Saturday 23rd November 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

مَشاهد تَختصر المَأساة.. “الله يفتحها علينا”!

منذ 3 سنوات في 22/يونيو/2021

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

مَشاهد تَختصر المَأساة.. “الله يفتحها علينا”!

عن الأنباط-الاردنية/

بقلم: الأكاديمي مروان سوداح

 

بكلمات قليلة وبصوت متهدّج يَكاد يَندثر حُرقةً وألَمًا، وعينين دامعتين دمًا، ووجه متجعد، شاهدتُ من خلال نافذتي في أحد صباحات يوم راحل، كيف ودّع شاب زوجته أمام منزلي، قائلًا لها: “هالحين بنزل لوسط البلد وبشوف شو في شغل هون و هون.. بلكه الله رزقنا بشغلة”!
الزوجة لم تنبس ببنة شفة، ويبدو أنها متهالكة وبائسة جدًا وتعابير وجهها المُتجهم يقول إن لا مستقبل لعائلتها وحياتها، فهما يعيشان في شقة بشارع تنتمي الجدران المتآكلة لأبنيته لِ (مملكة عَمّون) التاريخية للقرن الثاني عشر قبل الميلاد! ودّعت زوجها بتحية باردة من إصبعِ يدها دون أن ترفعها، وكأنها ليست تحية، وسارت على دربها صامتة تمامًا. الزوج فَارع الطول، وسيم، يبدو فارغ الوفاض والجيوب، إلا أنه طيب الروح والمشاعر، لكن الدهر جار عليه وأكل مِن لحْمِه الكثير.

هذا المشهد السريع يختصر المأساة والحزن والموت البَطِيء الذي يعانيه عدد من مواطنينا الأردنيين الطيبين بسبب أهوال كورونا، الفيروس اللعين الذي دمّر حياتهم ومستقبلهم، وجعل منهم موظفين مأمورين ومُجنّدين لدى شركات التأمين والمدِينيِن على اختلاف أجناسهم وبقالاتهم التي داهم موظفوها بيوت المساكين لتأميم مستقبلهم ومصادرته، وربما “لرمي” بعضهم أو أكثر من بعضهم إلى الشوارع والمنازل المهجورة والآيلة للسقوط، يلوذون بها فرارًا من حياةٍ تنتهي فجأة إلى اللاشيء، دون أن يجدوا مَن يحمل أجسادهم المتآكلة إلى المقابر، وتراهم لا يأبهون حتى بالموت ولا بدفن بقاياهم المتآكلة التي نخر عظْمها بعد لحمِها أصحاب فيروس كورونا وأنصاره.

في مشهدٍ آخر مؤلم، بجانب مكتبة مؤسسة عبد الحميد شومان في جبل عمّان، استوقفني شاب وسيم الطلعة، ظننت لوهلة بأنني أعرفه. قلت له أنا أذكر وجهك جيدًا!، لكنه لم يؤكد ولم ينفِ ذلك!!! قال لي سريعًا: “بدي دينار وستين قرش بس!”. تمالكت نفسي، وأدركت ربما أنا لا أعرفه، أو أنه لا يريد الاعتراف بمعرفته لي، لأنه يتسول برغم هندامه الجيد والنظيف والمتناسق. تلعثمتُ وأجبته: لا أحمل نقودًا! انهزم الشاب من أمامي بهدوء بالغ وروية. وقفت أراقبه كيف يَغيب عن ناظري ولا يطلب من أي أحد قرشًا واحدًا! كانت مجموعات من الشابات والشباب والطلاب والطالبات والرجال يجلسون على المقاعد الخشبية والحجرية الخارجية للمؤسسة، وعلى دَرَجَاتِ أدراجِها، لكن هذا الشاب لم يقترب من أي منهم، ولم يطلب شيئًا من أحد!!!

في “مُتلازمة” أخرى، وأمام مؤسسة شومان أيضًا، أوقفني رجل فوق الستين من عمره، لكن بُنيَته جيدة ويبدو أن الدهر أتعبه كثيرًا. قال لي: أنا حضرت من فلسطين وما ظل معي مصاري. لازم أروح لوزارة الداخلية. قالوا لي يوجد على الدوار الثالث سرفيس يوصلني لهذه الوزارة. وافقته الرأي. استرسل: أريد “دينارًا” لأصل للوزارة! لم أرغب في مناقشته لأنه بدينار واحد لن يصل إلى موقع الوزارة، واتضح لي أنه ليس من فلسطين، ولا قادم من الضفة الغربية. انهزم من أمامي، ويبدو أنه توجه صوب غيري، ضمنهم محليون وأجانب!!!

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *