سعيا منها لتوفير البيئة المناسبة للقراءة، قامت إدارة المتحف الصحراوي وبالتنسيق مع مديرية القطاع والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “محمد تجاني” وبلدية ورقلة، بمبادرة تمثلت في استحداث فضاء خاص بالمطالعة، حيث يتم وضع الكتاب في متناول المهتمين والقراء مما يساهم في نشر المعرفة وتعزيز مكانة الكتاب الورقي في مواجهة التأثير السلبي للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، كما أوضحت لوأج مديرة المتحف ومسؤولة الدائرة الأثرية للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بالولاية، أم الخير بن زاهي.
كما يتوخى من خلال هذا الفضاء الجديد الذي يحتوي على نحو ألف نسخة في مختلف المجالات المعرفية والعلمية، على غرار الأدب والشعر والتاريخ وفن العمارة والتراث وكتاب الطفل، المساهمة أيضا في استقطاب الجمهور لزيارة واكتشاف المتحف الصحراوي، حسب السيدة بن زاهي.
وتم تزويد هذا الفضاء بأكثر من 400 كتاب من قبل المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، فضلا عن مساهمة بلدية ورقلة في توفير التجهيزات المكتبية اللازمة, حسب ذات المتحدثة.
كما أشارت السيدة بن زاهي الى قيام المتحف الصحراوي بتنظيم معارض ونشاطات ثقافية مختلفة إحياء للمواعيد والتظاهرات الوطنية، فضلا عن استقبال زيارات موجهة لتلاميذ المدارس بهدف التعريف به ومحاولة جذب عدد أكبر من الزائرين.
وفي سياق متصل ذكرت أن الأبواب مفتوحة أمام الحرفيين والمستثمرين خاصة في مجال السياحة والصناعات التقليدية للاستفادة من فضاءات على مستوى المتحف بغية استغلالها لممارسة نشاطهم وفقا للقوانين المعمول به في هذا الشأن، مشيرة إلى أن هذا سينعكس إيجابا على الإقبال على هذا الصرح الثقافي التاريخي والجذب السياحي.
ووفقا للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، تأسس المتحف الصحراوي سنة 1936، حيث احتفظ هذا المعلم الذي تم تصنيفه وطنيا سنة 2007 بتسمية المتحف الصحراوي لارتباطه بالثروة التاريخية والأثرية التي يحتوي عليها.
وبهدف إعادة تنشيط داخل هذا الصرح التاريخي بعد سنوات من الركود، أوكلت مهمة تسييره واستغلاله للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية واستفاد من عملية ترميم وإعادة الاعتبار، ليدخل حيز الاستغلال من جديد سنة 2018.
وتعتبر عمارة المتحف الصحراوي تحفة هندسية جمعت بين الطابع العمراني الأوروبي والمغاربي والافريقي، إذ يتربع على مساحة تقدر ب1.700 متر مربع.
كما يضم قاعة ما قبل التاريخ والتي تحتوي على أهم الصناعات الحجرية، متمثلة في فؤوس ومساحيق حجرية، ومستحثات نباتية وحيوانية، إضافة إلى رؤوس السهام والرماح والرسومات وغيرها ونقوش حجرية مستخرجة من حفرية مدينة سدراتة الأثرية.
كما يشمل هذا المعلم التاريخي والأثري صور وبطاقات فنية لأبرز قصور ولاية ورقلة ومجسمات البيت الصحراوي من أواني فخارية وغيرها، و كذا أسلحة تقليدية الصنع ووطنية المنشأ تروي حكاية جهاد أبطال المنطقة ضد الاستعمار الفرنسي.