الأنباط-الاردنية/
لنُحرر الأقصى ومفاتيح المَسجد الأقصى…
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
لم تَبقَ وسيلة إعلام موضوعية في العالم إلا وتحدثت عن الهجوم الصهيوني على الشعب الفلسطيني في القدس وغزة و”عرب 1948″، واستيلاء جيش هرتزل وجماعات المستوطنين المُدججين بالسلاح على مفاتيح المسجد الأقصى في القدس.
طوال التاريخ كانت مفاتيح الأقصى وقفًا دينيًا. ولهذا، لم تتمكن أية جهة من الاستيلاء عليها، لكننا نشاهد اليوم بأم أعيننا كيف تم وضع اليد الصهيونية على تلك المفاتيح، مستخدمة أسلحة الإبادة الجماعية للمسلمين الفلسطينيين في القدس، والبطش بحق المتظاهرين السلميين منهم.
الموقف العالمي عمومًا ما زال خجولًا بما يتعلق بالأقصى وفلسطين. لم أقرأ ولم أرَ في أية صحف ووكالات أنباء أن زعماء ما طالبوا سلطات الصهيونية مباشرةً وبعلانية وقوة بإعادة هذه المفاتيح لأهلها، واحترام القائمين على المسجد وحُراس مفاتيحه وأمنه.
صادر الكيان الصهيوني مفاتيح (الأقصى) يوم 11 مايو/أيار المنصرم بعملية مخططة منذ أمد بعيد وفقًا للدراسات المختلفة، وتزامن معها اقتحام المسجد بقوات الاحتلال بصورة وقحة وهمجية ولا إنسانية ومفاجئة، ورفضت السلطات الاستعمارية السماح للأطقم الطبية بإخلاء الجرحى من موقع المسجد الذين بلغ عددهم أكثر من 215 مواطنًا، بينهم 4 حالات خطيرة للغاية، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في (الأقصى) ومحيط البلدة القديمة، وفي أعقاب ذلك، وللأسف، أعلنت مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، “فقدانها السيطرة على المسجد الأقصى بشكل كامل”، أعقب ذلك تصريحات للهيئة الإسلامية والمسيحية في القدس خلال مؤتمر صحفي، وصَفت إجراءات الاحتلال بالباطلة وتمثل اعتداءً صارخاً على المسجد الأقصى.
كذلك، تم تكسير أقفال جميع الآبار والغرف المغلقة، إضافة لتفتيش مسجد قبة الصخرة 5 مرات، وخلال ساعات الليل هاجمت سيارات خاصة تحمل معدات القص والمداهمة المسجد وفعلت فيه أفاعيلها دون وجود شهود فلسطينيين أو أجانب، وواصلت شرطة وجيش الاحتلال تفتيش المكاتب والسطو على المرافق في (الأقصى)، إلى جانب مصادرتها مفاتيح عدد من بوابات الأقصى وهي (المغاربة، المجلس، و الأسباط).
ـ القدس في الأيديولوجية العالمية للصهيونية وفقا للمراجع المتوافرة:
ـ صرح هرتزل قبل قيام “دولة إسرائيل” بخمسين عاماً: “إذا حصلنا على مدينة القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي عمل، فسأزيل كل شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسأحرق جميع الآثار التي مرت عليها قرون”. ولم يتوقف هرتزل عند التنظير الفكري الإمبريالي التوسعي، بل عمل على تنفيذ هذه الأفكار بإنشاء جامعة يهودية في القدس في عام 1902، وكتب، “إننا معشر اليهود نلعب دوراً مهماً في الحياة الجامعية في جميع أنحاء العالم، والأساتذة اليهود يملؤون جامعات البلدان… لهذا فإننا نستطيع أن نقيم جامعة يهودية في القدس”، (وثائق فلسطين، 637-1949).
صرّح بن غوريون: “لا معنى لِ “إسرائيل” بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل” (عمران، 2009، ص 50).
ـ في عام 1949 نُقِلت رفات هرتزل إلى القدس المحتلة، حيث تم دفنه في الجبل الذي أُطلقوا عليه اسم “جبل هرتزل”.
ـ نَشرت “وزارة الخارجية الإسرائيلية” على موقعها في الإنترنت: “الصهيونية هي أيديولوجية تمثل التطلع المستمر لليهود في أنحاء العالم إلى استرداد وطنهم القومي التاريخي – صهيون، أرض إسرائيل”!
ـ أصدرت “بلدية القدس” الصهيونية (الخطة المحلية لعام 2000 حتى عام 2020)، والتي شارك في إعدادها 91 مهندساً وخبيراً وقانونياً وفنياً من المختصين في فروع التخطيط المختلفة، وممثلون عن الوزارات الإسرائيلية، ما صبغ عليها الصفة الرسمية. وقد جاءت أهم النتائج في هذه الخطة كما يلي: (حوليات القدس، 2010، ص 59):-
1- توحيد مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي تحت السيادة والهيمنة الإسرائيلية.
2- زيادة الوجود السكاني الإسرائيلي في القدس حتى يصل إلى 70% يهوداً و30% عرباً.
3- خلق إطار شامل للاستمرار في عمليات التغيير والتطوير في المدينة كعاصمة لإسرائيل ومركز للحكم فيها.
4- تغيير المعالم الثقافية والحضارية والتاريخية للمدينة المقدسة كموقع أثري وموروث حضاري ثقافي يهودي فقط.
يَعتبر قانون الكنيست الإسرائيلي بأن القدس برمتها هي عاصمة “دولة إسرائيل”، وهي المقر الرئيسي للكنيست والحكومة والمحكمة العليا، وقد أكد الكنيست القرار نفسه في عام 1990، وبأن القدس لن تكون موضوعاً للتفاوض (خطيب، 2001، ص 25)، فأين نحن؟.