تواصل الأقليات العرقية في الصين مواكبة التنمية في البلاد بعد تخلصها من الفقر في العام الماضي.
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حديثه في الاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني في 1 يوليو الماضي، أن البلاد قد وصلت إلى أول “هدف مئوي” ببناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
وأضاف: “حللنا بصورة تاريخية مشكلة الفقر المطلق، وأخذنا نتقدم بما يفيض حماسة ونشاطا نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل”.
زاد نصيب الفرد من الدخل الصافي للأقليات العرقية الفقيرة في الصين بشكل كبير على مر السنين وتجاوز عشرة آلاف يوان (1550 دولارا أمريكيا) مع حلول نهاية العام الماضي، مما يشير إلى خروج جميع المجموعات العرقية الصينية البالغ عددها 56 قومية من الفقر.
واستفادت الأقليات العرقية في جميع أنحاء البلاد من الصناعات التقليدية لتحسين الاقتصاد المحلي. وعلى سبيل المثال، قام أهل قومية مياو في قرية هواوو بجنوب غربي الصين بتنمية صناعة التطريز التقليدي بشكل ناجح. وتباع منتجاتهم الآن في مدن كبرى.
وقالت القروية يو رونغ تشون: “نمّت قريتنا صناعة التطريز المميز، كما أن ورش التخفيف من حدة الفقر قريبة من منازلنا. ويمكنني كسب أكثر من 3000 يوان (464 دولارا أمريكيا) كل شهر. ونشعر بسعادة بالغة”.
وقال تشانغ تشي، مدير معهد النهضة الريفية والتنمية الصينية بجامعة بكين للمعلمين: “منذ السنوات الأخيرة، عملت الصين على تسريع تنمية المناطق التي تعيش فيها الأقليات. وقد حققت المعركة ضد الفقر انتصارا شاملا مع الأقليات التي تتمتع بالرخاء، وهو ما لا يمكن القيام به إلا تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني واتباع الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”.
كانت هناك 14 منطقة يتركز فيها الفقر المدقع في الصين، بما في ذلك 11 منطقة تعيش فيها الأقليات. وفي ثماني مناطق على مستوى المقاطعات تقطنها الأقليات بشكل رئيسي، أرسلت الحكومة المركزية والمحلية 58 ألف فريق عمل و231 ألف مسؤول لمساعدة القرويين على تحسين معيشتهم.
وقالت ليو مي، نائبة مدير مكتب التخطيط والمالية بالإدارة الوطنية للنهضة الريفية: “منذ السنوات الأخيرة، استثمرت الحكومة المركزية ما يقرب من 300 مليار يوان لتمويلات خاصة من أجل التخفيف من حدة الفقر في ثماني مناطق على مستوى المقاطعات مأهولة بالأقليات العرقية، وتمثل 45% من إجمالي مناطق البلاد. وقد أرسى الاستثمار غير المسبوق أساسا متينا لمجموعات الأقليات لدخول مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل مع البلاد بأكملها”.
تشهد الأقليات العرقية في جميع أنحاء البلاد تطورا سريعا. وأصبح الآن لأبناء قومية دولونغ الذين يعيشون في الجبال النائية في جنوب غربي الصين إمكانية الوصول إلى شبكة الجيل الخامس (5G) للاتصالات، بينما انتقل أهل قومية يي في محافظة تشاوجيويه بجنوب غربي البلاد من قراهم القديمة الواقعة على الجرف إلى منازل جديدة.
وفي السنوات الخمس المقبلة، ستعمل الحكومة المركزية الصينية على تحسين رعاية المسنين والأطفال والأمن الطبي في المناطق المأهولة بالأقليات في ضوء الظروف المحلية، من أجل الحفاظ على شعور الناس بالارتياح والسعادة والأمن.
*سي جي تي إن العربية.