منذ افتتاحها قبل ثلاث سنوات، باتت منطقة لينقانغ الجديدة بالمنطقة التجريبية للتجارة الحرة في شانغهاي، محركا رئيسيا في نمو صناعات التكنولوجيا للصين وتوسيع تجارتها مع العالم، وتنفيذ أولويات الحكومة للتنمية وفتح اقتصاد البلاد أمام العصر الجديد.
شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية تفعيل دور منطقة لينقانغ الجديدة بأعلى المعايير، وأخذ زمام المبادرة في تحقيق اختراقات في مجالات رئيسية عديدة. وخلال ثلاث سنوات من افتتاحها، أصبحت المنطقة الجديدة مركزا للابتكار يربط الأسواق العالمية ويعتمد وظائف اقتصادية خاصة، لتعزيز دورها المهم في خطوط التجارة الإقليمية والعالمية.
ويعد بناء مناطق تجريبية للتجارة الحرة توجه إستراتيجيا للحكومة المركزية الصينية لتعزيز الإصلاح والانفتاح في العصر الجديد. وخلال افتتاح الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد في نوفمبر عام 2018، أعلن شي أن الصين قررت إنشاء منطقة تجريبية جديدة للتجارة الحرة بشانغهاي، للاستفادة بشكل أفضل من دور المدينة في انفتاح البلاد.
وطالب شي المنطقة الجديدة بتنفيذ انفتاح شامل وعالي المستوى بطريقة أعمق أوسع وأكثر قوة، وتنفيذ الابتكار المؤسسي المستهدف وتحسين جودة التنمية الاقتصادية.
وقال وو شياو هوا، مسؤول بالمنطقة الجديدة “طبقنا توجيهات الرئيس شي بالمنطقة الجديدة، لتعزيز الانفتاح المؤسسي وبناء نظام صناعي حديث وإنشاء مدينة مستقبلية جديدة”.
خلال السنوات الثلاث الماضية، ركزت منطقة لينقانغ الجديدة على تنمية أربع صناعات علمية أساسية وهي الدوائر المتكاملة والطب الحيوي والطيران المدني والذكاء الاصطناعي. وتم تأسيس أكثر من 300 مشروع باستثمارات إجمالية تجاوزت 420 مليار يوان (61.1 مليار دولار أمريكي).
وسيصبح مركز بحيرة ديشوي لابتكار الذكاء الاصطناعي الذي افتتح مؤخرا داخل المنطقة الجديدة، نقطة محورية لصناعة الذكاء الاصطناعي في الصين مستقبليا، مما يشجع التعاون بين العلماء ورواد الأعمال.
وقال شي جيون تونغ، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد شانغهاي لأبحاث التصنيع الذكي “تلتزم منطقة لينقانغ الجديدة بتنسيق البحث والتطوير والتطبيق الصناعي، وأدخلت سلسلة من السياسات المبتكرة ذات المعايير الدولية، بحيث يمكن تطبيق النتائج العلمية والتكنولوجية بشكل أفضل”.
تستفيد منطقة لينقانغ الجديدة من موقعها الجغرافي عند تقاطع مصب نهر اليانغتسي وخليج هانغتشو، حيث في محيط بعض أكثر الخطوط التجارية ازدحاما في العالم. ومن خلال تنمية قدراتها وبنيتها التحتية، أصبحت المنطقة قادرة على تقديم خدمات مبتكرة لصناعة الشحن للعالم.
وتقوم مجموعة CMA-CGM الفرنسية لشحن الحاويات، بتزويد سفن الحاويات بالغاز الطبيعي المسال في ميناء يانغشان داخال المنطقة الجديدة بفضل توفر الخدمات الأكثر كفاءة للتزود بالوقود. ويعد الميناء الأول في الصين والثالث في العالم الذي يقدم هذه الخدمات للسفن التي تبحر دوليا.
وركزت المنطقة الجديدة في تنمية قدراتها على دعم السلاسل الصناعية التي تشمل صناعات الشحن وإدارة السفن والخدمات البحرية وتمويل النقل البحري. ونتيجة لهذا النهج التطلعي، استقرت 12 من أكبر 50 شركة لوجستية للشحن وثلاث من أكبر 10 شركات لإدارة السفن في العالم في المنطقة الجديدة.
وخلال العام الماضي، شهد ميناء يانغشان إنتاجية للحاويات بلغت 22.813 مليون حاوية مكافئة، مما ساهم في تصنيف شانغهاي كأكبر ميناء في العالم من حيث إنتاجية الحاويات للعام الـ12 على التوالي.
وتزامنا مع بناء مركز صناعي حديث على مستوى عالمي، تقوم المنطقة الجديدة أيضا ببناء النظام المؤسسي لتحرير التجارة والاستثمار.
وبالتركيز على مجالات رئيسية تشمل تحرير الاستثمار والتجارة ورأس المال والمواصلات والعمالة، تشجع المنطقة الجديدة على الابتكار المؤسسي، وقامت بتسهيل تنمية مسارات الأعمال الجديدة العديدة، بما فيها التجارة الخارجية والتجارة الإلكترونية العابرة للحدود.
وقالت شي لين، مديرة التجارة الخارجية لإحدى الشركات بمدينة شانغهاي “قدمت المنصة في المنطقة الجديدة تسهيلات كبيرة لعملياتنا. وكنا نقوم في الماضي بمعظم أعمالنا الخارجية في سنغافورة، لكن بداية من العام الجاري، وضعنا نحو 80% من أعمالنا الخارجية في شانغهاي”.
حتى الآن، تم إكمال 70 من أصل 78 مهمة محددة في الخطة الشاملة لمنطقة لينقانغ الجديدة، وتشكيل 87 نتيجة رائدة للابتكار المؤسسي. وخلال السنوات الثلاث الماضية، شهدت المنطقة الجديدة متوسط نمو سنوي للناتج المحلي الإجمالي الإقليمي بنسبة 21.3%، مع استقرار 64 ألف شركة مسجلة حديثا.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، نما متوسط معدل النمو السنوي لقيمة الإنتاج الصناعي للشركات في المنطقة الجديدة بإيرادات من أعمالها الرئيسية لا تقل عن 20 مليون يوان (2.91 مليون دولار أمريكي) بنسبة 40.2%، بينما نما الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 43% سنويا.
*CGTN العربية.