شبكة طريق الحرير الإخبارية/
كتب غسان أبو هلال
انتشار الاحتلال المباشر الأوروبي في بلدان العالم العربي في الحقب المنصرمة، كان بمثابة التمهيد لقفز الأحتلال “الغربيصهيوني” صوب فلسطين.
في الوثائق الغربية نقرأ الكثير عن خطط احتلال فلسطين وأسباب ذلك استراتيجية، أولها وأهمها موقعها الجيوسياسي الذي يتوسط العالم العربي في قارتي آسيا وإفريقيا.
الهيمنة “الغربصهيونية” على فلسطين كانت معدة مسبقاً، وتم التنسيق لها بين “دول المتربول الدولية” بدقة متناهية، بحيث تم إسناد أدوار الاحتلال لعواصم استعمارية محددة، فلكل دولة كان يُعَد لها خطواتها إتجاه فلسطين، ومن فلسطين انتشر الاستعمار وتوسع، تلاه الاستعمار الفكري والسيطرة الغربية على عقول البشر (العرب)، ناهيك عن سرقة الثروات الطبيعية لموارد الارض واستغلال الناس.
عندما كانت الدولة العثمانية تجتاح دولة عربية إثر أخرى، كانت في قمة تألقها، إذ عملت على خدمة الاحتلال الصهيوني – الغربي لاهداف مرتبة سلفاً.
في أواخر من القرن الماضي، أي في السبعينيات من القرن الماضي المطوي، استقلت الدول العربية، لكن الاحتلال الصهيوني لفلسطين وانتهاك حرمة الارض الفلسطينية كان تمهيداً للسيطرة على العقول العربية، وانتهاك حرمة الأرض ولممارسة التأثير الاوسع على الانسان الفلسطيني ومحاولة قهر قواه والعمل لينسى فلسطينه لانها رسخت تاريخياً في قلب كل عربي مسلم ومسيحي روحياً وفي غير ذلك من النواحي.
سيبقى احتلال فلسطين؛ برغم القرارات الدولية لتكنيس الهيمنة عنها؛ وصمة عار على المجتمع الدولي ومجلس الامن والامم المتحدة برمتها، وهي منظمة دولية اصبحت تتنكر لمبادئها، وصارت مجرد أداة للصهيونية العالمية التي تسند الارهاب وتنظيماته. فخلال خمسة وسبعين عاماً ونيّف من الاحتلال الثابت لفلسطين، غدت أرضنا المحتلة مرتبطة رغماً عنها بقيود خلقها العالم الصهيوني والغربي.
يُعتبر الاستعمار والاحتلال أحد أوجه الوحشية، وهما وجهان لعملة واحدة، جُلّها تواصل حبك المؤامرات على عالمنا العرب. وبالرغم من هذا، يبقى الانسان الفلسطيني منغرس في وطنه، فهو صاحب الوطن وحارسه وحاميه، ولا يمكن له تناسي قضيته العادلة، وها هو يناضل يومياً ويتصدى بكل مقومات التصدي للاحتلال “الغربصهيوني” حتى تبقى القضية الفلسطينية قضية العصر والعدالة.
المحتل الصهيوني والغربي لا يرتدع ولا يتراجع ولا يتقهقر سوى في خضم استخدام لغة البارود والدم، وها هم صهاينة اليوم أضحوا ضعفاء امام مقاومة فلسطينية ضارية، وستستمر هذه المعارضة الفلسطينية المسلحة حتى تكنيس الأرض والانسان من جراثيم بني صهيون وغربييهم، وكما يقول المثل: “إنّ غداً لناظره قريب”.
و.. ستبقى فلسطين في القلب.