Sunday 29th December 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

التعاون والكسب المشترك، ويداً بيد لإقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين والعرب

منذ 5 سنوات في 20/مايو/2020

“الحزام والطريق” فرصة لتعزيز التعاون الأستراتيجي بين الصين والدول العربية

نلتزم بالصداقة التقليدية ومبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونبذل جهوداً مشتركة لدفع علاقات التعاون الإستراتيجي بين الصين والدول العربية إلى الأمام

ـ بقلم: وو فو قوي / عبد الكريم

ـ مُستشرق وعضو مَجمع الكتاب الثقافي الصيني الدولي؛

ـ عضو مَعهد العلوم والتقاليد الصينية للثقافة الدولية؛

ـ كاتب من الصين/ وواحد من أهم الخُبراء في شؤون الشرق الأوسط.

تَضرب جذور الصداقة الصينية العربية أوتادها في أعماق التاريخ , بالتأكيد , يذهب كثير من المؤرخين الصينيين والعرب إلى أن التواصل الصيني العربي يرجع إلى زمن بعيد, حتى قبل ظهور طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري.

كان أجدادنا  يتبادلون البضائع ويتواصلون بالمعارف والتفاهم المشترك عبر طريق الحرير القديم قبل أكثر من 2000 عام، وفي القرن السابع الميلادي فتح الجانبان الطريق البحري للتبادل التجاري، ومنذ ذلك الوقت، سُوّق الحرير والخزف الصيني إلى شبه الجزيرة العربية، وشرق إفريقيا، وأوروبا. كما سوّقت التوابل واللؤلؤ العربي إلى الصين مروراً بالمحيط الهندي.

في ضوء ذلك, أكدت المكتشفات الأثرية في بلاد العرب, والمكتشفات الأثرية في أنحاء كثيرة في الصين والتي لايزال بها العديد من الشواهد التاريخية هذه الاتصالات, وقد تحدثت كتب عربية عديدة عن الصين, وأوردت السجلات التاريخية الصينية و كتب التاريخ حقائق حول هذه التبادلات.

هذا يثبت أن طريق الحرير البري وطريق التوابل البحري كانا يربطان الصين بالدول العربية منذ قديم الزمان. وكان يسير عليهما سفراء الصداقة المعروفين مثل قان بنغ و تشنغ خه وابن بطوطة.

كما يعلم الناس جميعاً, أن العلاقات الصينية العربية تميّزت عبر تاريخها الطويل بسمات خاصة, أبرزها أنها علاقات وديّة لم يشبها شائبة صراع أو خلاف جوهري، مما جعلها  نموذجاً لتنمية العلاقات الودية بين الأمم. كما أنها علاقات متواصلة عبر حقب التاريخ المختلفة, وإضافة إلى ذلك كله، هي علاقات تكاملية. فالجانبان الصيني و العربي لديهما القدرات والإمكانيات التي يفيد كل طرف بها الآخر، وتدر عليهما بمنفعة متبادلة .

في العصر الحديث, وخاصة بعد مؤتمر باندونغ للدول الآسيوية و الإفريقية, فتحت الصين و الدول العربية عهداً جديداً للتبادلات الودية، تربط بين ماضيهما المجيد ومستقبلهما المشرق.

غير أن هذه العلاقات اكتسبت في النصف الثاني من القرن العشرين وجهاً آخر, فالصين الجديدة تأسست عام 1949،  وشرعت الدول العربية تتحرر من قيود الاستعمار و الهيمنة، وعليه بدأت العلاقات الرسمية بين الدول العربية و جمهورية الصين الشعبية في مايو 1956 باعتراف جمهورية مصر العربية بالصين الجديدة, وتبع ذلك إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية و الصين,  بدليل إقامة الصين علاقات دبلوماسية مع جميع الدول العربية الـ22 بين عامي 1956 و 1990.

في خطوة جديدة للتواصل والتعاون بين الجانبين، شكّلت السنوات الـ64 الماضية فترة حيوية شهدت تطوراً عميقاً للصداقة التقليدية وتدفقاً مستمراً للتبادلات الرئسية والشعبية بين الصين والدول العربية.                

وقبيل انقلاب القرن، كان للصين علاقات دبلوماسية عربية على المستويين الثنائي والجماعي, وذلك عندما وقعت جامعة الدول العربية والصين في 24 مايو 1993 اتفاقاً لإنشاء بعثة دبلوماسية لجامعة الدول العربية في جمهورية الصين الشعبية .

 وفي القرن الحادي والعشرين خاصة اليوم, اتفقنا بالإجماع على أن العلاقات الصينية مع الدول العربية  تشهد على التماسك والحيوية والإبداع غير المسبوق، الأمر الذي يوفر فرصة مهمة للتنمية في الصين والدول العربية. تصنّف الصين و الدول العربية كدول نامية في العالم، وهذا يعزز فرص التضامن بين الجانبان الصيني والعربي، إضافة إلى تعميق إمكانات والتعاون بعزيمة لا تتزعزع، ويتكاتفان في طريق التعاون والكسب المشترك والتنمية المشتركة.

