في عالم اليوم، تواجه البشرية ثلاث أزمات عالمية كبرى في مجال البيئة: تغير المناخ والتلوث البيئي وفقدان التنوع البيولوجي. في العقود الأخيرة، أدى النمو السريع للاقتصاد العالمي وعملية التصنيع إلى فقدان مرعب للتنوع البيولوجي.
وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2019، فإن مليون جنس من الكائنات من أصل 8 ملايين جنس في العالم باتت مهددة بالانقراض بسبب الأنشطة البشرية.
منذ ظهور الكائنات الحية على كوكب الأرض، لم يتوقف انقراض الأجناس القديمة وظهور الأجناس الجديدة. يعتقد العلماء عموما أن هناك خمسة انقراضات جماعية في السجل الجيولوجي، حدث الخامس منها في العصر الطباشيري قبل 66 مليون سنة، ومسح من وجه الأرض 80% من الأجناس الحية آنذاك، خاصة الديناصورات التي عاشت على الأرض لمدة 140 مليون سنة.
حدثت الانقراضات الخمسة هذه قبل ظهور البشر، وكانت جميعها ناجمة عن الكوارث البيئية. ولكن بعد ظهور البشر، أصبح معدل انقراض الأجناس أعلى بكثير مما كان عليه قبل 10 ملايين سنة. لذلك فإن ما يثير حذرنا حقا هو انقراض أنواع الحيوانات والنباتات وفقدان التنوع البيولوجي بعد ظهور البشر، خاصة بعد الثورة الصناعية.
طرح مفهوم التنوع البيولوجي في الستينيات من القرن الماضي. يرتبط هذا التنوع ارتباطا وثيقا بإنتاج وحياة البشر، يمكن القول إنه أساس وشرايين مجتمع الحياة على الأرض.
في الوقت الحاضر، أصبحت كيفية حماية التنوع البيولوجي والحفاظ على توازن النظام الإيكولوجي واستكشاف سبل التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة أمرا ملحا. وفي هذا الصدد، تعد اتفاقية التنوع البيولوجي، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1993 أول اتفاقية عالمية تعالج قضايا التنوع البيولوجي. وانعقد الاجتماع الـ15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP-15) في أكتوبر الحالي بمدينة كونمينغ جنوبي الصين.
وفقا لأول كتاب أبيض صيني عنوانه “الحفاظ على التنوع البيولوجى فى الصين” صدر فى 8 أكتوبر، ففي الوقت الحاضر، شهد عدد الأجناس المهددة بالانقراض مثل الباندا العملاقة وطائر أبو منجل المتوج، والفيل الآسيوي في الصين تزايدا مستمرا، وازدادت مساحة الغابات لمدة 30 عاما على التوالي. ومن عام 2000 إلى 2017، جاء حوالي 25% من المساحة الخضراء الجديدة في العالم من الصين. أدرجت الصين “الحضارة الإيكولوجية” في الدستور، كما أصدرت العديد من القوانين واللوائح المتعلقة بحماية التنوع البيولوجي، بما في ذلك قانون السلامة الحيوية.
لكن القضايا العالمية مثل التنوع البيولوجي تتطلب الجهود والحوكمة المشتركة من قبل كل دول العالم. وإلا، قد تدخل الأرض، كما توقع بعض العلماء، المرحلة السادسة من الانقراض الجماعي.