صحيفة الشعب اليومية اونلاين/
جلب تفشي وباء الالتهاب الرئوي، النادر حدوثه، أزمات ومتغيرات ضخمة للصين والعالم في عام 2020. ويتطلب حل هذه الأزمة حكمة كبيرة.
منذ تفشي الوباء، قامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بقيادة الأمين العام شي جين بينغ بمراجعة الوضع عن كثب، واستخدمت في ذلك التصميم العلمي، والمشاعر الصادقة التي تضع الشعب وحياة الشعب في المقام الأول، وقامت بتنسيق الأوضاع المحلية والدولية، وأعطت الحلول الصينية للأزمة.
استخدام القوى الوطنية في محاربة الوباء الخطير
عندما جاء الوباء بشكل مفاجئ، كانت الصين بصدد الدخول إلى عام بناء مجتمع رغيد الحياة من جميع النواحي، وإتمام الخطة الخمسية الثالثة عشر. خلال مواجهة فيروس لم يسبق له مثيل من قبل، وفي حالة طارئة ومعقدة، قامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على جناح السرعة بصياغة استراتيجية علمية شاملة لبدء حرب شعبية وعامة، وحرب مقاومة لأجل الوقاية من الوباء والسيطرة عليه.
تم إعداد العدة والعتاد، وكأن كل شيء كان مخططا له من قبل. أصبحت منهجية التخطيط الشامل استراتيجية ناجحة للصين في مواجهة الوباء.
فقط من خلال القيادة الموحدة، تم التنسيق بين كل الوحدات في جميع أنحاء البلاد. شدد شي جين بينغ على أن العمل العلاجي يجب أن “يركز على المرضى والخبراء والموارد والعلاج …” “يجب على لجان الحزب على جميع المستويات أن تحكم على الوضع من منطلق علمي، وتفهم بدقة الوباء، وتسعى نحو توحيد القيادة، وتوحيد الجهود”. يوم 23 يناير، تم “إغلاق ووهان”. في ليلة رأس السنة الجديدة حسب التقويم القمري الصيني، تم البدء في إنشاء مستشفى هوشنشان، وتم الانتهاء منه ووضعه قيد الاستخدام في غضون 10 أيام. قام 42600 موظف في المجال طبي بارتداء ملابسهم البيضاء وانطلقوا نحو عملهم؛ تم تحويل 16 صالة للألعاب الرياضية ومراكز المؤتمرات والمعارض في ووهان، وما إلى ذلك على وجه السرعة إلى مستشفيات مؤقتة. وخلال تعليقه على الإجراءات المتخذة من الحكومة الصينية في مجابهة الوباء، تنهد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرسوس، وقال: “لم أر قط مثل هذه التعبئة في حياتي”.
فقط من خلال الجهود المركزة يمكن للعلم أن يقوم بدوره في مكافحة الوباء. شدد شي جين بينغ على أن الوقاية من الوباء ومكافحته يجب أن تكون من خلال “الكشف المبكر والإبلاغ المبكر والعزل المبكر والعلاج المبكر”. السرعة في الإنجاز هي العامل الأساسي لأجل كبح جماح الفيروس ووقف انتشاره . قامت الصين بتحديد أصل المرض في غضون 8 أيام؛ وانتهت من عملية تحسين مجموعة الكشف في غضون 16 يومًا، وزادت عدد مرات الكشف عن الحمض النووي من 300 إلى 20000 نسخة يوميًا. كما قامت بحشد أفراد المجتمع في جميع أنحاء هوبي والقيام بعمليات التحقيق داخل البيوت؛ كما تم استخدام البيانات الكلية والبيانات الصحية على الهواتف المحمولة وغيرها من أساليب التكنولوجيا الفائقة في جميع أنحاء البلاد لتتبع وتحديد جهات الاتصال الوثيقة بدقة؛ من نشرات الأخبار إلى الحملات التحسيسية في القرى، تغطي الدعاية المعرفية للوقاية من الأوبئة كل ركن من أركان الصين؛ غسل الأيدي بشكل متكرر، وارتداء الأقنعة بشكل مستمر، وعدم التجمع والتجمهر، أصبحت كلها عادات يومية للوقاية من الأوبئة لجميع الناس في جميع أنحاء البلاد.
التخطيط الشامل هو الذي مكننا من كسب المعركة المزدوجة المتمثلة في الوقاية من الوباء ومكافحته والتنمية الاقتصادية.