سيواصل الجانب الصيني الالتزام بمفهوم الشفافية والعملانية النشطة والحميمية والصدق ووجهة النظر الصحيحة تجاه العدالة والمنفعة والعمل مع الجانب العربي على استمداد القوة من الرصيد الغني للصداقة والثقة المتبادلة بين الصين والدول العربية، ومسايرة الزخم المزدهر للتعاون العملي بين الجانبين، بما يدفع علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين والدول العربية للتقدم على نحو أكثر عمقا وفعلية وبخطوات ثابتة ومستمرة.

 اتفقنا بالإجماع على أن التنمية والنهضة حق مستحق للدول العربية، وذلك يتطلب جهود الدول العربية وشعوبها وكذلك الدعم من المجتمع الدولي. ظل التعاون الصيني العربي، باعتباره جزءاً من التعاون الدولي مع الدول العربية، يلتزم بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والانفتاح والشمول. نأمل من الشركاء الدوليين التعلّم من بعضهم البعض وتوظيف المزايا لكل منهم وتوحيد الجهود، والمساهمة بشكل مشترك في السلام والتنمية في  الدول العربية.. في التعاون مع الدول العربية، يجب على الأطراف الدولية كافة احترام سيادة الدول العربية والإصغاء إلى آرائها والاهتمام بمواقفها والوفاء بالوعود تجاه الدول العربية.

 يشهد الزمن الحالي على مضي 64 سنة على التبادل الودي الصيني العربي, وذلك على مدى الـ64 سنة الماضية, حيث ظلت الدول العربية تحتل مكانة مهمة في الخريطة الدبلوماسية الصينية مهما كنت تغيّرات الأوضاع الدولية والإقليمية. تدعم الصين بثبات الحركات التحررية الوطنية العربية, وتدعم بثبات نضال الدول العربية في سبيل الدفاع عن السيادة الوطنية و الوحدة الترابية وصيانة الحقوق والمصالح القومية و التصدي للتدخلات الخارجية والاعتداءات, وتدعم بثبات قضايا الدول العربية في تحقيق السلام و الاستقرار وتطوير الاقتصاد الوطني و بناء مؤسسات الدولة. في المقابل, قدّمت الدول العربية دعماً قوياً ودائماً للصين في قضية تايوان وغيرها من القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية الصينية. في عام 1971, صوّتت 13 دولة عربية لصالح استعادة مقعد الصين الشرعي في الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الوقت, بات المشروع المطروح من قبل الجزائر و ألبانيا محفوراً في ذاكرة التاريخ. لغاية اليوم, أقامت الصين العلاقات الاستراتيجية مع 8 دول عربية, وانضمت 7 دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس. 

وفي المقابل، قدمت الدول العربية دعماً كبيراً للصين فيما يتعلق بمصالحها الحيوية وشواغلها الكبرى.

 وفي هذه نقطة الانطلاق الجديدة والتاريخية أشار الرئيس شي جينببينغ برؤيته الثاقية، الى أن الصين و الدول العربية شركاء في التعاون الطبيعي في بناء “الحزام والطريق” , ويجب على الجانبين التكاتف في طريقهما نحو النهضة الوطنية و تكريس روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والاستفادة والمتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. إن الخطة الطموحة التي رسمها الرئيس شي جينبينغ لتطوير العلاقات الصينية العربية تعبّر عن المفهوم العميق المتمثل في تعزيز السلام من خلال تحقيق التنمية , وتعكس موقف الصين المسؤول كدولة كبيرة .

 وقبل هذا, وبالتوازي معه، واصلت العلاقات الصينية العربية, في كافة المجالات نموها بوتيرة عالية, ويكفي أن نشير الى أنه في المجال التجاري زاد حجم التبادل التجاري بين الجانبين من 7.2 مليار دولار أمريكي عام 1997؛ الى 2664 مليار دولار عام 2019 , ووصل الى 2880 مليار دولار تقريبا عام 2020 .

في مطلع عام 2016 ، أصدرت الحكومة الصينية أول وثيقة لها بشأن سياستها تجاه الدول العربية وأصبحت هذه الوثيقة منهجاً مهماً ودليل عمل لتطوير العلاقات الصينية العربية.


وزادت روابط التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين الصينى والعربى قوة. الآن، تُعد الدول العربية أبرز شريك التعاون للصين فى مجال الطاقة، وأحد أهم الأسواق للمقاولة الهندسية والاستثمار وراء البحار.                   

