شبكة طريق الحرير الاخبارية/
منطقة قره باغ والأراضي الأذربيجانية الأخرى المحررة، طوت صفحة الحرب والآلام والمعاناة إلى رحاب السلام والإعمار والعيش المشترك وبعد انتهاء حرب “قره باغ” الثانية في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 و التي استمرت 44 يوما وتمكنت من وضع حد لسياسة احتلال الأرميني الغاشم والتي دامت قرابة 29 عامًا. ومن ثم بدأت الحكومة الأذربيجانية العمل بأقصى طاقتها من دون إضاعة أي وقت لإعادة إعمار المنطقة. وخلال فترة وجيزة شيدت المناطق السكنية والبنية التحتية التي تلبي المعايير الحديثة وفق مفهوم المدن الذكية بعد ان دمرتها الاحتلال الأرميني، وبدأت بإزالة الألغام من المنطقة لتحقيق السلام والأمن وضمان عودة النازحين الذين أجبروا على ترك أراضيهم قبل نحو 3 عقود .
وبتوجيهات من القائد الأعلى المظفر الهام علييف رئيس الجمهورية ، وبعد النصر التاريخي المعظم ، بدأت الجهات الحكومية الرسمية العمل دون تأخير ، باعادة الاعمار ،بعد حشد كل الإمكانيات المالية والفنية والموارد البشرية لذلك. وخلال زيارة الرئيس إلهام علييف والسيدة الأولى مهريبان علييفا إلى مدينة أغدام ، تم وضع حجر الأساس لمشاريع جديدة تخدم ابناء المنطقة.
حيث كانت هذه ثالث زيارة يقوم بها الرئيس المظفر علييف إلى منطقة أغدام من اجل تثبيت على ارض الواقع كافة الاحتياجات التي تهم المدينة المحررة.
حسب تصريحات الرئيس علييف بانه خلال كل زيارة جديدة له للمنطقة ، كان يرى ان المنطقة تتغير وتتطور الى الأفضل. الرئيس إلهام علييف في زيارته إلى منطقة أغدام ،الأراضي المحررة الأخرى دعا رجال الاعمال المحليين وكذلك رجال الاعمال من الأخوة الأتراك والعرب الى الاستثمار على كافة الاصعدة في المناطق المحررة , إعمار جميع المناطق المحررة من الاحتلال، وبناء المدن والقرى والبلدات، تعني وظائف جديدة مع إعادة الحياة والازدهار والسلام ودوران عجلة التنمية مع عودة ما يقرب من مليون نازح أذربيجاني لبلداتهم ومدنهم وقراهم. الأستثمار اليوم في قره باغ والمناطق المحررة الأخرى وكذلك في شرق زنغازور استثمارًا في تنمية البلد ككل في المستقبل القريب.
طبعا أذربيجان استهلت المشاريع في المناطق المحررة منذ اللحظات الاولى
لتحريرها وقد أصبحت المنطقة تبدو كأنها موقع بناء ضخم يسير فيه العمل على قدم وساق ولا يزال جارياً على تنفيذ مشاريع البنى التحتية والفوقية، إضافة إلى مشاريع اكتملت ودخلت الخدمة حديثاً مثل شق الطرقات الحديثة بين المناطق حيث تم شق طريقين جديدين نحو مدينة شوشا التاريخية العاصمة الثقافية لأذربيجان وسميت باسم “طريق النصر” ،بمشاركة شركات تركية شقيقة في هذا المشروع الضخم ,بالإضافة إلى ذلك تستمر أعمال إنشاء طريق فضولي شوشا، وكلبجر لاتشين، وفضولي هادروت والعديد من الطرق الأخرى.ويصل طول الطرق البرية التي جرى الانتهاء من إنشائها والطرق التي لا تزال قيد الإنشاء إلى 723 كم، يعمل بها أكثر من 13 ألف شخص. كما يبلغ طول الأنفاق التي جرى حفرها في المناطق المحررة 62 كم.
وكذلك تم بناء مطار مدينة فضولي الدولي أول مشروع ضخم يجري تنفيذه في المنطقة. وقد وضع الرئيس إلهام علييف حجر الأساس للمطار في 14 يناير/كانون الثاني الماضي، وجرى تنفيذه في ثمانية أشهر فقط وفق أعلى المعايير الدولية، ويوصف هذا المطار الأن بأنه بوابة قره باغ للانفتاح على العالم الخارجي وشارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاحه في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليصبح أول رئيس دولة يهبط في مطار فضولي الدولي وتعتزم السلطات ايضا بناء مطار في كل من مدينتي لاتشين وزنغيلان أيضا.
كانت قرية ” آغالي ” في منطقة زنغيلان المحررة ، أول منطقة يتم استكمال إعادة أعمارها وفق مفهوم “القرية الذكية”، ويجري بناء 200 منزل فيها حيث سيتم توطين ألف شخص حسب الخطة التي وضعتها الحكومة الأذربيجانية .