بعد تفشي المرض، وفي الوقت الذي يتم فيه إنقاذ الأرواح، قامت الصين بعمل جبار يتمثل في “طرق الاستقرار الستة”، ونفذت بالكامل مهمة “الضمانات الستة”، وقامت بتنسيق الجهود في سبيل الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على النحو المنشود.
يوم 24 فبراير، قالت مجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية بأن الصين”اتخذت إجراءات صارمة لتجنب إصابة مئات الآلاف من الناس”.يوم 8 أبريل، أعيد فتح مدينة ووهان بشكل كامل. يوم 2 مايو، رفعت 31 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم وبلدية في جميع أنحاء البلاد استجابة المستوى الأول للوباء. في 16 يوليو، أعلن المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع الثاني قد ارتفع بنسبة 3.2٪ على أساس سنوي. وعلقت وسائل الإعلام الأجنبية على أن الانتعاش الاقتصادي للصين كان أول ما يكون “عائدًا” ناتجًا عن التبني المبكر لإجراءات الوقاية والسيطرة الصارمة وسياسات التحفيز المعتدلة.
توحيد كل الناس على مبدأ “الحياة في المقام الأول”
الحياة في المقام الأول هي القيمة الأساسية في مكافحة الصين للوباء. مصلحة الناس في المقام الأول هي الفلسفة الحاكمة الثابتة للحزب الشيوعي الصيني. أشار شي جين بينغ إلى أنه “يجب أن نضع سلامة حياة الناس وصحتهم في المقام الأول”. “قيمة الحياة أهم من أي شيئ . الوباء أمر حتمي، والوقاية من الوباء والسيطرة عليه هي مسؤوليتنا”.
من أجل إنقاذ أرواح الناس، لم تدخر الصين أي جهد لعلاج المرضى بغض النظر عن أعمارهم، سواء أكانوا أغنياء أم فقراء. إلى حد 22 مايو، نجحت هوبي في علاج أكثر من 3600 مريض من مرضى كوفيد-19 الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا، وبذلك بلغ معدل نجاح العلاج للمرضى الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا في ووهان ما يقرب من 70 ٪. كشفت الإدارة الوطنية للأمن الطبي أن نصيب الفرد من النفقات الطبية للمرضى الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس في المستشفى كان 21500 يوان، فيما تجاوزت نفقات المرضى ذوي الحالات الخطيرة 150 ألف يوان.باستثناء بعض المبالغ المستردة عن طريق التأمين الطبي، تم دفع الرسوم الباقية من قبل الدولة.
الاعتماد على الناس ووعيهم هو السلاح السحري للحزب الشيوعي الصيني في قيادة الصين إلى النصر ضد الوباء. وقد أكد شي جين بينغ بأن “الاعتماد بشكل وثيق على الناس هو مفتاح الفوز في المعركة ضد الوباء”.
في وقت الشدائد، تظهر معادن الناس. أثبت 1.4 مليار صيني أنهم أبطال حقيقيون في مكافحة الوباء. في قوانغدونغ، ركب تشونغ نانشان البالغ من العمر 84 عامًا في عربة تناول الطعام في القطار العالي السرعة وهرع إلى ووهان. في تشجيانغ، تعرف زوجان من الطاقم الطبي في ووهان، لم ير أحدهما الآخر لأكثر من بضعة أيام، على بعضهما البعض من خلال النظر في العيون في ممر المستشفى، وتعانقا لوقت وجيز، ثم انصرف كل منهما إلى موقع عمله. في بكين، يقطع مسلم الوجبات الجاهزة قاو جيشاو أكثر من 100 كيلومتر في اليوم ، وذلك لإيصال الاحتياجات الملحة للعديد من العائلات.
من أكثر من 4 ملايين عامل مجتمعي في المناطق الحضرية والريفية في جميع أنحاء البلاد إلى كل مواطن عادي يعيش طواعية في المنزل، تقدم كل خلية في المجتمع الصيني تضحيات من أجل صحة وسلامة المجتمع بأسره، وذلك مقابل ضمان الحق في الحياة والحق في التنمية للمزيد من الناس.
قال ليو هواوين، المدير التنفيذي لمركز أبحاث حقوق الإنسان بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن “الأمة الصينية لديها تقاليد مميزة من الوحدة وإحساس عميق بالأسرة والدولة، بحيث يمكن مراقبة تدابير الحرب على الوباء وتنفيذها بشكل جيد”. مشيرا إلى أن المفاهيم الجماعية لحقوق الإنسان هي سبب مهم لفعالية تدابير الرقابة.