وقد أصبحت الصين ثانى أكبر شريك تجاري للدول العربية ككل وأكبر شريك تجاري لـ10 دول عربية.         


وفي العامين المنصرمين، تُقارب قيمة عقود المقاولة الهندسية التى وقعتها الصين فى الدول العربية 50 مليار دولار، كما قام الجانبان بإنشاء صندوقين مشتركين للاستثمار وإطلاق مشروعات هامة فى مجالات نقل الطاقة الإنتاجية وتكرير النفط والبتروكيماويات وتشييد الموانئ والبنية التحتية.

وتعبيراً عن هذا الزخم في العلاقات الصينية العربية في ينايرعام 2016 ، ألقى فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ، كلمة خاصة بالعالم العربي وجّهت إليه، في مقر جامعة الدول العربية، أثناء جولته في تلك الدول العربية، حيث أوضح بشكل منهجي مفهوم التعاون الصيني ــ العربي للتنمية، وأعلن عن حزمة المبادرات الهامة للتعاون، الأمر الذي رسم خطة طموح لمسيرة العلاقات الصينية ــ العربية.


ويجب على الجانبين الصيني والعربى انتهاز فرصة تنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جينبينغ لبلورة التوافق والتركيز على الأفعال ومواصلة استكمال التصميم الأعلى لآليات المنتدى، بما يدفع بامتداد “الحزام والطريق” في المنطقة العربية، ويزيد الأرضية المشتركة للأمتين الصينية والعربية في مسيرتهما نحو النهضة.

كما شهدت السنوات الـ64 الماضية تنمية سريعة ومعجزة تنموية صنعها الصين و الدول العربية في طرفي القارة الأوروآسيوية. لقد أصبحت الصين محركاً مهماً لنمو الاقتصاد العالمي، فيما أصبحت الدول العربية  واحة التنمية في العالم العربي؛ كذلك كانت السنوات الـ64 الماضية شاهدة على جهود الصين و الدول العربية لاستكشاف الطرق التنموية التي تتماشى مع الظروف الوطنية وخطواتهما الصين و الدول العربية المتسارعة نحو التحديث مع الحفاظ على الاستقلالية.

لقد أصبح الصين والدول العربية صديقين مخلصين يكمّل بعضهما البعض في التنمية، وشريكين مهمين للتواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، لما لديهما من الرؤى التنموية المتقاربة والأهداف السياسية المتطابقة وروابط التعاون المتنامية.

 تتطلب المسيرة الجديدة والمهام الجديدة قادة حازمين ويتّسمون بالشجاعة. طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ  مبادرة التشارك في بناء «الحزام والطريق» أمام العالم العربي، ولاقت تجاوباً حاراً من كل الدول العربية. وتنبع مبادرة «الحزام والطريق» من تراب طريق الحرير التاريخي، وتتماشى مع حاجات الدول العربية لتنويع الاقتصاد وعملية التصنيع.

قبل 2000 سنة، سجلت الأمتان الصينية والعربية آية مبهرة للتفاهم والتواصل على طريق الحرير القديم. واليوم، يتلاقى “الحزام والطريق” الجديد على أراضي الدول العربية، وها هما يربطان طرفي قارة آسيا، ويُدخِلان التعاون الشامل الأبعاد بين الجانبين الصيني والعربي إلى مرحلة جديدة.                                                                                  

إن الجانب الصينى على استعداد للعمل مع الجانب العربى فى إطار التشارك فى بناء “الحزام والطريق” لربط البنية التحتية وتعزيز الالتحاق بين الاستراتيجيات التنموية وتدعيم التقارب الحضارى والثقافى، بما يجعل كعكة التعاون المتبادل المنفعة أكبر فأكبر، وبالتالى يشكل منبرا واسعا يساعد على تحقيق “الحلم الصينى” والنهضة للأمة العربية.                                                                                                                       

دعونا ننتهز فرصة بناء “الحزام والطريق”، ونلتزم بالصداقة التقليدية ومبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونبذل جهوداً مشتركة لدفع علاقات التعاون الإستراتيجي بين الصين والدول العربية إلى الأمام.                  

 إننا إذ نخلّد ذكرى الأجداد الذين بنوا جسراً للصداقة بين الصين و العرب، وشقّوا طريقاً للصداقة الصينية العربية, ستبقى نتذكر جميلهم بامتنان عظيم, آملين من صميم قلوبنا أن تشهد هذه الصداقة تطوراً أوسع و أعمق على أرضية جديدة, لتحقيق التعاون والكسب المشترك، ويداً بيد لإقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين والعرب.

 وكما كان عام 2019 عام انجازات كبيرة في مجال العلاقات الصينية العربية، فاننا نأمل أن يكون عام 2020 انطلاقة جديدة نحو تطور هذه العلاقات, خاصة وإنه سيشهد نجاحات جديدة.

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *