CGTN العربية/

في يوم الـ 24 من يناير بالتوقيت المحلي، ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه في ظل تهديد فيروس كورونا الجديد المتحور، ما إذا تستطيع الولايات المتحدة مكافحة الوباء بنجاح أم لا، هذا يعتمد على ما إذا كان اللقاح قادرًا على الفوز في “السباق” ضد الفيروس المتحور أم لا.

في خطاب ألقاه في البيت الأبيض يوم الـ 21 من يناير، صرخ جو بايدن: “سنستخدم ما في وسعنا من الجهود لإعطاء المزيد من الناس اللقاحات المجانية المضادة لفيروس كورونا الجديد”.

قال جيفري زينتس، منسق الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض لشبكة “سي بي إس” الأمريكية إن الوضع الذي يواجهه فريق بايدن كان “أسوأ بكثير مما كان يعتقد في الأصل”.

يمكن تلخيص المعضلة الحالية لتوزيع اللقاحات التي تواجهها الولايات المتحدة على النحو التالي: غير متساو وغير كاف.

من ناحية، إن توزيع اللقاحات غير متوازن بين الولايات. وفقًا للبيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، حتى يوم الـ 20 من يناير، تلقت ولاية ألاسكا التي تحتل المرتبة الأولى 9.34 لقاحا لكل 100 شخص، بينما تلقت ولاية ألاباما 2.84 لقاحًا فقط لكل 100 شخص، أي أقل من ثلث عدد اللقاحات في ألاسكا.

من ناحية أخرى، فإن المعروض من اللقاحات بعيد تماما عن تلبية الطلب. وفقًا للتقرير الصادر عن شبكة “سي بي إس” في يوم الـ 24، نظرا لنقص خطير في الإمدادات، من الممكن إغلاق نقاط التطعيم في جميع أنحاء البلاد قريبا. مخزون اللقاحات في ولاية نيويورك جف وحاكم ولاية فلوريدا يصرخ بسبب عدم وجود لقاحات كافية؛ في ولاية تكساس، الحصول على اللقاح مثل “شراء تذكرة يانصيب”.

تصريح شبكة “سي بي إس” ليس مبالغة. وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في ولاية تكساس في الساعة 12 ظهرًا يوم الـ 24، فإن سكان تكساس الحاليين الذين أكملوا جميع التطعيمات يمثلون 0.9 % فقط من إجمالي السكان، وعدد الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل يمثل 5.0% من إجمالي السكان فقط. اعترفت المديرة الجديدة لهيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها روشيل والينسكي في يوم الـ 24 من الشهر الجاري بأن عدد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المتاحة في الحكومة الفيدرالية لا يكفي لتزويد الولايات.

أين هي المشكلة؟ قال بعض المسؤولين والخبراء في حكومة الولاية إن الافتقار إلى خطط الحكومة الفيدرالية ونقص المعلومات بين مختلف المناطق وضعف التواصل جعل توزيع اللقاحات في الولايات المتحدة في حالة من الفوضى.

في مقابلة مع هيئة الإذاعة الوطنية “إن بي سي” في يوم الـ 24 من يناير، انتقد رئيس موظفي البيت الأبيض الجديد أن الحكومة السابقة “لم تضع خطة لتوزيع اللقاح على الإطلاق”، مما جعل عملية التطعيم “فوضوية ومقيدة”. وفقا للتقرير الصادر عن سي إن إن في الـ 23، قال أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا إن نقص المعلومات ونقص الدعم المالي جعل توزيع اللقاحات في الولايات الأمريكية أمرا صعبا وبطيئا.

كما يهاجم الجمهور الأمريكي الحكومة الفيدرالية. أظهر استطلاع “إن بي سي” أن 64% من المستطلعين ألقوا باللوم على الحكومة الفيدرالية وأنها من وراء هذه الفوضى؛ وجد استطلاع مؤسسة عائلة كايزر أن 60% من المستطلعين قالوا إنهم لم يحصلوا على معلومات كافية عن توزيع اللقاح.

في مواجهة الوباء المتصاعد وضغط الرأي العام، أصبح حل فوضى التطعيم والوفاء بالوعد بـ “100 يوم في المنصب، 100 مليون لقاح” أولوية قصوى للحكومة الجديدة.