التغلب على الصعوبات من خلال تنفيذ “مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”
حدث هذا الوباء الخطير فى عصر يشهد فيه العالم تغييرات كبيرة. فأين يكمن الحل يا ترى؟ قام شي جين بينغ بإعطاء الحل، وقال: “التضامن والتعاون هما أقوى الأسلحة لهزيمة الوباء الذي يمس سلامة جميع شعوب العالم.”
في النصف الأول من عام 2020 ، قام الرئيس شي جين بينغ بإجراء محادثات مع 9 من قادة الدول والمنظمات الدولية، و60 مكالمة هاتفية مع السياسيين الأجانب ورؤساء المنظمات الدولية، وحضر القمة الخاصة لقادة مجموعة العشرين حول كوفيد-19 والدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية التي أقيمت عن بعد عبر تقنية الفيديو. واستضاف اجتماع القمة الخاصة بشأن الوحدة الصينية الأفريقية ضد الفيروس. في مناسبات مختلفة، أوضح شي جين بينغ مرارًا وتكرارًا خطة الصين لبناء ” مجتمع يتمتع بصحة مشتركة للبشرية ” ، ما يعتبر إجماعا قيما للبشرية للتغلب على الوباء.
قال روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة كون في الولايات المتحدة ، إنه في هذه الحقبة المضطربة، يعتبر التبصر أمرا على غاية الأهمية، إن مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية هو مفهوم بعيد النظر وعميق. في الوقت الذي تكافح فيه البلدان الوباء،”فإن هذا المفهوم وفّر طريقة جديدة للتفكير التى كان العالم في أمس الحاجة إلىها ونقل أملا كبيرا”.
تمارس الصين مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية من خلال إجراءات عملية. إلى حد نهاية شهر مايو، قامت الصين بمشاركة تجربتها وخططها للوقاية من الوباء ومكافحته، إضافة إلى برامج التشخيص والعلاج مع 180 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية وإقليمية. وأرسلت على التوالي فرقًا من الخبراء الطبيين إلى البلدان ذات الاحتياجات العاجلة، كما أرسلت الخبراء الطبيين إلى ما يقرب من 150 دولة و 4 منظمات دولية. كما تقوم الصين ببذل كل جهودها لتسهيل شراء الإمدادات والمعدات الطبية من قبل البلدان الثانية …
تمسكا بمفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، أظهرت الدبلوماسية الصينية تصميمًا استراتيجيًا قويًا. خلال التعامل مع العلاقات الدولية في ظل الوباء، التزمت الصين دائمًا بالتعددية وشددت على الموقف الأساسي للمنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية في نظام إدارة الصحة العامة العالمي في الاستجابة للوباء. أخطرت الصين على الفور منظمة الصحة العالمية والدول ذات الصلة بالوضع الوبائي، وأصدرت التسلسل الجيني للفيروس في وقت قياسي، وشاركت تجربة الوقاية والسيطرة والعلاج مع جميع الأطراف دون أي تحفظ.
لا يميز الفيروس بين الأجناس والحدود بين الدول، وطالما لم يتم حل الوضع الوبائي في دولة ما، فإنه سيظل يشكل تهديدًا للدول الأخرى. في مواجهة وصم الفيروس وتسييس الوباء، تواصل الصين الرد الصارم على الشائعات والاستجابة القوية لمنع انتشار الوباء.
وقال وانغ لي، مدير مركز أبحاث تعاون بريكس في جامعة بكين للمعلمين، إن “التسييس جعل الوباء في الولايات المتحدة ودول أخرى أكثر حدة وسرع من تدهور الوباء العالمي. إن رد الصين الصارم على الشائعات هو التمييز بين الصواب والخطأ، وحشد القوى من أجل الحرب العالمية ضد الوباء”. .
أثبت كوفيد-19 مرة أخرى أن البشرية كلها ذات مجتمع مصير مشترك. هذه الخطة الصينية، التي تتجاوز لعبة محصلتها صفرية وقانون الغاب، تتألق بالحكمة الصينية في الانسجام رغم الاختلاف، كما أنها تظهر تحمل الصين مسؤوليها للتضامن مع الدول الأخرى ومساعدتها خلال العواصف والضغوط التي سبّبها الوباء.