وقد بُنيت القرية بمصادر طاقة بديلة وبنظام التدفئة البيئية وأنظمة إضاءة ذكية، ومن المقرر اكتمالها بحلول نهاية العام الجاري، وبدء الإسكان بها بداية عام 2022.
وبجوار القرية قرية آغالي الذكية في زنغيلان تم البدء في مشروع الحديقة الزراعية برعاية مستثمرين المحليين ومن المستثمرين الاشقاء في تركيا . وقد وضع الرئيسان التركي والأذربيجاني حجر الأساس لحديقة دوست أغروبارك التي ستجري فيها الزراعة الذكية باستخدام التقنيات الحديثة.ويضم المشروع مساحات للزراعة ومراعي للماشية وبساتين للفاكهة. ويهدف إلى توفير فرص عمل لاكثر من 500 شخص عند اكتمال كل مراحله باستثمارات تتجاوز 100 مليون دولار تقريبا .
ويجري الان على قدم وساق في مدينة أغدام والمناطق المحرره الأخرى تطوير مشاريع لإنشاء خطوط أنابيب الغاز ، وإمدادات مياه الشرب ، والكهرباء والبنية التحتية للطرق والمواصلات و إعادة بناء السكك الحديدية إلخ للمناطق المحررة .في الوقت نفسه ، تم وضع حجر الأساس لبناء مشافي مركزية ، ومدارس لحوالي ألف طالب في قيد الإنشاء الأن. ويتم الأن أيضا بناء المجمعات السكنية للنازحين الذين تم تهجيرهم قسرا في فترة الاحتلال الأرميني .وتولي الحكومة الأذربيجانية أولوية لعودة المهاجرين إلى وطنهم وإعادة الحياة إلى المحررة في قره باغ وتسير الجهود المبذولة خلال مرحلة “العودة الكبرى” لإعادة المهاجرين إلى موطن أجدادهم، بتوجيهات من رئيس الدولة المظفر علييف نفسه وتحت إشرافه ومراقبة كافة خطواته.
على مستوى المدن، تخطط الحكومة الأذربيجانية في إعادة إعمار المدن المحررة ومنها مدينة أغدم، التي حولتها القوات الأرمينية المحتلة إلى دمار شامل، حيث ستصبح هذه المدينة حديثة يعيش فيها أكثر من 50 ألف شخص بعد 3 سنوات تقريبًا.كذلك تعتزم القيادة الحكيمة في أذربيجان القيام باستثمارات محلية ودولية مختلفة لتحويل المحافظات المحررة إلى منطقة طاقة خضراء ، وفي هذا الإطار ستعمل على إنشاء محطات طاقة رياح في كل من لاتشين وكلابجار، وطاقة شمسية في زنغيلان وجبرائيل.بهذه المناسبة تدعوا الحكومة الأذربيجانية المستثمرين من الاشقاء الاتراك وكذلك الاصدقاء العرب القدوم والاستثمار في هذه المناطق المحررة في كافة المجالات …
من المشاريع الهامة للحكومة الأذربيجانية بناء المدن الصناعية في المناطق المحررة الاخرى ،حيث سيتم بناء المدينة الصناعية في مدبنة أغدام على مساحة 190 هكتارًا ، ستحول مدينة أغدام إلى واحدة من أكثر المدن تطوراً خلال فترة وجيزة وسيضمن ذلك تطوير الصناعات الحديثة واستعادة الصناعات التقليدية للمنطقة . تتمثل الخطة الرئيسية للحكومة الأذربيجانية للتطوير المستقبلي للمناطق المحررة في تشييد المباني السكنيةوالحكومية وتوفير الوظائف وأماكن للعمل للأشخاص الذين سيعودون إلى تلك المدن والبلدات.
ومن ناحية أخرى تتواصل الحكومة في ترميم الآثار التاريخية والثقافية والدينية في جميع الأراضي المحررة ، بما في ذلك في مدينة أغدام حيث ستبدأ عملية إعادة ترميم بناء مسجد جمعة أغدام قريبا في الوقت الحاضر ، من المقرر ترميم وبناء 8 مساجد هامة في الأراضي المحررة هدمت من قبل الاحتلال الأرميني الغاشم وتقوم بتنفذ ترميم وبناء المساجد مؤسسة حيدر علييف الخيرية، وعلى نفقتها الخاصة ، من أجل مساهمة في حماية القيم الوطنية والدينية والأخلاقية للشعب الأذربيجاني .
“لؤلؤة آسيا”مدينة باكو، عاصمة أذربيجان، تدعوا رجال الأعمال والصناعيين الأتراك و العرب لتأسيس روابط وجسور اقتصادية دائمة والاستثمارات في أذربيجان وخاصة إعادة إعمار الأراضي المحررة، والسياحة والزراعة والتكنولوجيا الزراعية والصناعات الغذائية وصناعة السجاد.