حولت الصين مفهوم التنمية الخضراء إلى واقع في دفع النمو الاقتصادي منخفض الكربون، حيث تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بحماية البيئة الطبيعية منذ السنوات العشر الماضية.
في العام الماضي، بلغت نسبة الأيام ذات جودة هواء جيدة 87.5% في المدن الصينية الرئيسية، بزيادة 6.3 نقطة مئوية مقارنة بعام 2015. وزادت نسبة المياه السطحية عند الدرجة الثالثة أو أعلى منها في نظام جودة المياه المكون من خمس درجات في البلاد، بنسبة 18.9 نقطة مئوية من عام 2015 إلى 84.9% في العام الماضي.
كما تم تشجير أكثر من 64 مليون هكتار في العقد الماضي، ما يمثل ما يقرب من ربع الإجمالي العالمي في هذا الصدد.
وكانت كل هذه الإنجازات مستوحاة في عام 2005، عندما اقترح شي جين بينغ، الذي شغل منصب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين في ذلك الحين، فكرة “البيئة الطبيعية الجيدة تعد كنوزا لا تقدر بثمن” خلال زيارة إلى محافظة آنجي بالمقاطعة.
وبعد 15 سنة، عندما زار الرئيس الصيني مقاطعة شنشي بشمال غربي البلاد في أبريل عام 2020، أكد على أن البيئة الطبيعية الجيدة لا تعد ثروة طبيعية فقط، بل ثروة اقتصادية أيضا. وفي نوفمبر للعام نفسه، وعند ترؤسه ندوة للتقدم الشامل في تنمية الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي، قال شي إن السلطات المحلية يجب أن تجد مواقفها الخاصة في النمط التنموي الجديد للبلاد.
وخلال رحلته إلى مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين في فبراير للعام التالي، أكد مجددا على أهمية حماية البيئة الطبيعية، داعيا إلى معالجة شاملة لتآكل التربة والتصحر.
وتواصل الصين المضي قدما نحو هذا الاتجاه. واختارت الحكومة المحلية لمدينة ييتشانغ بوسط الصين اتباع مسار التنمية الخضراء من خلال تعديل صناعة الكيميائيات. ومنذ عام 2018، قامت المدينة بإنهاء مشاريعها الصناعية أو تحويلها وترقيتها، وتم نقل 134 مصنعا كيميائيا بالقرب من نهر اليانغتسي إلى منطقة صناعية مبنية حديثا.