على تحقيق أمنها الغذائي.

أولا، إنتاج الحبوب في الصين

تجاوز إجمالي معدل إنتاج الحبوب في الصين 550 مليون طن في عام 2010، وتجاوز 600 مليون طن في عام 2012، ووصل إلى 660 مليون طن في عام 2015، واستقر فوق 650 مليون طن لمدة أربع سنوات متتالية. وبلغ إنتاجها في عام 2018 ما يقرب من 660 مليون طن، ما يقرب من ست أضعاف الـ 110 مليون طن (إجمالي الإنتاج في عام 1949)، فشهد معدل زيادة إنتاج الحبوب نموا مستقرا بشكل كبير.

ثانيا، معدل الاكتفاء الذاتي من الغذاء آخذ في الارتفاع

خذ على سبيل المثال الحصص الغذائية الرئيسية الثلاثة في الصين – الأرز والقمح والذرة، فمعدل الاكتفاء الذاتي المحلي للحصص الثلاثة يزيد عن 97%. بصفتها “أكبر مستورد للحبوب في العالم”، مقارنة بالأرز والقمح، فإن واردات الصين الحقيقية من الحبوب هي في الأساس فول الصويا والحبوب الخشنة، حيث يتم استيراد أكثر من 100 مليون طن من الحبوب كل عام. أما واردات الأرز والقمح فهي بشكل عام تتراوح بين 2 و4 مليون طن، وهو ما يمثل 1% إلى 2 % من إجمالي الاستهلاك المحلي.

ثالثا، الاحتياطيات الغذائية للصين

في عام 2018، كان هناك ما مجموعه 670 مليون طن من مستودعات الحبوب القياسية و240 مليون طن من المستودعات البسيطة في جميع أنحاء البلاد، وقد زاد إجمالي سعة المستودعات الفعالة بنسبة 31.9% مقارنة بعام 1996. تبلغ السعة الإجمالية لخزانات زيت الطعام 28 مليون طن، بزيادة 7 أضعاف عن عام 1996. فالقدرة على تخزين الحبوب بأمان آخذة في الزيادة.

وفيما يتعلق بقضية الأمن الغذائي المحتملة هذه، قال يوان لونغ بينغ إن الصين قادرة تماما على تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الغذاء ولن يكون هناك “نقص في الموارد الغذائية”، ولكن هذا الوباء العالمي دق ناقوس الخطر لكيفية الحفاظ على الأمن الغذائي.