في قاعدة صناعة الفواكه الحديثة لقرية تشين لونغ الواقعة في جنوب الصين، تظهر صورة جميلة أمام الزوار، حيث توجد طائرة دون طيار تقوم برش المبيدات الحشرية على الحقول الزراعية، وتقوم قطاعة الأعشاب بإزالة الحشائش الضارة بشكل أوتوماتيكي، بالإضافة إلى أجهزة المبيدات الأوتوماتيكية التي تنتهي بسرعة من رش أشجار الفواكه. لقد أصبحت هذه الأرض الجرداء الفقيرة سابقا بستانا جميلا في الوقت الحالي.

ولكن صورة هذه القرية الصغيرة ليست هكذا قبل عدة سنوات، حيث أن القطاع الزراعي التقليدي كان ركنا أساسيا لحياة المحليين الذين يعيشون في فقر بسبب الموقع الجغرافي النائي وضعف الأسس الصناعية والظروف الأرضية الجرداء. كان الدخل الزراعي لهذه القرية لم يتجاوز 2000 يوان صينيا قبل عام 2017، الأمر الذي قد أدى إلى مغادرة 90 بالمائة من الشباب من بلدتهم لكسب الرزق، وفراغ 70 بالمائة من أراضي القرية.

ومن أجل اكتشاف طريق جديد للقطاع الزراعي ذي الخصائص الجبلية، قد اتجهت الحكومة المحلية إلى أسلوب العمل الجديد، ألا وهو تحويل الأراضي المتفرقة إلى أراضي منظمة بمساحة واسعة وتكريس الجهد الإنساني في الزراعة الآلية، وتغيير المزروعات المنخفضة الدخل إلى المزروعات المناسبة للأسواق مثل الفواكه، وتحويل الدوران البسيط إلى التعاون الجماعي، وتغيير أسلوب إفراط التسميد إلى التسميد العلمي بشكل دقيق وتحويل الإدارة الذاتية إلى الإدارة الجماعية.

أما اليوم، قد زادت مساحة الأراضي القابلة للزراعة في القرية من 0.93 كيلومتر مربع إلى 1.56 كيلومتر مربع، بما فيها أراضي البرتقال والفول والبطاطس وغيرها من المزروعات. من المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج 6600 طن خلال موسم الحصاد عام 2021، بينما سيبلغ العائد الجماعي الاقتصادي 3 مليون و500 ألف يوان صينيا ويزيد نصيب الفرد من الدخل السنوي أكثر من 10 آلاف يوانا صينيا.

وعند دخول هذه القرية الجميلة، تظهر مباني سكنية منتظمة وأشجار خضراء على جانبي الشوارع النظيفة أمام عيون الجميع، الأمر الذي قد جعل ليلة صيفية في قرية تشين لونغ أجمل. “الآن نعيش حياة جميلة ونسكن في غرفة نظيفة، أشعر بالرضا بحياتي جدا”، هذه كانت كلمات القروية البالغة عمرها 60، والآن تحصل على 80 ألف يوانا صينيا سنويا بعملها في البستان الجديد.