وفي تصريح صحفي مشترك عقب المحادثات التي أجراها مع نظيره الفرنسي, قال الرئيس تبون: “تطرقت مع الرئيس ماكرون إلى جل مواضيع التعاون الثنائي وسبل تعزيزه بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين ويضمن إعطاء دفعة نوعية لعلاقاتنا في كل المجالات, تكريسا للتوجه الجديد الذي اتفقنا على ترسيخه والمبني على إقامة شراكة استثنائية شاملة في ظل مبادئ الاحترام والثقة المتبادلين وتوازن المصالح بين الدولتين”.
وأعرب رئيس الجمهورية عن أمله في أن تفتح زيارة الرئيس الفرنسي “آفاقا جديدة لعلاقات الشراكة والتعاون بين البلدين”.
وأشار إلى أن المحادثات “البناءة” التي أجراها مع السيد ماكرون, والتي تمت “بالصراحة المعهودة” تنم عن مدى “خصوصية العلاقات بين البلدين وعمقها وتشعبها, كونها تشمل جميع المجالات, انطلاقا من الذاكرة, مرورا بالتعاون التقني والاقتصادي ووصولا إلى الحوار والتنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
إقرأ أيضا. الرئيس تبون يتحادث مع نظيره الفرنسي
وعلى الصعيد الثنائي, أوضح رئيس الجمهورية أنه تم تقييم ما تحقق من “إعلان الجزائر للصداقة والتعاون” الذي وقعه البلدان سنة 2012, مشيرا الى أن الطرفين “وقفا على سبل تجاوز مختلف العقبات التي تواجه تجسيد تطلعات الشعبين والبلدين في إرساء علاقات استراتيجية تكون في مستوى الإمكانات الهائلة للبلدين وتضمن الاستجابة للطموحات الكبيرة والمشروعة للشعبين”.
واضاف الرئيس تبون أن اللقاء كان فرصة للجانبين لتأكيد عزمهما على “الدفع نحو تكثيف الجهود من أجل الارتقاء بعلاقاتنا وفق خطوات عملية مدروسة وبرنامج زمني محدد لتفعيل آليات التعاون وتعزيز الديناميكية الإيجابية فأفق الاستحقاقات الثنائية المقبلة, لا سيما اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى واللجنة المشتركة الاقتصادية والحوار الاستراتيجي مع تكثيف وتيرة تبادل الزيارات على كل المستويات بين مسؤولي البلدين”.
وشدد على أنه من خلال هذا البرنامج, فإن البلدين يطمحان إلى “تكثيف التعاون العلمي والتكنولوجي والثقافي وتعزيز مستوى التبادل التجاري بينهما في ضوء الإصلاحات الوطنية الكبيرة والرامية إلى تحسين مناخ الأعمال”.
وأكد رئيس الجمهورية أن اللقاء كان فرصة أيضا لمناقشة الأوضاع الراهنة الأمنية والسياسية ذات الاهتمام المشترك, على الصعيدين الإقليمي والدولي, حيث تم خلاله تبادل “وجهات النظر حول عديد القضايا الهامة بالنسبة للبلدين, خصوصا
الوضع في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل والصحراء الغربية, التي تستدعي تضافر الجهود من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
كما تم الاتفاق –يستطرد الرئيس تبون– على ضرورة “تكثيف التشاور فيما يخص واستقرار محيطنا المتوسطي, بل بالسلم والأمن الدوليين”, مبرزا في هذا السياق أن “الواقع الدولي الراهن والصعوبات الناجمة عنه يتطلب من كلا البلدين العمل سويا على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف من أجل مواجهتها وفق تصور شامل ومنسجم يسمح بمعالجة فعالة لجذور الاضطرابات الحالية من خلال التمسك التام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة, باعتبارها ضمانة هامة لحفظ الأمن والاستقرار”.
وخلص الرئيس تبون إلى “تثمين النتائج المشجعة لزيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر, والتي مكنت الطرفين من إجراء تقييم شامل لمستوى التعاون بين البلدين ورسم آفاق واعدة للرقي بالشراكة الاستثنائية التي تجمعهما”.